مجتمع

بعد حرائق الجنوب الشرقي.. مسؤول يكشف الإجراءات الميدانية للحد من احتراق الواحات

تسارع السلطات والجهات المعنية، الزمن من أجل تنزيل الإجراءات والتدابير الاستباقية للحد من الحرائق التي تطال الواحات، خاصة في الجنوب الشرقي للمملكة، عقب التهام النيران، مؤخرا، لعدد من الواحات بزاكورة والرشيدية، ما تسبب في احتراق مئات الأشجار المثمرة، خاصة منها النخيل.

وفي هذا الصدد، أوضح محمد فضيلي، رئيس مصلحة تنمية المشاريع البيئية بمديرية تنمية مناطق الواحات بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أن هناك إجراءات مستعجلة تروم التقليص من حرائق الواحات وتحقيق الحماية الذاتية والاستباقية والرفع من النجاعة في التدخل للحد منها.

وقال فضيلي، في حوار مع وكالة الأنباء المغربية الرسمية، إن السلطات المعنية تتخذ، بشراكة مع المجتمع المدني مجموعة من الإجراءات التي تنصب حول هدف الحماية الذاتية والاستباقية والرفع من النجاعة في التدخل للحد من الحرائق التي تطال الواحات.

ويوجد برنامج يتضمن الإجراءات التفصيلية للوقاية من حرائق الواحات، تم تقديمه أمام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على هامش الدورة العاشرة للمعرض الدولي للتمر بأرفود تقديم البرنامج.

ويتعلق الأمر أساسا بالمساعدة والرفع من نجاعة التدخل، عبر تهيئة المسالك داخل الواحات، لاسيما التقليدية منها، من قبل مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية، وفق المسؤول ذاته.

وفي حالة نشوب حريق، فإن عدم وجود الولوجيات يرفع من خطورة الحريق ونتائجه، وبالتالي تتم تهيئة المسالك وتكثيف وضع نقط الماء داخل الواحة من أج تزويد عناصر الوقاية المدنية والمجتمع المدني بالمياه لإطفاء الحريق.

ومن بين تلك الإجراءات، يضيف المتحدث، التواصل مع الساكنة وتوعيتها حول إجراءات منع الحرائق لكون سكان الواحات هم المعنيون الأولون بها، إلى جانب إجراءات أخرى تهم تشجيع السكان على العناية بالواحة.

وتابع قوله في هذا الصدد: “سيتم توزيع فسائل أشجار النخيل كتعويض عن الأشجار التي تعرضت للحريق من أجل بعث الأمل في نفوس سكان الواحات، لأن أغلبية الحرائق تتزامن مع مرحلة انتظار الفلاح جني محصوله من التمر، ونحو 60 في المائة من مداخيل الإنسان الواحي مرتبطة بالنخيل”.

وأشار فضيلي إلى أنه يتم اتخاذ إجراء لتنقية الأعشاش التي تجمع مجموعة من المخلفات الطبيعية وغير الطبيعية التي يمكن أن تتسبب في نشوب الحرائق بطريقة عرضية، وهذا يساعد في رجوع الفلاح إلى الواحة، بالإضافة إلى تدابير تهم تثمين مخلفات النخيل التي يمكن أن تتسبب في اندلاع الحرائق.

وكشف أن أغلب التدخلات لا تهم عنصرا محددا، موضحا أنه رغم كون العامل المشترك هو محاربة الحرائق باعتباره يشغل بال الإنسان الواحي، فإن الرؤية المتبناة تسير نحو المساهمة في تهيئة الواحات بشكل عام، لأنها تعتبر استغلاليات فلاحية وعرفت هجرة كبيرة.

وأردف قائلا إنه “بالنظر إلى المتغيرات التي تحكم معادلة الواحات، فإننا نشجع السكان، بالنظر إلى خوفهم من الحرائق، لتبني مقاربة مندمجة لتهيئة الواحات، وذلك عبر مشاريع نموذجية تهم المتدخلين المعنيين بها”.

واعتبر فضيلي أنه يمكن أن يشكل انخراط الإنسان الواحي أهم عنصر في إنجاح التدخلات الأساسية، حيث توجد قصور لا تسجل اندلاع الحرائق نظرا للالتزام الكبير لسكانها وصرامتهم في هذه المسألة.

ويرى المسؤول ذاته أن ذلك لا يعني أن العامل البشري هو الذي يسبب الحريق، بل هناك عوامل أخرى بيئية وعرضية، وبالتالي ينبغي القيام بالتحسيس والتوعية والاهتمام بالعنصر البشري من أجل التقليص من عدد الحرائق، مع العلم أن التدخلات مستمرة على الدوام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *