مجتمع

خاص.. “العمق” تكشف تفاصيل جديدة حول داعشي مغربي اعتقل باليونان (صور)

غمرت الفرحة، محمد قرناوي، وهو يسمع خبر توقيف الداعشي المغربي “أبو محمد الفاتح”، بعد تنسيق أمني جرى بين المغرب واليونان. فرحة قرناوي مردها إلى كون هذا الإرهابي الخطير، كان سببا في التحاق ابنه أيضا بسوريا.

“كان صديق ابني وتعرف عليه بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي”، يقول قرناوي في حديث مع جريدة “العمق”، مشيرا إلى أن محمد بودرجة، الملقب بـ”أبو محمد الفاتح” باع هاتفا وبثمنه اشترى تذكرة سفر لابنه إلى تركيا ومنها دخلا معا سوريا.

وأضاف قرناوي، أن هذا الداعشي الخطير، ينحدر من الرباط، وكان يزور ابنه بمنزلهم بالمحمدية، مضيفا أنه سأل ابنه يوما عمن يكون هذا الشاب الذي يزوره، فأجابه “مراوغا” بأنه مجرد صديق يدرس معه في الثانوية، في حين أنه كان دائم الاتصال معه للتنسيق للذهاب معا إلى سوريا، وفق تعبير المتحدث.

وبحسب المصدر ذاته، فإن “الفاتح” قد يكون مكث في تنظيم الدولة أزيد من 6 أشهر، قبل أن يفر هاربا إلى تركيا، مضيفا أن “داعش” أهدر دمه وكان موضوع بحث من طرف عناصر التنظيم بعد أن بدأ في كشف أسرارهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار قرناوي، إلى أن “بودرجة”، كان يشغل منصبا في ما يسمى بـ”الشرطة الدينية”، وأنه كان يفتخر بهذا المنصب، مضيفا أنه عندما فر إلى تركيا ألقي عليه القبض وحكم بالسجن لمدة عام، ووضع بعد ذلك تحت المراقبة، قبل أن يقرر الدخول إلى اليونان.

قرناوي الذي كان يتواصل مع “الفاتح” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وعده بأنه بإمكانه أن يخرج ابنه من سوريا، أوضح أن هذا الداعشي، كان يزاول التجارة وتبديل العملات في تركيا، كما كان يتاجر في المخدرات، قبل أن يضيف أن هناك من اتصل به وأخبره أنه كان مدمن مخدرات أيضا.

وكشف المتحدث، أن هذا العنصر الخطير، حاول النصب عليه أكثر من مرة، حيث يدعي أنه بإمكانه تهريب ابنه المعتقل لدى الأكراد بسوريا، مضيفا أنه طلب منه 30 مليون سنتيم مقابل هذه المهمة، وأنه سبق له أنه أخرج معتقلين من السجون ونساء من المخيمات بسوريا وأدخلهم إلى تركيا.

وأوضح قرناوي، الذي كان يمني النفس بأن يخرج ابنه من سوريا، أنه عرض على “أبو محمد الفاتح” مبلغ 20 مليون سنتيم، لكنه رفض، بداعي أن المبلغ لا يجب أن يقل عن 30 مليون سنتيم، لأنه سيدفع لعدد من الوسطاء الذي سيتكلفون بمهمة إخراج ابنه من المعتقل.

وتابع، أنه عرض عليه مبلغ 40 مليون سنتيم لإخراج ابنه وابن سيدة يعرفها معتقل أيضا بسوريا، لكنه رفض من جديد، وأخبره بأن المبلغ المحدد لإخراج كل معتقل من السجون بسوريا هو 40 مليون سنتيم و10 ملايين لتهريب النساء من المخيمات، وأنه طلب منه هو فقط (أي قرناوي) 30 مليون لأن ابنه صديق له.

في سياق متصل، قال قرناوي، إن “محمد بودرجة” كان يتصل به كلما وضع منشورا على حسابه بـ”فيسبوك”، حول قرب إعادة المغرب للعالقين والمعتقلين بسوريا والعراق، حيث كان يستهزئ بما ينشره ويعتبره مضيعة للوقت وبأنه الوحيد الذي يمكنه إخراج المعتقلين من السجون لأنه يعرف عناصر من الأمن هناك ولديه وسطاء.

وأبرز، أنه “كان متخوفا من اعتقاله ويعرف بأن الإنتربول يراقبه”، مضيفا أنه كان يسأله دائما عن العقوبة الحبسية التي يمكن أن يقضيها في السجن إن هو عاد إلى المغرب، قبل أن يتراجع ويخبره بأنه سيظل في اليونان.

ويرى قرناوي، أن شخصية “محمد أبو الفاتح” متناقضة، إذ أنه لا يكاد يصرح بأنه لم تعد له علاقة بـ”داعش”، حتى يعود ويؤكد بأنه سيعود إلى صفوف التنظيم الإرهابي ليعمل على إخراج من يصفهم بـ”الإخوة”، مشيرا إلى أنه كثير الزيجات إذ تزوج بفنلندية وفرنسية وأخرى بتركيا ولديه منهن عدة أبناء.

وخلص قرناوي، إلى أن “بودرجة”، كان يعيش على النصب والاحتيال والكذب، وأن ابنه سبق له أن نصحه بعدم الحديث معه وحضر حسابه لأنه كذاب ونصاب، مضيفا أنه هو من غرر بابنه وبسببه دخل سوريا وهو من مول التحاقه بالتنظيم.

وبعد أن شدد المتحدث على أن هذا العنصر الخطير، لديه معلومات دقيقة على عدد من المعتقلين والمقاتلين مع “داعش”، دعا الدولة المغربية إلى استرجاع العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق ومعاقبة من يستحق منهم، وأن المهم في نظره، هو أن يحاكموا في بلادهم وأمام أعين عائلاتهم التي تعاني أكثر.

يشار إلى أن المصالح الأمنية المختصة باليونان، كانت قد تمكنت الثلاثاء 28 يوليوز الماضي من توقيف الداعشي المغربي “محمد أبو الفاتح” وذلك على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المصالح الأمنية المغربية ممثلة في المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

ووفقا لمصدر أمني فإن الموقوف، كان يشغل مناصب قيادية في الكتائب العملياتية لتنظيم داعش الإرهابي بمعاقله التقليدية بالساحة السورية، مشيرا إلى أن توقيف المشتبه فيه يأتي تتويجا لعمليات التنسيق المشترك وتبادل المعلومات الاستخباراتية المنجزة في إطار التعاون الأمني المتعدد الأطراف، والتي ساهمت فيها بشكل فعال المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها في كل من اليونان وإيطاليا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف المصدر أن عملية تنقيط المشتبه فيه بقاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول، تشير إلى أنه كان يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية المغربية، للاشتباه في تورطه في التحضير والإعداد لتنفيذ مشاريع إرهابية كبرى وارتكاب عمليات تخريبية بالمغرب بإيعاز وتحريض من المتحدث السابق باسم تنظيم داعش الإرهابي.

وأبرز المصدر ذاته أن المشتبه فيه، الحامل للقب الحركي “أبو محمد الفاتح”، كان قد التحق بصفوف تنظيم داعش الإرهابي بسوريا في سنة 2014، قبل أن يشغل مهام قيادية بارزة فيما يسمى “بالفرقة الخاصة” بمنطقة دير الزور، وفيما يسمى بـ “الشرطة الدينية” أو “الحسبة” بولاية الرقة.

كما أنه سبق أن ظهر في شريط مصور يوثق لعملية استهداف مقاتل سوري بواسطة سلاح حربي، وهو في حالة تلبس بالتمثيل بجثته ومتوعدا بقتال من سماهم أعداء الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *