سياسة

“لجنة الـ24”.. المغرب يفضح دور الجزائر في نزاع الصحراء ودول تعلن تأييد الحكم الذاتي

تجمع قبائل مغربية بالكركرات

يشارك وفد مغربي، يقوده السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، من 25 إلى 27 غشت الجاري، في أشغال الندوة الإقليمية للجنة الـ24 لمنطقة الكاريبي، المنظمة بدومينيكا.

وتشكل هذه الندوة مناسبة للوفد المغربي لإطلاع أعضاء اللجنة وباقي المشاركين على آخر مستجدات قضية الصحراء المغربية، سواء في الميدان أو على المستوى الدولي والأممي.

ويقوم الوفد المغربي خلال هذه الندوة، بكشف النقاب عن دور الجزائر ومسؤوليتها في نشأة النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية وإطالة أمده، وتسليط الضوء على الأعمال العدائية لهذا البلد ضد الوحدة الترابية للمملكة.

ويشارك منتخبان من الصحراء المغربية في هذه الندوة، وهما محمد أبا، نائب رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وغلا بهية، نائبة رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، بدعوة من رئيسة اللجنة، كما هو الحال منذ 2018.

وينعقد هذا الاجتماع الأممي في سياق يتميز بالنجاحات الدبلوماسية الباهرة التي حققتها المملكة، والتي تكرس مغربية الصحراء. ويتعلق الأمر، على وجه الخصوص، باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، وكذا افتتاح 24 قنصلية عامة بمدينتي العيون والداخلة.

كما يأتي بعد أشهر قليلة من التدخل السلمي الذي قامت به القوات المسلحة الملكية من أجل تأمين حرية تنقل الأشخاص والبضائع بشكل نهائي في معبر الكركارات.

كوت ديفوار تجدد دعمها للحكم الذاتي

جددت كوت ديفوار، أمس الخميس، التأكيد أمام لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، على دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي الرامية للتوصل إلى حل “سياسي متفاوض بشأنه، ومقبول من كافة الأطراف، وقائم على الواقعية” بشأن النزاع حول الصحراء.

وقال السفير، نائب الممثل الدائم لكوت ديفوار لدى الأمم المتحدة، غبولي ديزيري ولفران إيبو، بمناسبة انعقاد الندوة الإقليمية للجنة الـ24 لمنطقة الكاريبي، بدومينيكا، “إن بلادي تتبنى هذا الحل التوافقي الذي يتماشى مع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة”.

واغتنم ممثل كوت ديفوار هذه المناسبة للإشارة إلى “الجهود الهامة التي يبذلها المغرب وإطار نموذجه التنموي الجديد لأقاليمه الجنوبية”.

وأبرز السفير أن كوت ديفوار “ترحب في هذا الصدد بالإقلاع السوسيو-اقتصادي الذي تعرفه هذه المنطقة المنخرطة في عملية تنموية شاملة، ومتعددة القطاعات ومستدامة بهدف التمكين لسكانها”.

كما سجل الدبلوماسي الإيفواري “بارتياح، التدابير الجوهرية التي اعتمدها المغرب والرامية إلى النهوض بحقوق الإنسان في منطقة الصحراء، وكذا مكافحة جائحة كوفيد-19، من خلال تعزيز ولوج الساكنة المحلية إلى لقاح كوفيد-19 على نطاق واسع”.

وبالنسبة لممثل كوت ديفوار، فإن “كافة هذه المبادرات الوجيهة وذات المصداقية تعكس إرادة المملكة المغربية تعزيز الحكم الذاتي سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي الذي تمنحه لمنطقة الصحراء”. كما رحب بتشبث المغرب بالعملية السياسية التي تجري بشكل حصري تحت رعاية الأمم المتحدة لحل النزاع حول الصحراء.

وفي هذا الصدد، أكد السفير أن بلاده ترحب بالتقدم المحرز في العملية السياسية من قبل المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للصحراء، هورست كولر، الذي مكن انخراطه الحازم من عقد مائدتين مستديرتين، على التوالي في دجنبر 2018 ومارس 2019 في سويسرا، بمشاركة الجزائر، والمغرب، وموريتانيا، و”البوليساريو”.

الكونغو تشيد بالمبادرة المغربية

من جانبها، أشادت جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي الهادفة إلى التوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء.

وقال السفير الكونغولي: “نشيد بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي التي ستفضي إلى تسوية نهائية لهذا النزاع، تحت رعاية الأمم المتحدة، كما نص على ذلك القرار 693، الذي تم اعتماده خلال قمة الاتحاد الإفريقي في نواكشوط سنة 2018”.

وأضاف الدبلوماسي أن بلاده تحث على “التسوية النهائية لهذا النزاع الإقليمي في إطار روح التوافق من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وبراغماتي ودائم”.

وقال أمام هذا الاجتماع الأممي، الذي ينعقد من 25 إلى 27 غشت الجاري، “ندعو كافة الأطراف المعنية إلى إعادة إطلاق العملية السياسية، وذلك وفقا للمقتضيات ذات الصلة بالقرار 2548 (2020)، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في 30 أكتوبر 2020”.

وتنعقد الندوة الإقليمية للجنة ال24 لمنطقة الكاريبي في سياق يتميز بالنجاحات الدبلوماسية الباهرة التي حققتها المملكة، والتي تكرس مغربية الصحراء.

سانت لوسيا.. دعم كامل للحكم الذاتي

بدورها، جددت سانت لوسيا التأكيد، على “دعمها الكامل” للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، معتبرة أنها تشكل “الحل الوحيد الجاد والواقعي” للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

وأشادت ممثلة سانت لوسيا، بالدينامية التي شهدتها العملية السياسية بفضل عقد مائدتين مستديرتين في جنيف بمشاركة المغرب، والجزائر، وموريتانيا، و”البوليساريو”.

وأشارت إلى أن “سانت لوسيا تدعم مسلسل الموائد المستديرة هذا وتنضم إلى مجلس الأمن للتنويه بعزم الأطراف الأربعة المشاركة على مواصلة الانخراط طيلة هذه العملية في إطار روح من الواقعية والتوافق” من أجل التوصل إلى تسوية لهذا النزاع.

وأضافت مندوبة سانت لوسيا خلال هذه الندوة الأممية “أود أيضا أن أشيد بجهود المغرب الهادفة إلى تطوير الصحراء، وتحسين مستوى عيش ساكنتها وتمكينهم من الاستفادة من موارد المنطقة، فضلا عن حملة التلقيح الواسعة النطاق ضد كوفيد-19”.

كما ذكرت أنه علاوة على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا بالسيادة المغربية على الصحراء، فتح عدد كبير من البلدان قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، ما يؤكد مجددا الوحدة الترابية للمغرب ويسلط الضوء على فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة لفائدة ساكنتها.

وسجلت أن “التقدم الذي أحرزته حكومة المغرب على الأرض، وخاصة في مجال النهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية، جدير بالثناء وم لهم”.

من جانب آخر، شددت سانت لوسيا على أن “الوقت قد حان للاستماع إلى كافة دعوات مجلس الأمن، منذ عام 2011، للسماح للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل وإحصاء ساكنة مخيمات تندوف الذين تتعرض حقوقهم الإنسانية الأساسية للانتهاك”.

المغرب يفضح دور الجزائر

أبرزت نائبة رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب، غلا بهية، أمس الخميس، أمام أعضاء لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، الدينامية التنموية التي “لا رجعة فيها” بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأوضحت بهية، التي دعيت للمشاركة في الندوة باعتبارها ممثلة منتخبة ديمقراطيا بالصحراء المغربية، أنه “بفضل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس، فإن هذه الأخيرة مدعوة لأن تصبح قطبا اقتصاديا إقليميا، ونقطة عبور بين شمال وجنوب المملكة المغربية نحو بقية القارة الإفريقية، ومركزا دفع بالتعاون جنوب -جنوب في المنطقة”.

وقالت إن “الدينامية التنموية التي تشهدها منطقة الصحراء المغربية لا رجعة فيها”، موضحة أن هذه الدينامية تهدف إلى “تكريس منطقة الصحراء باعتبارها قطبا اقتصاديا جهويا”.

وأوضحت بهية أن “هذا النموذج التنموي، الذي تم الشروع في تفعيله منذ ست سنوات، هو تتويج لمشاورات واسعة مع ساكنة جهات الصحراء المغربية وممثليها، بمن فيهم أنا. وهو يروم مضاعفة الإنتاج المحلي الإجمالي وخلق 120 ألف منصب شغل” .

وأكدت أن سكان منطقة الصحراء يساهمون بشكل نشط، من خلال ممثليهم المنتخبين ديمقراطيا، في تنفيذ سياسات تدبير وتنمية موارد المنطقة التي يستفيدون منها هم أنفسهم.

وفي معرض تطرقها لجهود مكافحة جائحة كوفيد-19، أشارت نائبة رئيس جهة الداخلة-وادي الذهب إلى أن الصحراء المغربية استفادت من جهود المملكة “النموذجية” لمكافحة انتشار الفيروس، وخاصة عبر الوقاية والكشف المبكر، فضلا عن تدابير للتباعد الاجتماعي وحملة تلقيح واسعة.

وذكرت أنه “اعترافا بما تحقق في الصحراء من تنمية اقتصادية واجتماعية مهمة، وتأكيدا للاعتراف بمغربية الصحراء، افتتحت 23 دولة من إفريقيا والعالم العربي وأمريكا ومنطقة الكاريبي قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة”، مشيرة إلى أن بلدانا أخرى أعربت عن استعدادها لفتح قنصلياتها في منطقة الصحراء في المستقبل القريب.

من جانب آخر، أبرزت أن “قرار الولايات المتحدة، في دجنبر الماضي، الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء يلبي تطلعاتنا باعتبارنا مواطنين مغاربة صحراويين لأنه اعتراف بانتمائنا العريق للأمة المغربية. كما نرحب بقرار الولايات المتحدة زيادة استثماراتها في المنطقة ونشجعه”.

وبخصوص تسوية هذا النزاع الإقليمي، أكدت السيدة بهية أنه ليس هناك حل آخر غير مبادرة الحكم الذاتي. وقالت “اسمحوا لي أن أعلنها بصوت عال وواضح، نحن سكان الصحراء المغربية فخورون بمغربيتنا ولن يكون هناك حل آخر لهذا النزاع الإقليمي سوى مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب”.

وتابعت “أود أن أؤكد أمام هذه اللجنة أن ساكنة الصحراء المغربية تمتعت بشكل كامل بحقها في تقرير مصيرها بفضل استرجاع المغرب لصحرائه من خلال اتفاق مدريد لعام 1975″، مشيرة إلى أن “قضية الصحراء المغربية توجد على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي بهدف التوصل إلى حل سياسي واقعي، وبراغماتي، ودائم ومتوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي”.

وأكدت نائبة رئيس جهة الداخلة-وادي الذهب، أنه “بصفتنا منتخبين عن الصحراء المغربية، نفتخر ونتشرف بالإجراء الذي اتخذته السلطات المغربية لضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع عند معبر الكركارات الحدودي بين المغرب وموريتانيا بعد عرقلته من قبل ميليشيات البوليساريو المسلحة لأكثر من ثلاثة أسابيع”، مضيفة أن” هذا العمل السلمي حظي بدعم عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية”.

وصرحت أمام اللجنة أنه “على عكس الحملة المضللة حول ما يسمى بنزاع مسلح في الصحراء، يمكنني أن أؤكد لكم باعتباري أعيش هناك بشكل دائم، أن الأمر بتعلق بأكاذيب محضة ولا أساس لها تهدف إلى خدمة أجندة سياسية وتضليل المجتمع الدولي. إن بعثة المينورسو الموجودة في الميدان تؤكد بوضوح وبشكل يومي أنه لا وجود لأي نزاع مسلح”.

من جهة أخرى، قالت الممثلة المنتخبة بالصحراء المغربية، “إننا في منطقة الصحراء نتمتع بشكل كامل بحقوقنا المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ونفخر بثقافتنا الحسانية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية”.

كما انتهزت هذه الفرصة للتطرق إلى الوضع الإنساني والحقوقي الكارثي في مخيمات تندوف، لافتة إلى أن البلد المضيف يواصل رفض الحق الأساسي لساكنة هذه المخيمات في إحصائهم من قبل المفوضية العليا للاجئين.

وقالت بهية أمام أعضاء لجنة الــ24 “أناشد المجتمع الدولي وضع حد لهذه الوضعية لتمكين سكان المخيمات من العودة إلى وطنهم المغرب والتمتع بكافة حقوقهم والمساهمة في دينامية التنمية في منطقة الصحراء المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *