اقتصاد

هل يروج العلمي لأرقام مغلوطة بشأن إنتاج المغرب لـ 700 ألف سيارة سنويا؟

أثارت تصريحات وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، بخصوص إنتاج المغرب لـ 700 ألف سيارة سنويا جدلا كبيرا رافقته تساؤلات وحتى شكوك حول صحة هذا الرقم وهل ينتج المغرب إنتاجا حقيقيا هذا العدد من السيارات كل سنة أم أن الأمر يتعلق بالقدرة الإنتاجية التي تتوفر عليها المملكة؟

الإنتاج الحقيقي والقدرة الانتاجية

بحسب مصادر مهنية، فإن الإنتاج الحقيقي للسيارات بالمغرب لم يصل بعد إلى رقم 700 ألف سيارة، غير أن المملكة، وفق المصادر ذاتها، تملك القدرة الإنتاجية لإنتاج 700 ألف سنويا، بحيث إن مصنع رونو طنجة تصل قدرته الإنتاجية إلى 400 ألف سيارة سنويا، فميا تصل القدرة الإنتاجية لمصنع صوماكا الدار البيضاء إلى 100 ألف سيارة سنويا، وهو ما يعني أن القدرة الانتاجية لمصنعي مجموعة رونو المغرب تصل إلى 500 ألف سيارة سنويا.  من ناحية أخرى تصل القدرة الإنتاجية لمجموعة بوجو سيتروين إلى 200 ألف سيارة سنويا.

وأكدت المصادر ذاتها، أنه لا يجب الخلط بين الإنتاج الحقيقي الذي يتم كل سنة في ارتباط بعامل الطلب وحاجيات السوق، وبين القدرة الإنتاجية التي يتوفر عليها المغرب والتي تصل إلى 700 ألف سيارة سنويا.

 أرقام وتقديرات

وبالعودة إلى البلاغات الرسمية التي تصدرها مجموعة رونو حول حصيلتها كل سنة وخاصة منذ سنة 2017 إلى غاية 2020، وهي الحصيلة التي تتضمن مجموع إنتاجها من السيارات بموقعي ملوسة بطنجة و”صوماكا” بالدار البيضاء، تظهر الأرقام أنه في سنة 2020 أنتجت مجموعة رونو المغرب ما مجموعه 277 ألف و474  سيارة منها 209 ألف و769 سيارة تم إنتاجها بمصنع رونو طنجة، و67 ألف و705 سيارات تم إنتاجها بمصنع “صوماكا” الدار البيضاء.  وقالت رونو في الحصيلة التي نشرتها التي تهم سنة 2020 ، إن المصنعين عرفا تعليقا مؤقتا للنشاط بين مارس وأبريل بالنظر إلى تطبيق الإجراءات الصحية.

وبلغت صادرات مجموعة رونو المغرب نحو الخارج في سنة 2020 ما مجموعه 247 ألف و951 سيارة.

وقدر الموقع المتخصص في إحصائيات الإنتاج الدولي للسيارات OICA، إنتاج المغرب من السيارات خلال سنة 2020 بـ 248 ألف و430 سيارة بتراجع نسبته 38 في المائة.

أما حصيلة سنة 2019 التي نشرتها مجموعة رونو المغرب، فتظهر أن مجموع إنتاج الموقعين (موقع طنجة وموقع صوماكا الدار البيضاء) قد بلغ 394 ألف و902 سيارة، منها 303 ألف و558 سيارة تم إنتاجها في مصنع رونو طنجة، و91 ألف و344 سيارة بمصنع صوماكا بالدار البيضاء.  وبلغت صادرات مجموعة رونو المغرب في سنة 2019 ما يناهز 351 ألف و514 سيارة نحو 74 بلدا.

وبالعودة إلى أرقام الموقع المتخصص في إحصائيات الإنتاج الدولي للسيارات OICA برسم سنة 2019، فقد قدر إنتاج المغرب من السيارات بـ 394 ألف و652 سيارة.

وفي سنة 2018 بلغ مجموع إنتاج مجموعة رونو المغرب من السيارات 402 ألف و150 سيارة، منها 318  ألف و600 سيارة تم إنتاجها بمصنع رونو طنجة، و83 ألف و550 سيارة تم إنتاجها بمصنع صوماكا بالدار البيضاء.

وبرسم سنة 2018 تشير أرقام الموقع المتخصص في إحصائيات الإنتاج الدولي للسيارات OICA إلى أن المغرب أنتج 402 ألف و85 سيارة، وهو رقم قريب من الرقم الذي أعلنت عنه مجموعة رونو المغرب في السنة نفسها.

وبرسم سنة 2017، واستنادا إلى الأرقام الرسمية الصادرة عن مجموعة رونو المغرب، فقد بلغ مجموع إنتاج السيارات الحقيقي 376 ألف و284 سيارة منها 300 ألف و476 سيارة تم إنتاجها بمصنع رونو طنجة، و75 ألف و808 سيارة بمصنع صوماكا بالدار البيضاء. فيما بلغت صادرات المجموعة نحو الخارج برسم سنة 2017  ما مجموعه 333 ألف و189 سيارة.

أرقام الموقع المتخصص في إحصائيات الإنتاج الدولي للسيارات OICA لسنة 2017 المتعلقة بإنتاج السيارات بالمغرب تظهر أن إنتاج السيارات بلغ 376 ألف 826 سيارة، وهو كذلك رقم قريب من الرقم الذي نشرته مجموعة رونو المغرب.

ويظهر من خلال تقديرات الموقع المتخصص في إحصائيات الإنتاج الدولي للسيارات OICA، أن الأرقام التي يعتمدها تقتصر فقط على إنتاج مجموعة رونو المغرب، بالنظر إلى تقارب الأرقام المنشورة على هذا الموقع والأرقام الرسمية التي تنشرها مجموعة رونو. كما أن تقديرات الموقع لا تتضمن إحصائيات مصنع بوجو سيتروين بالقنيطرة، الذي تنتج فيه سيارة “بوجو 208” زيادة على السيارة الكهربائية “AMI”، وتصل القدرة الإنتاجية السنوية لمصنع بوجو سيتروين إلى 200 ألف سيارة.

أرقام مغلوطة

وكان وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، قد أكد خلال  مداخلة له بلجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، الأربعاء الماضي، لدراسة موضوع حول مخطط التسريع الصناعي، أن المغرب ينتج 700 ألف سيارة في السنة، ويصدر منها 90 في المائة أغلبها نحو وجهة أوروبا بقيمة مضافة تصل إلى 60 في المائة.

تصريحات العلمي بخصوص حجم إنتاج السيارات، أثارت الكثير من اللبس بين القدرة الانتاجية الممكنة التي يتوفر عليها المغرب والتي تصل إلى 700 ألف سيارة في السنة وبين الإنتاج الحقيقي في قطاع السيارات الذي لا يصل إلى هذا الرقم. وهو اللبس ذاته الذي وقع بخصوص منافسة الهند والصين على مستوى التنافسية الصناعية في قطاع السيارات، والتي تعني بالتحديد الكلفة التي يتم بها إنتاج السيارات، وليس منافسة الهند والصين في حجم إنتاج السيارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *