مجتمع

متعافون من “كوفيد 19″ يحكون لـ”العمق” تجربتهم مع الفيروس القاتل

“رغم أوضاع جائحة كوفيد 19 المخيفة إلا أن التفاؤل يبقى عنواننا نحن المقبلون على التقاعد”، يقول “العربي” بصوت خافت وبحة ترهق المسامع لفهم كلامه، في تصريح له لجريدة العمق المغربي.

يتقاسم “العربي” تجربة إصابته بفيروس كورونا، قائلا: “إن كوفيد غيّر فيَّ الكثير من الأفعال والتصرفات والأفكار، لقد أصبحت شخصا آخر بعد التعافي من الفيروس الذي أصبت به كوني مستخدما في إحدى الضيعات الفلاحية باشتوكةأيت باها”.

“أُدخلت إلى العناية المركزة بمصحة خاصة، لأن وضعي كان صعبا جدا، ودعت حينها أهلي وأنا لا أعلم إن كنت سأبقى على قيد الحياة، لكن الثقة بالله والرضى بقدره أعطياني جرعة تفاؤل لمقاومة الألم الذي كنت أشعر به، وبعد 3 أسابيع متواصلة من العلاج شفيت تماما، رغم أن مشاهد المتوفين على أسرتهم بجانبي لا تفارقني إطلاقا”.

وفقا لما صرح به “العربي” لجريدة العمق المغربي، تقول الدكتورة “إيمان الأشعري” أخصائية نفسية، إن المصابين بفيروس كوفيد 19 في مرحلته الأولى يعانون من أرق نفسي يرافقهم طيلة هذه المدة، بسبب شدة ما عانوه طيلة فترة العلاج،إذ يبقى لديهم تخوف كبير من تكرار الإصابة بالمرض.

وقد علمنا بحالات تكررت إصابتها وتوفيت نظرا لإصابتها بهلع نفسي لا يستطيعون التحكم فيه، وتضيف “الأشعري”، أن الحفاظ على المستوى النفسي العالي يساعد المصاب على التعافي بسرعة.

أما “سهام مجدي”، طالبة جامعية، فحدثت “العمق المغربي” عن اختلاف معاناتها حين إصابتها بفيروس كوفيد من أحد أقاربها، وذكرت أن حالتها تحسنت خلال أسبوع مكتفية فقط باتباع التعليمات الطبية، في حين فقدت قريبها الذي توفي وقت نقله إلى العناية المركز كونه مريض ربو.

وصرحت “سهام مجدي” أن الضرر النفسي المترتب عن الإصابة بالفيروس أو فقدان أحد الأقارب به، يترك أثرا نفسيا عميقا لا نستطيع وصفه، وحتى بوحنا به لن يجدي نفعا، لأننا نحن من عانينا وليس الآخرون.

وقال السيد “العربي”، “إنه قام برفقة أسرته الصغيرة بعد التعافي من الفيروس، بتغيير نمط حياتهم، سواء على مستوى التدبير المنزلي أو طريقة التعامل والتجاوب مع الأشخاص الغرباء، حيث أخذ على عاتقه مهمة توعية أبنائه وزوجته.

كما حرص على تغيير نطاق عيشه، والإبتعاد عن مخالطة الناس، كما قام بتنزيل دروس خاصة بالنظافة العامة وكيفية التعامل مع جائحة كوفيد وتلخيصها تم تلقينها لأبنائه بطريقة بسيطة حتى يتمكن من خلق وعي فكري لدى أسرته الصغيرة والقليل من معارفه المقربين.

أما مدرب الرياضة “عثمان الخطابي”، فإصابته بكورونا لم تكن سهلة إطلاقا، إذ فقد كامل لياقته البدنية، وتغير نمط عيشه كما صرح لنا، نظرا لحمله الفيروس لمدة 4 أشهر، فجسمه الرياضي لم يتجاوب مع علاج كوفيد رغم اتباعه لجل التعليمات الطبية واستشارته المتواصلة للجنة اليقظة.

واستغرب “عثمان” من الأشخاص الذين لا يؤمنون حتى الآن بوجود كورونا، ويتحدثون باستهتار عن خطط المؤامرة وعن تواجد خطب ما، مع رفضهم القاطع لتلقي جرعات اللقاح أو التداوي طبيا من الفيروس.

وعبر “عثمان” أن الحالة الصحية والنفسية بعد اقتضاء مدة العلاج من كوفيد تكون صعبة جدا، ويصعب على المصاب الرجوع سريعا إلى حالته الطبيعية لأنه يتعرض إلى نوبات زكام غير منتظمة مما يشعره بتشنج مؤلم في الجهاز التنفسي، مع استمرار الإسهال حتى بعد التماثل بالشفاء لمدة 3 أسابيع على الأقل، مرفق بإجهاد وإعياء حاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *