سياسة

آراء يهود ومسيحيين مغاربة حول قطع العلاقات بين المغرب والجزائر

المغرب الجزائر

يتميز المجتمع المغربي بتنوع عرقي مذهل، إذ نجد في مكوناته تمازجا وتزاوجا حضاريا جمع بين الأمازيغ والعرب. كما لا نستثني المكونات المسيحية واليهودية.

فقد عاش المغاربة والمسيحيون واليهود مند القدم على أرض المغرب الكبير قبل ظهور الجزائر، “فموريطينةالطنجية” التي كانت ممتدة من تونس حاليا حتى طنجة كان يعيش فيها البرابرة المسحيون، وأما صحراء المغرب الشرقية فقد كانت فيها حركية دائمة بين قوافل تجارية من مختلف الأطياف اليهودية والسودانية والقبائل العربية وغيرها.

تعايش

“الله اخليلنا سيدي محمد السادس ويرحم سيدي الحسن .. أنا مغربية مراكشية وماعاش لي يهين بلادي”، تقول “عيريت” يهودية مغربية، اختارت أن تلقب نفسها بـ “آمال”، صرحت لجريدة العمق المغربي أن اليهود المغاربة يعيشون منذ عقود عديدة على هذه الأرض الطيبة التي لم يجدوا فيها إلا السلام.

وتضيف “عرييت” أن المغرب حضن وملاذ آمن ليس لليهود فقط بل حتى للجزائريين الذين خذلهم نظام الجنيرالات، وتقول: “هنا نعيش نحن بدون ظلم الكل يحترمنا، والمغاربة لا يحترموننا نحن فقط بل يحترمون المسيحي والمتصوف حتى الملحد لا يعادونه بل يطلبون له الصلاح والهداية”.

وحين سؤالها عن اليهود الجزائريين، قالت “ليسوا هناك .. لقد هاجر البعض منهم وتم طرد العديد من أجداد أصدقائي من الجزائر، والتاريخ يشهد أنهم أخرجوا يهود الجزائر من ديارهم ونفيهم نظرا لرفض الحركة الإسلامية آنذاك ممارسة أي شعائر أخرى، وأغلب اليهود عادوا إلى فرنسا وآخرون إلى إسرائل.ورغم أن الجزائر طلبت من الإسلاميين الإلتزام بالدستور إلا أن معظم الأقليات الدينية حماية لنفسها غيرت جنسياتها إلى فرنسية مع التزامهم عدم التعليق حول منع ممارسة الشعائر”.

وبدورها قالت “سارة الكوهن” يهودية مغربية من فاس، للعمق المغربي “إن المغرب يبقى ساميا كون ملكنا محمد السادس قائدا هماما وعالما بأمور شعبه ومهتما لحاله وحال جيرانه، إلا أن خطاباته ومع الأسف تقابل بالجحود من طرف الجارة الجزائر، وأود القول أن الجزائر ليس من صالحها البتة قطع علاقاتها مع المغرب، ففي ذلك شتات لأسر جزائرية وأخرى مغربية، أما الحقد الذي يحاول نظام الجزائر زرعه في قلوب شعبه لن يفلحوا فيه لأن نظامهم ينسى وشعب الجزائر الحر لا ينسى وقفات المغرب قبل استقلاله وحتى بعد استقلاله.”

المغرب الكبير

قال أحد دكاترة علم الإجتماع في تصريح له حول قطع العلاقات المغربية الجزائرية، “إن الجزائر تضل في خانة الجارة المتهورة التي لا تحسن التعامل لا أخلاقيا ولا ديبلوماسيا، عكس المغرب الذي يبقى ثابت الخطاب والخطى والتوجه.”

أما فيما يخص رأينا كوننا من المغاربة المسيحيين، يقول دكتور علم الإجتماع لجريدة العمق المغربي: “إن المغرب يبقى بلد سلم وتعايش، ونحن نمارس شعائرنا بكل حرية في الكنيسة ونجالس إخواننا المسلمين وقلة من معارفنا من اليهود الذين كبرنا في أزقة الملاح التي كانوا يمارسون فيها تجارتهم منذ زمن بعيد”.

ويضيف، “أن قطع العلاقات المغربية الجزائرية اختيار غير صائب من دولة يحكمها جنيرالات يحاولون إخفاء الأوضاع الإجتماعيةوالإقتصادية التي آل إليها أشقاؤنا الجزائريون. وأنقل إليكم أن معظم أصدقائي غير راضين عن هذا القرار الذي وصفوه بالفاشل وغير الحكيم، علما أن مجموعة من الأساتذة الجامعيين الجزائريين الذين زاروا المغرب في إطار الندوات واللقاءات العلمية، كلهم معجبون بما وصل إليه المغرب حتى إن بعضهم قرر الإستقرار فيه والزواج من المغرب، لما رأوا فيه من ميزات علمية واجتماعية ومؤهلات اقتصادية وسياحية وتمازج ثقافي رائع”.

ويرى “محمد أحطاب”، طالب باحث وعضو في الحركة الأمازيغية، أن النزعة العنصرية التي يتعامل بها النظام الجزائري مع القبايل خاطئة، كون الأمازيغ هم سكان المغرب الكبير الذي عاشت على أراضيه العديد من الممالك المسيحية آخرها تلك التي كانت تحت حكم “كاليجولا”.

أما “كاتيا” متخصصة في السياسات وحقوق الإنسان، فترى أن عدم استقرار الجزائر داخليا هو وليد ما يحصل اليوم، وأنه عليها كدولة أن تأخد بعين الإعتبارالنمودج التنموي للمغرب حتى تتمكن من وضع مقاربة تنقد بها وضعها الداخلي المزري.

كما أشارت “كاتيا”، إلى أن المغرب يبقى بلدا مسالما على الصعيد المغاربي والعربي والدولي، ولم يسبق له أن سجل عداوة ضد أي كان، وأن سياسته الملكية رائدة ويقتدى بها، لهذا وجب على الجزائر أن تغير طريقة خطابها وتتخلى عن ترهات الإعتذار وما أثارته مؤخرا من شعارات وخطابات معادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية، لأنه إذا كانت هناك دولة وجب عليها الإعتذار فهي الجزائر التي شهد التاريخ على غدرها المستمر، وليس المغرب الذي يصافح الدول بأياد بيضاء ونية سليمة في مختلف المحافل الدولية. حسب ما ورد في تصريح لها لجريدة العمق المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *