أخبار الساعة

مهتمون بالسينما في محاولة ناجحة لنشر الثقافة السينمائية بالريش

استمتع جمهور النسخة الثانية من مهرجان “ملتقى القبائل” المنظم بمدينة الريش الأطلسية، من 24 إلى 27 دجنبر الماضي، بعرض ومناقشة فيلمين سينمائيين، الأول بعنوان “المجماج” وهو فيلم قصير للمخرج الشاب يوسف الفيلالي، والثاني فيلم طويل بعنوان “محاولة فاشلة لتعريف الحب” للمخرج حكيم بلعباس.

وحج جمهور غفير من عشاق السينما من مثقفين وجمعويين وطلبة، لمشاهدة الفيلمين. وتم تأطير جلسة المناقشة من طرف الصحافي والناقد السينمائي أحمد سيجلماسي والمخرج وكاتب السيناريو الحسين شاني، فيما قام بمهمة التسيير عبد الرحيم أبو شيل رئيس “جمعية الفعل الثقافي والتنموي بالريش”، الجهة المنظمة للمهرجان.

وخلال جلسة مناقشة الفيلمين، تحدث الناقد أحمد سجلماسي عن فيلم ” محاولة فاشلة لتعريف الحب”، الذي تم تصويره سنة 2012 بـ”إملشيل” ونواحيها، وعن مخرجه حكيم بلعباس وعوالمه السينمائية، مركزا على محطات من مسيرة مخرج الفيلم ومميزات أفلامه على مستوى الشكل والمضمون.

وأثار مهتمون بالشأن السينمائي العديد من الأسئلة حول مضامين الفيلم وطريقة إخراجه وكيفية تصويره ومشخصي أدواره المختلفة، وتباينت التدخلات بين من انطلق من منطلق حقوقي ليندد بالظروف الصعبة والقاسية التي تعيشها ساكنة العالم القروي في المناطق التي تم فيها تصوير مشاهد من الفيلم، وبين من كانت مقاربته فنية تشكيلية أشادت باللوحات الجميلة التي تضمنها الفيلم والتي ثمنت ما تزخر به “إميلشيل” ونواحيها من مناظر طبيعية رائعة تستحق أن يتم الالتفات إليها وتوثيقها للتعريف بها على نطاق واسع داخليا وخارجيا.
وانطلق آخرون من أرضية فكرية فلسفية قاربوا من خلالها ما عكسه الفيلم ، عبر شخوصه المحليين، من خصوصية ثقافية تميز الأمازيغ عن غيرهم في نظرتهم للوجود والمرأة والحياة وغير ذلك .

وأكد الحاضرون على أن عرض فيلم “محاولة فاشلة لتعريف الحب” محاولة ناجحة لنشر الثقافة السينمائية بمدينة الريش، مجددين دعوتهم للجمعية المنظمة للمهرجان على التفكير بجدية في إحداث نادي سينمائي لتنظيم عرض سينمائي شهري على الأقل متبوع بمناقشة والعمل على تأسيس أيام سينمائية مستقبلا، وذلك لأن المدينة تزخر بالطاقات الشابة الواعدة ومتعطشة لمشاهدة ومناقشة الأفلام ذات القيمة الفنية والفكرية مثل أفلام حكيم بلعباس وغيرها .