سياسة

تسجيلات مسربة لقائد بـ”البوليساريو” تكشف انعدام جاهزية مقاتلي الجبهة

مخيمات تندوف

فضحت تسريبات صوتية جديدة الواقع المزري لمقاتلي جبهة البوليساريو والوضع المأساوي الذي يعيشونه بالنواحي العسكرية، من انعدام لجاهزية مقاتلي الجبهة وضعف إمكانياته وانهيار معنويات عناصره.

وحسب ما نشره منتدى “فورساتين” على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فقد انتشر تسجيل للمقاتل والإطار العسكري، البشير مولود محمد، خلال مداخلة له بندوة الأطر المنظمة بإشراف من جبهة البوليساريو والتي أجلت عدة مرات، تحدث من خلالها عن واقع الجيش وقال بصراحة إنه يفتقد للجاهزية ويعاني من مشاكل بنوية تؤثر على وجوده.

كما عدد المتحدث ذاته نقاط الضعف أمام كل القادة العسكريين وانعدام الامكانيات العسكرية وهشاشة المعدات وضعف التكوين، فيما أشار منتدى “فورساتين” إلى أن البعض حاول إسكاته ومنهم من حاول إقناعه بتغيير الموضوع، لكنه أصر على إتمامه مطالبا بأن يصل حديثه لابراهيم غالي ولمن غاب من القيادة عن اللقاء.

القيادي البشير مولود محمد اقترح أن يعيش القادة واقع المقاتلين، وأن ينقسموا إلى مجموعتين ويتفرقوا على النواحي العسكرية وأن يظلوا مع المقاتلين لمدة شهر واحد فقط، ويشاركوهم طعامهم الذي لا يخرج عن ” العدس” بشكل يومي، وأن يحاولوا الخروج في دوريات استطلاعية قرب الجدار، قبل أن يستدرك أنهم يخافون الموت ويحبون كراسيهم، ولا يعرفون عن الأرض إلا ما يسمعون به .

كما حملّ الإطار العسكري، يضيف المنتدى، القيادة مسؤولية ما يقع من هزيمة، وطالب بتغيير العنوان المقدم  في إحدى وثائق الندوة وقال بالحرف: “قدمتم لنا في الوثيقة عنوانا هو تداعيات وانعكاسات العودة للحرب، كان يجب بدلا من هذا العنوان أن تخبرونا: ماذا فعلتم في 30 سنة بعد وقف إطلاق النار، 30 سنة من تدمير المؤسسات، 30 سنة وأنتم نائمون، تجلسون هنا وسياراتكم مكيفة، ودياركم بتندوف وموريتانيا وبعيدون كل البعد عن الواقع، وقد جئتم الى المخيمات حفاتا عراة، أعرف أنني سأتعرض للتخوين، فطوابع الخيانة جاهزة لمن يقول الحقيقة، لكن لا يهمني سوى أن أقول الحقيقة والواقع دون تزييف”.

مداخلة الاطار العسكري البارز، البشير مولود محمد، الذي يعتبر أحد أهم القيادات العسكرية وشغل منصب الملحق العسكري بالجزائر سابقا وخضع لتكوين في الطيران بليبيا، شكلت، حسب منتدى “فورساتين” صدمة للقيادة وازداد جنونها بعد تسريب تسجيله الصوتي بين ساكنة المخيمات، حيث طالبت الجبهة عبر مؤسساتها حذف كلامه من كل المنابر، ومنعت نشره في وسائل التواصل وطالبت بالحذر من محتواه وخطورته لتضمنه أسرارا خطيرة عن الجيش.

وأشار المنتدى إلى أن كلام القيادة وأوامرها لم تكن محط اعتبار، حيث أصبحت مداخلة الإطار العسكري حديث الساعة، ووصلت المداخلة إلى المقاتلين بالنواحي فسارعوا إلى دعمه ومؤازرته وأشادوا بكلامه، وطالبوا بتعيين أمين عام لجبهة البوليساريو مكان ابراهيم غالي، وانتقدوا القيادة واعتبروها سببا في معاناتهم، وحثوا على ضرورة تغييرها ولو بالقوة .

وأشار المنتدى إلى أن القادة العسكريين في الجبهة تفاجؤوا بغياب قيادة البوليساريو عن هذه الندوة واقتصار الحضور على قادة الصف الثاني، في محاولة، حسب المنتدى، لإفراغ المناسبة من أهميتها، حيث غابت القيادة وعلى مدى يومين وترك القادة العسكريون لبرنامج روتيني وعناوين فضفاضة لا علاقة لها بواقعهم في الميدان.

وحسب “فورساتين”، فإن المسؤولين العسكريين انفجروا في وجه القيادة واتهموها بالتخاذل ونعتوها بأقدح النعوت والأوصاف وحملوها مسؤولية ما يقع داخل ما يسمى “الجيش الصحراوي”، متحدثين، وفقا لمنشور المنتدى، عن واقع مأساوي ينذر بحدوث كوارث جارفة لا يمكن مواجهتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *