أخبار الساعة

النبي سليمان بين التوراة والقرآن.. إصدار جديد للكاتب المغربي الرياحي

صدر للكاتب والباحث المغربي في علم مقارنة الأديان، محمد الرياحي الإدريسي، كتاب بعنوان “نبي الله سليمان.. دراسة مقارنة بين التوراة والقرآن”.

الكتاب الذي صدر عن منشورات مركز “بن غازي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية” يقع في 164 صفحة، ويتضمن بالإضافة للمقدمة والخاتمة والملاحق، ثلاث فصول أساسية تناول فيها الكاتب بالدراسة والتحليل النصوص التوراتية والقرآنية المرتبطة بقصة النبي سليمان عليه السلام والمقارنة بينها، ثم رجع إلى الأبحاث التاريخية والأركيولوجية وعلم الآثار، ليكشف زيف وتهافت وافتراء النصوص التوراتية.

ووقف الرياحي، بعد تتبع دقيق لقصة النبي سليمان علية السلام من خلال هذه النصوص ومقارنتها، على مواطن الاختلاف والاتفاق بينها، ثم عمد إلى مقارنة الرواية التوراتية فيما اختلفت فيه عن الرواية القرآنية بالمعلومات التاريخية والأركيولوجية المؤكدة، ليصل لحقيقة كون اليهود أبدعوا في التزوير والكذب والبهتان ليجعلوا من اليهودية خليطا من التحريفات والأباطيل.

ووفق الكتاب، فإن الرواية التوراتية صورت نبي الله سليمان الذي وصفه القرآن بالنبي المرسل، بالقائد والملك المسرف المبالغ في البذخ ومظاهر الرفاهية و الإسراف حيث نسبت له صنع عرش من العاج المغشى بالذهب تحيط به الأسود المصنوعة من الذهب، والزواج بأعداد كبيرة من الزوجات، بالإضافة إلى أعداد أخرى من السراري بلغ مجموعهن ألفا، بل بلغ به البهتان إلى أن اتهموه بالانحراف عن الدين وعبادة الأوثان، مما استوجب غضب الله الذي تمثل في إيقاع العقاب عليه بتمزيق مملكته.

وخلص الباحث المغربي إلى استنتاجات منها أن النصوص القرآنية والروايات التوراتية رغم اتفاقها على أن النبي سليمان أوتي حكمة وعلما منذ صغره، إلا أنها تختلف اختلافا جذريا، في معظم جوانب قصة حياته.

ففي وقت تدعي النصوص التوراتية أن النبي سليمان افتتح عهده بالدم وقتل أخيه، ثم قيادة جيش أبيه، وصورته بمظهر العظمة والإسراف في كل شيء، حيث صنع لنفسه عرشا من العاج المغشى بالذهب تحيط به الأسود المصنوعة من الذهب، واتهمته بالبذخ والانحراف، فإن القران الكريم يصور بصورة النبي المرسل الذي أنعم عليه المولى بنعم الأنبياء والمرسلين ففضله على جميع مخلوقاته، واصفا إياه بكل صفات الطهر والعفة والصلاح (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ).

وإلى جانب النصوص القرآنية فإن علم الآثار، ومدونات الحضارات القديمة التي كانت تدون كل كبيرة وصغيرة، تفند مزاعم الرواية التوراتية بخصوص عظمة سليمان وقوة مملكته ونفوذه على حكام الأرض، وعن بناءه للهيكل، وتزوجه من ابنة فرعون مصر شيشنق، وهو ما يضع تاريخ بني إسرائيل القديم الذي صوره أصحابه بصورة العظمة والقوة محل الشك والاستغراب.

كما أثبثت الدراسة افتراء العهد القديم بقوله إن سليمان ارتد عن الدين وبنى المعابد الوثنية بل وعبد الأوثان، لقد أثبتت الدراسة أن الرواية التوراتية إنما هي رواية باطلة و ظالمة بدليل قوله تعالى (وما كفر سليمان) وكشفت الصورة الواضحة والحقيقية لنبي الله سليمان عليه السلام.

كما جاء في القرآن الكريم، بعيدا عن الصورة التي رسمها له كتاب أسفار التوراة، حيث جاءت صورته في القرآن صورة النبي الكريم الحامل مشعل الدين، المجاهد في سبيله، الزاهد في الدنيا على سعة الملك الذي أعطيه، فأسبغ عليه الله من فضله ونعمه الكثير وقربه إليه قال تعالى: “وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب”.

كما بينت الدراسة أن ما جاء في التوراة عن المملكة القوية التي ورثها سليمان عن أبيه داود، هو مجرد افتراء بدليل الأبحاث التاريخية والاركيولوجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *