مجتمع

الجسم الفاتن و”البراند” فخ مؤقت لبيع وهم الجمال للنساء بالمغرب

أصبحت العديد من النساء المغربيات يملن إلى اقتناء مواد العناية بأجسامهن من مواقع التواصل الإجتماعي، كل حسب حاجياتها الجسمانية والنفسية. كما أن بعضهن أصبحن مهووسات بشراء البضائع الرقمية دون الإطلاع على مصدرها الأصلي والذي في غالبية الأحيان يكون مقلدا.

التجارة .. لكن بوعي!

من الجيد جدا أن نجد العديد من الشباب يميلون إلى العمل في التجارة الإلكترونية بشتى أصنافها، ولكن، من المؤسف أن يكون التسرع لجني المال منها يجعلهم يلجؤون إلى الغش في البضاعة التي يسوقونها.

وغير أن التجارة الإلكترونية أنقذت كما هائلا من الشباب العاطل عن العمل، إلا أن عدم احترام قوانينها يضر بالمستهلك ولا يحميه. وقد عرف المغرب مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في عدد الممتهنين للتجارة الحرة المتمثلة في بيع وتوصيل المنتجات للمستهلك خاصة خلال الحجر الصحي.

البراند المؤقت

قبل ذكر قصص لنساء كانوا ضحايا منتجات للجمال، يجب تنبيه المستهلكين إلى “البراند المؤقت”، وهو أكبر فخ يمكن أن يتم فيه النصب على الشخص الذي يرغب باقتناء منتج معين. بحيث يقوم البائع الوهمي بجلب كم بسيط من المنتجات ويقوم بإنشاء براند خاص بها، تم يعرضها للبيع.

إن صفحةالبراند المؤقت تكون عبارة عن صفحة حديثة على أحد مواقع التواصل الإجتماعيكفايسبوك أو إنستكرام، مدة ظهورها تمتد من أسبوع إلى أسبوعين كحد أقصى. يتم فيها عرض المنتح وذكر مميزاته مع وضع صور مثيرة أو مفبركة له، يأتي بعدها العمل على حسابات وهمية تجعل أول منشور يضم تعاليقا عديدة توهم المستهلك بجودة المنتوج وإعطائه نتائج جيدة.

يعتمد مسير صفحة “البراند المؤقت” مجموعة من “السكرينات” أيضا يكون متفقا عليها من طرف المتعاونين معه. وهي الطعم الذي يتم به تثبيت المستهلك لطرح المزيد من الأسئلة على المسوق الذي ينقطع تواصله معك حين توصلك بالمنتج.

زوجي لا يحب جسمي

“حنان” إمرأة في العشرينيات من عمرها، حدثت جريدة العمق المغربي عن محنتها مع المنتجات التجميلة المتوفرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وقالت: “بعد عام من زواجي أصبح زوجي ينتقد شكل جسمي كثيرا، لدرجة أصبح يطلعني على صور لنساء يتمتعن بجسم جميل تبرز فيه معالم الأنوثة، ولإرضائه جربت العديد من الوصفات والأعشاب، لكنه لم يقتنع بشكل جسمي رغم أن وزني زاد كما كان يتمنى، وذات يوم أرسل لي رابط صفحة قصد شراء منتج لتكبير الأرداف، ومن شدة الضغط النفسي الذي عانيت منه اشتريت المنتج ودفع لي زوجي حقه”.

وتضيف “حنان”، أنه بعد  شهر من الإستعمال ظهرت خطوط بيضاء على أردافها وترهلات بدأت تعطيها الكثير من الوخز كلما تحركت، ومع الأسف زوجها لم يكن مهتما بل كل ما يهمه حسب قولها أن تحصل على جسم أنثوي يشبع غريزته.

بعد 6 أشهر توجهت “حنان” إلى طبيب مختص في الحميات الغذائية، لتطمئن على حالها، لكنها صدمت بعد فحص الطبيب الذي أخبرها أن المنتج الذي استعملته شكل لها ماء بين طبقات أردافها، لهذا أصبحت تحس بوخز وترهل شديد. ما يستدعي اتباع نظام غذائي أولا لإنقاص الوزن تم أخد أدوية وديتوكسات لتنقية الجسم من السموم المتراكمة فيه، وممارسة الرياضة بانتظام”.

حال “حنان” المزري لم يحرك ساكنا في زوجها، الذي قام بتطليقها والزواج من أخرى، بعدما احتد الصراع بينهما، وقالت: “أرغب وبشدة أن تأخد الفتيات العبرة من قصتي، وأن يخترن شريك الحياة الذي يقبلهن على طبيعتهن، أنا الآن لم أستفد إطلاقا من محاولاتي لإرضاء زوجي والحفاظ عليه .. كل ما أحاول فعله الآن هو استرجاع صحتي ولياقتي وتربية ابني بشكل سليم”.

حروق

أحالتنا “حنان” على صديقة لها خاضت نفس تجربتها لكن بشكل آخر، “سهام” فتاة في الثلاثينيات من عمرها همها الوحيد هو الظهور بشكل جميل ومثير، إلا أن مشكلة الشعر الزائد في جسمها كانت تشكل لها عقدة كبيرة، حدثتنا بدورها عن تجربتها في شراء منتج من “البراند المؤقت”.

“رأيت ذات يوم مادة اعلانية على صفحة فايسبوك تبيع منتجا فعالا للتخلص من الشعر الزائد فقط برشة واحدة، ثمن المنتج الذي كان مناسبا جدا أغراني كما أن احتياجي لحل أتخلص به من عقدتي هاته التي تؤرقني جعلني أقتني المنتج بسرعة”. تقول “سهام”.

كما صرحت أنه بعد اقتنائها للمنتج رشته على يدها اليمنى أولا، أحست بوخز بسيط لكنها أرجعت السبب إلى تفاعل المنتج، وبعد مرور 5 دقائق من وضعه أزالته لكن مع الأسف قام المنتج بملخ طبقة الجلد الرقيقة المتواجدة أعلى دراعها.

وأضافت “سهام” في تصريحها لجريدة العمق المغربي، “أنها ذعرت من المنظر الذي آل إليه ذراعها، وتوجهت لأقرب مستوصف لتدارك الأمر.. ومازالت لحد الآن تحاول علاج حروق المنتج مستعينة بأخصائي في الليزر”.

وحين سؤالها عن وضع شكاية، قالت، “إن الصفحة التي اقتنت منها المنتج تم حذفها، ورقم الهاتف تم تغييره، لتكتفي في الأخير بوضع شكاية لدى جمعيات حماية المستهلك.

*صورة تعبيرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *