مجتمع

ورشة علمية بالرباط تقارب دليل محاربة الصور النمطية في وسائل الإعلام

مريم واكريم – متدربة

نظمت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الاتصال، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، الثلاثاء، ورشة للتفكير حول آليات تفعيل دليل محاربة الصور النمطية في وسائل الإعلام بالمغرب، وقد جاء في برنامج الورشة تقديم خلاصات وتوصيات عن “دليل مكافحة القوالب النمطية القائمة على التمييز على أساس النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام المغربي”.

وعرفت الورشة حضور مجموعة من الإعلاميين والصحفيين في مجال الإعلام بجميع اختلافاته، سواء الصحافة الالكترونية، أو الورقية أو مجال السمعي البصري، بالإضافة إلى جمعيات نسوية وهيئات ومنظمات، وجمعيات من المجتمع المدني، بالاضافة إلى ماسبق عرفت الورشة حضور تجربتين من القناة الثانية “دوزيم” والشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة للحديث عن تجربة مقاربة النوع في وسائل الإعلام.

وفي كلمة له، قال عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للاعلام والاتصال،”لن أتحدث عن ما حققه المعهد خلال 20 سنة من وجوده، لكن سأتحدث عن كل ما قام به من أدوار وهو يحاول أن يشتغل على مقاربة النوع وتحقيق المساواة في التكوين الذي يقدمه للطلبة الذين يتكونون فيه قرابة الثلاث سنوات أو أكثر”.

وأضاف بنصفية: “سأكتفي باستعراض بعض الأنشطة والمقاربات التي حاول من خلالها المعهد إشعاع الثقافة، فهو بمثابة مصدر اعتزاز، أولا لأن أول بحث في موضوع المرأة في الإعلام خرج من المعهد سنة 2000 من قبل أساتذته، ويعد هذا المؤلف الانطلاقة الفعلية للاهتمام الأكاديمي بمجال المساواة في الإعلام. وإلى حد الآن يعتبر المورد الأكاديمي المعتمد في هذا المجال”.

وتابع بنصفية: “أما سنة 2008 فإن المعهد أيضا ساهم في إطار برنامج إشعاع ثقافة المساواة بشراكة مع الوكالة الكندية الدولية التي استطعنا من خلال هذه الشراكة إنتاج دليلين مهنيين لصالح الطلبة والثاني لصالح المكونين في مجال الصحافة في إطار المقاربة القائمة على الحقوق بالإضافة إلى دليل للصحفيين المهنيين”، مضيفا أن التكوين بالمعهد من خلال المواد التي تدرس اتفق جميع الأساتذة المؤطرين أنه في جميع دروس المهنية تكون هناك جوانب تقنية تتناول إدماج مقاربة النوع في المادة الإعلامية.

علاوة على ماسبق فإن بنصفية أكد أن المعهد حريص على تنظيم جائزة التميز المهني كل موسم دراسي لطلبته سواء سلك الاجازة أو الماستر والذي يكون موضوع الجائزة غالبا متعلق بمجالات الحقوق الهجرة وحقوق النساء خاصة، والطالب الحائز على الرتبة الاولى يتيح له المعهد سفرا ميدانيا الا سويسرا او الى السويد.

وشدد بنصفية أن المعهد عادة ما ينظم دورات تكوينية في قضايا النوع والمقاربة الإعلامية سواء والتي يؤطرها أساتذة المعهد أنفسهم أو خبراء، لغرض إدماج مقاربة النوع والحقوق في الممارسات الإعلامية بالاضافة إلى ذلك فإن المعهد يعرف تنظيم لقاءات التفكير والموائد المستديرة لغاية أن يرتقي الإنتاج الأكاديمي من ناحية البحوث.

وعرفت الورشة عرضا لتجارب إعلامية ناجحة من القناة الثانية “دوزيم” بحضور الاعلامية بسمة الهجري، خريجة المعهد العالي للاعلام والاتصال، وعن تدخلها قالت بأن برنامج دعم المناصفة والمساواة بين الرجال والنساء حاول مقاربة التنوع، وبالاضافة إلى أنها حثت على أنه من الجيد أن تكون هناك مقاربة في المؤسسة الاعلامية عن طريق المساواة من حيث عدد الرجال والنساء العاملين بالمؤسسة.

أما عن “الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة” فإن الإعلامية أمينة غالب قالت في تدخلها إن الحديث عن المقاربة من ناحية النوع يقودنا الى الحديث عن المناصفة والمساواة لتحقيق الديمقراطية والحداثة، هذا النقاش الذي “أصبح في السنوات الأخيرة طاغيا وبشدة” وفق تعبيرها.
وأضافت غالب “إن محاربة الصورة النمطية القائمة على النوع الإجتماعي فكرة لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان الجميع مؤمنا بها وأما ينقصنا فعلا في هذا الجانب هو التوعية الشديدة”.

وتابعت غالب: “إن مكافحة الصورة النمطية للمرأة اليوم نؤمن بأن العملية التحسيسية فيه على الطريق الصحيح، ولابد لنا أن نربح رهان الديمقراطية والحداثة و القيم الأخرى لنعطي المجتمع التعايش وهذا يتحقق عندما يأخذ كل فرد حقه”.

وعرفت الورشة قطاع الاتصال من طرف المعهد مناقشة واسعة، بحيث تفاعل مع ما جاء به الدليل موضوع الورشة مجموعة من الإعلاميين وجمعيات المجتمع المدني في مجموعة من التدخلات والآراء رغم اختلافها إلا أنها كانت تصب في منحى واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *