وجهة نظر

الإسلام: مادة دراسية أم تعاليم دينية روحية؟

بعيدا عن العاطفة الدينية و بمعزل عن نية الوزارة الوصية واهدافها، أعتقد في رأيي المتواضع كتربوي أنه يجب لا إلغاء الامتحانات التقليدية في بعض المواد دون غيرها فقط ، بل يجب التخلي عن أشكال التقويم التقليدي كلها و تعويضها بالتقويم البديل الذي يشجع اليات التفكير النقدي وينبني عليها

التقويم الذي يساهم في تعليم أطفالنا كيفية التفكير بمراحله: التذكر ،الفهم، ،التطبيق، التحليل ،التركيب، التقييم، الابتكار. أطفالنا ذوات مفكرة و ليسوا بطاقات الذاكرة أو مخازن للمعلومات التي لا يحتاجها المتعلم إلا أثناء الامتحانات.

أما بخصوص التربية الإسلامية ، فيجب أن تعلم ليس كمادة دراسية كجميع المواد و انما كتربية دينية تعلم أطفالنا وتربيهم على القيم و الأخلاق ، و إنه من الخطأ أن نقوم أو نقيم أطفالنا بأسئلة مباشرة مثل : ما هو و ما هي؟ أو كم عدد..؟ أسئلة لا تعطينا حقيقة المستوى الأخلاقي للمسلم و لا تزيد في إيمان المرء، بل يمكن أن يقع العكس حيث إن الامتحانات التقليدية تجعل جل التلاميذ يكرهون المادة الدراسية أو يتركون ما تعلموه حبيس الأسوار المدرسية حيث لا نجد اثار ما تعلموه في وسط المجتمع المدني.

لا أحد ينكر أن المجتمعات الإسلامية تعاني الأن من نقص في القيم المدنية الأخلاقية . فعلى الرغم من أن مادة التربية الإسلامية تدرس كل القيم و الأخلاق، فاننا نجد أن نسبة التحرش في المجتمع مرتفعة، و الكذب من علامات المكر و الدهاء، و الغش حق من الحقوق، و الصلاة عادة من العادات الثقافية، و الخير من أجل التباهي و الرياء…كل هذا لأننا ندرس الاسلام كمادة مدرسية و ليس كتعاليم دينية روحية تطهر قلوبنا و تنقي مجتمعنا من كل السلوكيات اللادينية و اللاإنسانية.

تعلم (لا تدرس) التربية الإسلامية أو الدينية عن طريق تقليد سلوكيات الكبار ، فالأطفال يقلدون اباءهم و محيطهم . تعلم في البيوت، لان البيت هو المكان الأول للتربية. نعلم في المساجد، لان المسجد مكان روحي تفتح فيه القلوب ليس العقول. و تعزز داخل المدارس كحصص في المعاملات و العقائد بعيدا عن التقويم التقليدي، حيث يمكن للمعلم أن يعطي تنويها لتلميذ ما عندما يلامس فيه الصدق، التآزر و التضامن، الابتسامة و الحب.

على مثل هذه القيم يعطى التنويه و ليس التنقيط.

* تربوي وأستاذ اللغة الإنجليزية بثانوية سجلماسة التأهيلية الراشيدية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *