أدب وفنون

تنقل ملامح المشاهير من الواقع إلى الورق .. أم الغيث إبداع ينفجر من الهامش

“ما زلت حيا وأؤمن بأني سأجد الطريق يوما إلى ذاتي إلى حلمي إلى ما أريد”. لم تكن عبارة محمود درويش النابعة من الوجدان مجرد كلمات فقط، فالإرادة كانت دائما الوسيلة لتحقيق ما نريد، والحلم مهما سمى لا بد له أن يتحقق يوما ما.

أمُّ الغيث البلغيثي، مثال لنقول إن الحلم لابد له أن يمر في عثرات عدة قبل أن يصل إلى المحطة الأخيرة حيث نظفر فيه بوسام الاستحقاق، فأحلامنا لا بد لها أن تسقط مرارا وتنهض، لكن الإرادة الحقيقية هي ما يجعلها تواصل المسير بحثا عن شعلة أمل تزيد رغبة كل واحد منا على تحقيق ما يريد ولو كانت المحاولة مرات وأخرى.

هي فتاة من مدينة طاطا على أعتاب العشرينات من عمرها، اختارت ريشتها وسيلة لتفرغ ما بدواخلها، ولتقول للعالم أجمع أن الابداع ليس لجهة ما على حساب الأخرى، لا بل الإبداع يولد أينما كان ووقتما شاء.

“لم تكن بداياتي مع الرسم منذ الصغر، بل إنني حتى بلغت من العمر صبية، بعدها اكتشفت أنني قادرة على أن أنقل ملامح أشخاص من الواقع الى الورق.” هكذا بدأت أمّ الغيث حديثها مع جريدة “العمق”، لتضيف “كنت أرسم نتيجة الفراغ الذي كان بداخلي، واكتشفت موهبتي بالصدفة، فكانت أختي الصغيرة أول من اكتشف أن ما أخطه بيدي لم يكن غير عادي، وليس كل من كان بقادر على أن يصنع ما كنت أصنعه “.

واستطردت بالقول: “أما حين احتككت أكثر مع الرسم، وجدت أنني أرسم ملامح المشاهير، وأستمتع بفعل ذلك كثيرا، ومع مرور الوقت تمكنت من صقل موهبتي فأصبحت أهوى “الفن التجريدي” بل إنني أصبحت مدمنةً له، وبفضله كنت أشعر أنني أعبر عن حالتي في تلك اللحظة بالذات”.

ولأن الطبيعة البشرية تفرض علينا نحن الانسان أن تكون لنا راحة في شيء معين غير الآخر، فأم الغيث، كان ولا زال الرسم ملاذها الأول الذي تتخذه ملجأ لتفرغ ما بدواخلها من أحاسيس، لأن في نظرها الرسم لا يفرض عليها أن تكون انسانا غير الذي توده، فالرسم على حد تعبيرها لا يحد من حريتها ولا يجبرها على رسم شيء لا تهواه.

ولعل “الموناليزا” أحد الأسباب التي جعلتها مولوعة حد الجنون بالفن، وحبها للوحات القرون الوسطى جعلها تبدع دون أن تكون لها رغبة في أن تقول كفى من الرسم.

أما عن ملهميها فلعل الروسي “كانسكي” والايطالي “مايكيلانجيلو” قاما بإلهامها أكثر مما يجب، فعادة ما تعود إلى أعمالهما لتستمد منهما ما ينقصها من إلهام تواصل بها رحلتها في عالم الفن.

ولأن المجتمع لا يعطي الأهمية لشيء الا بعد أن يمدحه الإعلام، ويحتفي به الاخرون، فإن أم الغيث تؤكد لنا أنه خلال بداياتها الأولى لم تحظ بالتشجيع من طرف المجتمع، الا أنها حظيت بحفاوة وتشجيع كبيرين من أصدقائها الذين شجعوها أن تواصل رغم أنها لا تعرف أين تتجه بالضبط.

أما بخصوص وسطها العائلي فان “عاشقة فن الرسم” شددت على أنها حظيت بالتشجيع من طرفهم بالرغم من أنه لم يصل إلى سقف التوقعات، إلا أنه كان تشجيعا يستحق التنويه، طالما أنهم دفعوها على مواصلة إفراغ ما بداخلها من فن وابداع.

وعن نظرتها للفن بصفة عامة لدى المغاربة، فأمّ الغيث ترى على أنهم لا يعطون القيمة للفن مقارنة مع الدول الأخرى، وتضيف “شاركت في مسابقة الابداع والتميز التي نظمت تزامنا مع فترة الحجر الصحي في العام الماضي، فكانت إحدى الأعمال التي شاركت بها سببا في أن أحتل الرتبة الأولى.

ولأن شغفنا ليس بالضرورة أن يتوافق مع ما تدرسه، فأم الغيث تقول على أن ما تدرسه مقارنة مع ميولها للفن فهما خطان لا يلتقيان، الا أن طموحها الحقيقي لا يخرج عن تطوير موهبتها في الرسم، فبداخلها أحلام مازالت تلوح في الأفق بالرغم من عدم وضوحها، فضباب المنظر لم يسمح برؤيتها بعد، “الا أنني ما أعرفه أن طموحي أكبر بكثير مما أتوقع” تختم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *