مجتمع

آباء تلاميذ “الفاتح” يطلبون تدخل الملك ويواصلون الاحتجاج (صور)

رفع آباء وأولياء تلاميذ مؤسسة “محمد الفاتح” بمدينة تطوان، ملتمسا إلى الملك محمد السادس، يناشدونه التدخل العاجل لإنصافهم مما اعتبروه “ظلما وإجحافا” طال أبناءهم بسبب قرار وزارة الداخلية بإغلاق جميع فروع المؤسسة التركية بالمغرب، وذلك بالموازاة مع تنظيمهم وقفة احتجاجية داخل أسوار المؤسسة، صباح اليوم الجمعة، وتأسيس تنسيقية لآباء تلاميذ فرع المدرسة المذكورة بطنجة.

مناشدة الملك

وناشد المحتجون الملك بالتدخل بإعطاء أوامره باستمرار الدراسة ببناية المؤسسة المذكورة بالصيغة التي يراها مناسبة إلى غاية نهاية السنة الدراسية الحالية، في انتظار إيجاد حل نهائي وعادل لجميع الأطراف، مؤكدين حرصهم على “الحفاظ على الهوية المغربية وتقاليد الدين الإسلامي والمذهب المالكي والتسامح والتعايش”.

وأوضح آباء وأولياء وأطر إداريين وتربويين وأعوان مؤسسة محمد الفاتح، أن قرار وزارة الداخلية أدى إلى زعزعة استقرار التلاميذ والأطر والأعوان العاملين بالمؤسسة وعائلاتهم نفسيا وسيكولوجيا، مشيرين إلى أن تنفيذ هذا القرار “من شأنه تعميق هذا الضرر خاصة وأنه جاء في نصف السنة الدراسية”، حسب الملتمس.

احتجاجات الآباء والتلاميذ

آباء التلاميذ وأطر وأعوان المؤسسة، نظموا صباح اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية رفقة التلاميذ داخل المؤسسة، عبروا من خلالها عن استنكارهم لقرار الإغلاق، مطالبين الجهات الرسمية بالتحرك العاجل لإيجاد حل لوضعية التلاميذ والأطر.

مصدر من داخل لجنة أولياء تلاميذ مؤسسة الفاتح بتطوان، أوضح لجريدة “العمق”، أن وزارة الداخلية لم توافق على الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة مع قسم الشؤون الداخلية بعمالة إقليم تطوان، الإثنين المنصرم، والقاضي بالسماح لتلاميذ المؤسسة بإتمام دراستهم بشكل عادي إلى غاية نهاية الموسم الدراسي الحالي، تحت إشراف الطاقم المغربي للمؤسسة، مع “تحويل مقر الدراسة إلى مكان آخر مناسب بشكل مؤقت”.

وأضاف المصدر، أن الآباء لا يطالبون بتغيير قرار الإغلاق، بل بإبقاء التلاميذ في نفس المؤسسة مع نفس الطاقم التربوي والإداري، وتمديد المهلة التي منحتها الداخلية للمؤسسة لإغلاق أبوابها إلى شهر يوليوز المقبل.

وبمدينة طنجة، أسس أولياء أمور تلاميذ مؤسسة الفاتح، تنسيقية محلية للتفاوض مع وزارة التربية الوطنية، حيث ستعقد التنسيقية اجتماعها غدا السبت بمقر المؤسسة، كما احتج أولياء وأطر فرع المؤسسة بالدار البيضاء، مطالبين بدورهم بالتدخل لإيجاد حل للملف.

الضغط على الأساتذة

وفي سياق متصل، علمت جريدة “العمق”، أن وزارة التربية الوطنية بدأت في إلغاء تراخيص أساتذة القطاع العام الذين يدرسون بمؤسسات محمد الفاتح، رغم أن مهلة الشهر التي منحتها وزارة الداخلية لإغلاق المؤسسة لم تنته بعد.

وحصلت الجريدة على نسخة من مراسلة من طرف المدير الإقليمي للوزارة بتطوان، إلى أحد أساتذة مؤسسة محمد الفاتح، يخبره فيها أن الأكاديمية الجهوية ألغت ترخيص قيامه بساعات إضافية بالمؤسسة المذكورة، وأن القرار السابق بمنحه الترخيص أصبح لاغيا.

وقال مصدر “العمق”، إن الهدف من إلغاء تراخيص أساتذة القطاع العام الذين يُدرِسون بمؤسسة محمد الفاتح، هو الضغط على الآباء لإخراج أبنائهم من المدرسة بداعي عدم توفر الأساتذة بالمؤسسة، حسب قوله.

قرار مفاجئ

وكانت وزارة الداخلية قد قررت بشكل مفاجئ، إغلاق جميع المؤسسات التعليمية، التابعة لمجموعة “محمد الفاتح” لمنظرها فتح الله غولن، “زعيم جماعة الخدمة” التركية، والمتواجدة بعدد من مدن المملكة، داخل أجل أقصاه شهر واحد.

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أنه على إثر التحريات التي قامت بها الجهات المختصة بشأن المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة “محمد الفاتح” لمنظرها فتح الله غولن، “زعيم جماعة الخدمة” التركية، تبين أن هذه المؤسسات المتواجدة بعدد من مدن المملكة تجعل من الحقل التعليمي والتربوي مجالا خصبا للترويج لإيديولوجية هذه الجماعة ومؤسسها، ونشر نمط من الأفكار يتنافى مع مقومات المنظومة التربوية والدينية المغربية.

وخلف قرار إغلاق مجموعة مدارس “محمد الفاتح” احتجاجا التلاميذ وأولياء أمورهم في عدد من المدارس المذكورة، بالموازاة مع بيانات تنديدية من طرف لجان الآباء والأمهات والأطقم الإدارية والتربوية لنفس المدارس.

وتتواجد في المغرب عدد من المؤسسات التعليمية الخاصة التابعة لـ”جماعة الخدمة” التي يديرها الداعية التركي فتح الله كولن، حيث تضم الجماعة شبكة واسعة من المؤسسات التعليمية والاقتصادية والإعلامية في تركيا وعدد من دول العالم.

وكانت الحكومة التركية قد طلبت من الدولة المغربية إغلاق هذه المدارس، بعد توجيه تركيا الاتهام إلى غولن وجماعته بمحاولة الانقلاب.