مجتمع

الزاوية الناصرية بتامكروت .. أقدم زاوية وأغناها بالمغرب

مرت المملكة المغربية من أحداث سياسية وتاريخية عديدة، وكان للحياة الدينية دور مهم في نشر الوعي وتثقيف الناس. إضافة إلى لعب التجمعات الدينية في المساجد ومجالس العلم، دورا مهما في إنشاء الرأي العام تحت قيادة المخزن المأمور من لدن السلطان.

الزاوية والسلطة
حرصت السلطة العليا في المغرب على الإمساك بزمام القيادة الدينية وتوجيه الأمة في نطاق الإسلام حسب مفهومها الذي قد يختلف شكلا وجوهرا من ظروف إلى أخرى، اعتمادا على المسجد أوليا.

ومع ظهور الفصائل الروحية الملتفة حول السلطان، تمكن مؤسسوها من زيادة كم الوعي المعرفي والديني ونشر العلم وتربية الناس في أمور دينهم ودنياهم بعيدا عن الزوايا التي كان أتباعها يلحقون الأذى بأنفسهم مثل الحمدوشيين، الذين كانوا يقومون بشدخ رؤوسهم بالفؤوس، ما كانغير مقبول من طرف السلطة وغير مستحب من جهة الزوايا الأخرى مثل الناصرية والكتانية والأطراف المتصوفة.

أزلُ الناصرية
تقع الزاوية الناصرية على بعد كيلومترات من مدينة زاكورة، وبالضبط في “تامكروت”. المنطقة التي أعطت مثقفين وأبناءا جاهدوا من أجل انقاد أسرهم من لسع التهميش الذي ما زال يطالهم من مسؤوليها.

وتضم الزاوية الناصرية أكبر وأعرق مكتبة بعد تلك المتواجدة في القرويين، وقد شيدها أبناء المنطقة من الطوب الجيد وباستعمال أساليب بناء تم جلبها من مدن الشمال وأخرى مستوردة من جزر الكناري.

وفي أغنيته التراثية، ذكر الفنان المغربي “نعمان لحلو” الزاوية الناصرية قائلا:
وتاكونيت الأزلية والزاوية الناصرية .. احفاد ابراهيم الخليل
بنــاو لقــصر طــوبة طوبةوعــاشو بالعشرة والنية

إذ تعد حسب تصريحات نعمان لحلو التي أدلى بها سابقا لقناة وكالة المغرب العربي للأنباء، مهدا للشرفاء، مشيرا إلى أن البحث في تراث هذه المنطقة صعب جدا نظرا لتنوعه وارتباطه الوثيق وتداخله.

وللزاوية الناصرية 366 فرعا بالمغرب، وكل فرع له إشعاعه الخاص، إذا مازال عطاء الزاوية الناصرية مستمرا إلى الآن ومتواصلا لنشر العلم والمعرفة وتأهيل الطلاب الوافدين أيضا من جميع بقاع العالم.

الأوفر مالا
صنفت الزاوية الناصرية أول أقدم وأغنى زاوية في المغرب، والأوفر مالا وتنبث أملاكها في مختلف جهات المملكة.

وكادت الزاوية الناصرية أن تتعرض للتصفية مطلع القرن 13 هجرية، رغم أنها لم تقم بأي نشاط سياسي يذكر عبر تاريخها الطويل.

ومؤسسها هو “محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن ناصر”المزداد سنة 1085/1674. وكانت السلطة تنظر بشيء من القلق للزاوية ونفوذها الذي يتيح لشيوخها الإفلات من قبضة المخزن.

وحسب مؤلف الإستقصا فقد كاد ابن مؤسس الزاوية الناصرية، المسمى “أحمد بن محمد بن ناصر” أن يتعرض للهلاك، نظرا لتوغل الزاوية وتجدرها دينيا وعلميا. وحسب الروايات التاريخية الأخرى فقد كان المخزن متضايقا من ثروات الزاوية الطائلة التي لا يعرف لها موقف سياسي أو تبعية خارجية.

بل ظلت الزاوية الناصرية مخلصة ومجتمعة بكل أطيافها حول عرش السلطان، وملتزمة بتعاليم السنة وتلاميذها كثيرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الدكتور عبدالرزاق
    منذ 3 سنوات

    عمرها أقل من أربعة قرون وتقولون أقدم زاوية في المغرب؟؟؟ والله إن من يدعي ذلك لهو جاهل بالتاريخ الذي يدرس في الاعدادي... أين أنتم من زاوية عبدالله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين قبل 9 قرون وهي الى اليوم في كريفلة بين الرباط وأبو الجعد أين أنتم من زاوية أكلو الراجعة الى القرن 5 الهجري وبها أيضا مكتبة ... هل تريدون اعادة كتابة تاريخ المغرب بهذه القصاصات؟؟؟