مجتمع

مستشفى القرب بدمنات.. بناية بدون خدمات

لم يكن أكثر المتشائمين بمدينة دمنات وضواحيها يظن أن خدمات مستشفى القرب بدمنات ستتراجع إلى الحد الذي يضطر معه المواطنون للتنقل إلى مستشفيات بمدن أخرى لإجراء تحاليل كانت في الماضي القريب متاحة بالمجان في المركز الصجي بدمنات قبل افتتاح مستشفى القرب.

مواطنون قالوا في تصريحات لجريدة “العمق” إنهم توجهوا مرات عديدة إلى المستشفى قصد إجراء تحليلات بسيطة، ليفاجؤوا بغيابها في المستشفى الذي كلف الدولة ملايين الدراهم قبل أن يصبح بناية بدون خدمات، وفق تعابيرهم.

ليست التحليلات المشكل الوحيد في المستشفى، بل سجل مواطنون عدم استفادتهم من فحوصات “الراديو” بعد تعطل الجهاز مما يفرض عليهم التوجه نحو القطاع الخاص أو التوجه لأقرب مستشفى عمومي والمتواجد بمدينة أزيلال وما يقتضيه ذلك من مصاريف إضافية تثقل كاهل مواطني المنطقة.

مصالح داخل المستشفى لم يستفد منها العديد من المواطنين منذ افتتاح هذه المعلمة في مثل هذا الشهر من سنة 2018، ومنها مصلحة الأسنان، ومصلحة الترويض.

مصادر الجريدة قالت إن القائمين على الشأن الصحي بإقليم أزيلال عوض أن يعملوا على دعم العاملين بالمستشفى وتمكين المواطنين من الحد الأدنى من الخدمات الصحية وتفادي تنقلهم إلى مستشفيات أخرى، قاموا بتحويل طبيب النساء والتوليد من مستشفى دمنات إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال منذ بداية أزمة كورونا إلى اليوم.

أيوب الحجاجي، الفاعل الحقوقي في صفوف الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، قال في تصريح لجريدة “العمق” إنه آن الآوان لتتحرك الهيئات الحقوقية والسياسية والجمعوية بالمنطقة للدفاع عن حق المواطنين في الصحة.

وأشار الفاعل الحقوقي إلى أنه “من غير المعقول أن يصبح المستشفى في هذه الحالة خصوصا بعد أزمة كورونا التي أظهرت للعالم كله أن قطاع الصحة قطاع حيوي لابد من إعطائه الأولوية التي يستحق”.

ودعا المتحدث مختلف الفاعلين بالمنطقة والجهات الرسمية إلى العمل على إعادة الأمور إلى نصابها، مشيرا إلى أن صبر المواطنين قد نفذ، ولن نسمح بالمزيد من الإهانة، وفق تعبيره.

وفي السياق ذاته، دعت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بدمنات المسؤولين عن الشأن الصحي بإقليم أزيلال إلى تدارك ما يمكن تداركه ورفع التهميش والإقصاء عن مدينة دمنات، وذلك عبر تمكين المواطنين الدمناتيين من الخدمات الصحية الأساسية التي تم تعطيلها منذ إعطاء انطلاقة مستشفى القرب.

ووصفت النقابة في بيان لها ما يحدث بالمستشفى بـ”التخبط والعشوائية في التسيير”، مشيرة إلى الانعكاسات السلبية على باقي الأطر والمواطنين على حد سواء.

يذكر أن مستشفى دمنات قد تم افتتاحه في يونيو 2018 من طرف الوزير السابق أنس الدكالي، والذي كلف تشييده أزيد من 67 مليون درهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *