خارج الحدود، سياسة

الجزائر تشرك محتجزي تندوف في انتخاباتها البرلمانية للتغطية على المقاطعة

لجأ النظام الجزائري إلى مخيمات تندوف لإشراك ساكنتها في أول انتخابات برلمانية تشهدها الجزائر منذ اندلاع الحراك الشعبي الذي أنهى الولاية الرئاسية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة.

ويدلي الناخبون الجزائريون غدا السبت بأصواتهم في سابع انتخابات برلمانية منذ 30 عاما، بعد إعلان التعددية السياسية وإنهاء احتكار حزب جبهة التحرير الوطني للعمل الحزبي منذ الاستقلال في عام 1962.

وكشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، أن الزيارة التي قام بها مؤخرا ما يسمى بـ”الوزير الأول” لجبهة البوليساريو الانفصالية “بشرايا بيون” لزعيمها ابراهيم غالي في الجزائر، تدخل في إطار “التأثيت” لمشاركة مكثفة لساكنة المخيمات في انتخابات الجزائر.

وقال المنتدى إن “بيون” توجه من المخيمات إلى الجزائر “بأمر مباشر من القيادة العسكرية الجزائرية لتلقي تعليمات من أجل التأثيث لمساهمة كبيرة من اللاجئين الصحراويين في الانتخابات التشريعية الجزائرية”.

وأشار المصدر ذاته، في مقال، إلى أن منطقة تندوف تعد خزانا انتخابيا هاما تعول عليها الجزائر في إنجاح الانتخابات، وتسجيل نسب مشاركة عالية، موضحا أن “تندوف هي الوحيدة التي تعرف أكبر نسبة مشاركة مقارنة مع باقي المناطق الجزائرية، ما يضفي على الانتخابات الجزائرية نوعا من القبول ويساهم في الوصول إلى المعدل الأدنى إلى المشاركة، في ظل عزوف جزائري كبير “.

وتابع المصدر ذاته أن النظام الجزائري يستعمل الجبهة الانفصالية كأداة لإنجاح الانتخابات، حيث “تعمل على توجيه الآلاف من الصحراويين إلى التسجيل في الانتخابات الجزائرية”.

وتابع “فورساتين” أن مخيمات تندوف تشهد حملات مكثفة للمرشحين “الذين يوجد من بينهم صحراويون يتلونون تارة بلون اللاجئين الصحراويين المقيمين بالمخيمات، وتارة أخرى بلون المواطنين الجزائريين، ويتم ذلك حسب الطلب وظروف كل مرحلة، وحسب ما تقتضيه المصلحة العامة التي تختلط فيها وتشتبك المصالح بين الجزائر وجبهة البوليساريو”.

جدير بالذكر أن الانتخابات البرلمانية الجزائرية تأتي في سياق مشحون فُقدت فيه الثقة في مؤسسات الدولة، حيث تميزت المرحلة بقمع المظاهرات الشعبية، فيما أعلنت أحزاب مقاطعتها للانتخابات.

ويتخوف النظام الجزائري من أن يجثم شبح المقاطعة على صدر انتخابات 2021 ويتكرر سيناريو الاستفتاء على الدستور في نونبر 2020، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 23.7%، خصوصا في ظل مقاطعة الأحزاب اليسارية المنضوية تحت لواء تكتل “البديل الديمقراطي” لهذه المحطة الانتخابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *