مغاربة العالم

جدل حول الإعلام في المغرب بمؤتمر في الدوحة

انتقد الصحفي محمد لشيب مداخلة فريق بحثي بمؤتمر “الإعلام في مراحل الانتقال السياسي”، الذي عقده مركز الجزيرة للدراسات اليوم السبت، بعدما غيبت الحديث عن أي إيجابية لمسلسل الإصلاح الذي أطلقته الحكومة خلال خمس سنوات المنصرمة في مجال الصحافة والإعلام بالمغرب.

وقال محمد لشيب، وهو إعلامي ومدون مغربي مقيم بقطر، أن مداخلة ادريس كسيكس التي كانت بعنوان “المشهد الإعلامي والسلطة في المغرب” قدمت للمشاركين بالمؤتمر صورة قاتمة عن التجربة المغربية في مجال الإعلام والصحافة، مشيرا إلى أن تم إطلاق أحكام جاهزة على قانون الصحافة بكونه “جاء ليرسم بوضوح الخطوط الحمراء التي كانت مبهمة في السابق”، وذلك في استبعاد تام للحديث عن أي إيجابيات قامت بها الحكومة ووزير الاتصال بالمغرب خلال المرحلة السابقة.

وشدد لشيب خلال رده على المداخلة التي كانت في الجلسة الأولى من المؤتمر الذي بث مباشرة على الجزيرة مباشر على أنه من مقتضيات البحث العلمي واحتراما للصفة الأكاديمية التي قدم بها المتدخل ورقته بصفته دكتور من مركز الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والإدارية بالرباط كان حريا به أن يبتعد عن إطلاق الأحكام ويقدم كافة الحقائق المتعلقة بتطور المشهد الإعلامي في المغرب بعيدا عن أي انحياز للمواقف السياسية والإيديولوجية.

ومن جانبه عقب نور الدين الميلادي من تونس، أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة قطر، على مداخلة كسيكس، منتقدا تغييبها لحصيلة العمل التي قامت بها حكومة عبد الإله بنكيران في مجال الصحافة والإعلام، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأمور أنجزت مؤخرا لم تتم الإشارة إليها خلال العرض، وقال: “صحيح أنني لست مغربيا، أنا تونسي، لكنني أعتقد أن حكومة بن كيران عملت الكثير في مجال الإعلام والصحافة، وعلينا أن نفرق بين يقوم به المخزن وما تفعله الحكومة، وأن نبرز من يفعل ماذا بكل وضوح”.

يذكر أن الفريق البحثي الذي سهر على إعداد مداخلة “المشهد الإعلامي والسلطة بالمغرب” يتشكل بالإضافة إلى ادريس كسيكس من عبد الفتاح بنشنة من جامعة باريس، ودومينيك مارشيتي من المركز الأوروبي للعلوم الاجتماعية والسياسية في باريس.

كما قدمت الباحثة سامية الرزوقي عرضا بعنوان: “تحت عيون المراقبة: مراقبة الإنترنيت وصحافة المواطن في المغرب”، ركزت خلال على الملاحقات المخابراتية التي تعرض لها انصار حركة 20 فبراير و”مامفاكينش”، كما أكدت أنه رغم التطور الذي عرفه قانون الصحافة بالتخلص من العقوبات الحبسية، إلا أن قوانين أخرى لا زالت تنص على عقوبات سالبة للحرية في حالة انتقاد التوابث وتجاوز الخطوط الحمراء، مؤكدة على أن وجود تناقض بين هذه القوانين أمر مقصود.

وشبه عبد الإله المنصوري خلال مناقشة الجلسة الثانية من المؤتمر تعامل الدولة المغربية مع وسائل الإعلام بنفس تعاملها مع الأحزاب السياسية التي ترمي إلى فرض الهيمنة والنفوذ بالترغيب والترهيب، وقال بأن عبد الإله بنكيران لم يستطع قيادة تحول ديموقراطي في المغرب، ولم يستفد من رصيد تجربة 20 فبراير خلال موجهة الربيع العربي.

وفي اليوم الثاني من المؤتمر قدم زايد بوزيان من جامعة الأخوين مداخلة حول “بنية الإعلام في سياق التحول السياسي بالمغرب”.
أما كنزة أومليل (من جامعة الأخوين) فاستعرضت تجارب “النساء في البرامج الحوارية التلفزيونية في المغرب”.