مجتمع، مغاربة العالم

مغاربة بالصين مهددون بالسجن أو الترحيل بسبب عدم تجديد السفارة لجوازات سفرهم

يتخوف عدد من المغاربة المقيمين بالصين، من تعرضهم لإجراءات قاسية من طرف السلطات الصينية بسبب عدم تجديد السفارة المغربية لجوازات سفرهم إثر انتهاء صلاحية بطائقهم الوطنية، وذلك بالرغم من عشرات الاتصالات والمراسلات مع السفارة.

ووفق ما كشفه عدد من المغاربة بالصين لجريدة “العمق”، فإن انتهاء صلاحية البطاقة الوطنية الذي يعيق تجديد جواز السفر، يسبب في مشاكل كبيرة لمجموعة منهم، ضمنهم طلاب، قد تصل إلى السجن أو الترحيل، بسبب عدم إمكانية تجديد بطاقة الإقامة.

وتتخذ السلطات الصينية إجراءات مشددة على الأجانب المقيمين بها بسبب عدم تجديد بطاقة الإقامة أو تجاوز مدة الإقامة المسموح بها، وذلك بفرض غرامات مالية قد تصل إلى 1200 درهم عن كل يوم تأخير، إضافة إلى توقيف الحسابات البنكية، وعدم السماح بأخذ جرعات اللقاح المضاد لكورونا.

كما تصل هذه الإجراءت إلى حد اتخاذ قرار الترحيل النهائي من الصين للأجانب الذين تجاوزوا مدة الإقامة المسموح بها، أو وضعهم في مراكز احتجاز أو سجون في حالة عدم إمكانية ترحيلهم.

ووجه أزيد من مائة مغربي من أفراد الجالية المقيمة في الصين، عريضة مطلبية إلى السفير المغربي بالصين، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، مطالبين فيها بتجديد جوازات سفرهم دون الرجوع لشرط صلاحية البطاقة الوطنية، أو توفير خدمة تجديد البطاقة الوطنية لدى السفارة المغربية ببكين بشكل دائم.

وتُرجع السفارة المغربية سبب عدم إمكانية تجديد البطائق الوطنية إلى غياب خدمة البصمات بالسفارة، وتقترح على المواطنين الراغبين في ذلك، السفر إلى دولة ماليزيا حيث يوجد مكتب مخصص لخدمة بصمات البطاقة الوطينة، أو الرجوع لأرض الوطن، بحسب ردٍّ للسفارة عبر البريد الإلكتروني، اطلعت عليه جريدة “العمق”.

حلول “مستحيلة”

ويرى ثلاثة مغاربة ممن انتهت صلاحية بطائقهم الوطنية، أن الحلول المقترحة من طرف السفارة تبقى مستحيلة بالنظر إلى أنه لا يمكن السفر لبلد آخر بجواز سفر منتهي الصلاحية أو مدة صلاحيته لا تتجاوز ستة أشهر، مع اشتراط الحجر الصحي في كلا البلدين، إضافة إلى التكاليف الباهضة للسفر بين المغرب والصين.

وأوضح المعنيون بالأمر في اتصالاتهم هاتفية مع جريدة “العمق”، أنهم سلكوا كل السبل الممكنة مع السفارة والمصالح القنصلية المغربية من أجل تجديد بطائقهم وجوازات سفرهم، وذلك منذ شهر يناير المنصرم وإلى حدود اليوم، دون جدوى، مستغربين عدم تفاعل السلطات المغربية مع مطلبهم بشكل جدي.

المغاربة الثلاث الذين كانوا يتحدثون مع “العمق” من أمام السفارة المغربية، أمس الخميس، أوضحوا أنهم جاؤوا من مدن صينية بعيدة إلى العاصمة بكين، وقضوا ليلتهم في العراء بسبب ارتفاع أسعار الفنادق، وذلك من أجل إيجاد حل لمشاكلهم مع السفارة، دون أي جدوى، قبل أن يقرروا العودة إلى مدنهم.


وأشاروا إلى أن السفارة المغربية تتلقى عشرات الاتصالات من طرف المواطنين المغاربة، غير أنها تكتفي بإخبارهم بأنها راسلت وزارة الخارجية في الموضوع وتنتظر ردها، لافتين إلى أن هناك من لم يتبقى أمامه سوى 3 أيام قبل انتهاء صلاحية جواز سفره.

وقال أحدهم في اتصال هاتفي مع الجريدة: “السفارة تبرر ما يحدث إلى كون تجديد البطاقة الوطنية يخضع لوصاية وزارة الداخلية، لكننا في الصين لا نعرف أي مخاطب رسمي باستثناء السفارة، والسلطات الصينية لا تعترف إلا بجواز السفر، فهل سيتركوننا نواجه مصيرنا لوحدنا؟”.

وتابع قوله: “مقترح الذهاب إلى المغرب لتجديد البطاقة الوطنية مستحيل وغير مفهوم، كيف سنسافر ومنا من لا تتجاوز صلاحية جواز سفره ستة أشهر؟، ومنا أيضا من لا يتوفر على ثمن تذكرة الرحلة التي قد تصل إلى 8 ملايين سنتيم ذهابا وإيابا، تنضاف إليها إجراءات الحجر الصحي لأسبوعين”.

ويناشد المتضررون الملك محمد السادس، التدخل من أجل حث السلطات المغربية على إيجاد حل سريع لتجديد جوازات السفر داخل الصين دون شرط البطائق الوطنية، تجنبا للاعتقال أو الغرامة أو الترحيل بسبب تجاوز مدة الإقامة، كما يطالبون بتوفير خدمة تجديد البطائق الوطنية في السفارة بشكل دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *