وجهة نظر

أخطاء قيادات أغرقت البيجيدي في مستنقع الاتهامات 

كثير من المناضلين والمناضلات يصرون على الامعان في جلد الذات ،تحت غطاء النقد الذاتي ، ويحاولون بذلك حصر  ازمة الحزب في القيادة الحالية ، وتحميلها كل المسوولية في فشل التدبير والتنظيم ، الشيء الذي لا اتفق معه كليا وادعمه جزئيا . القيادة لها ما لها وعليها ما عليها . نعم لها نصيب اوفر في المرحلة ومن الواجب الوقوف عنده واي محاولة تبريرية سوف لن تقدم الحل بقدر ما انها تعمق الازمة . لكن اعتقد وبعد حديثي مع العديد من المناضلين والمناضلات اجد ان هناك شق من الاخطاء الذاتية التي عصفت بالمصداقية الحزبية عند الناخبين ووضعت ابناء الحزب في حرج ، ويظهر ذلك في محاولة دفاعهم ، عادة ما تكون باردة وتراهم يهربون النقاش الى ما هو فكري عقائدي . الاخطاء التي تحسب لبعض قيادات الحزب لا يمكن انكارها في معالجة النقد الذاتي ولابد من اعطاءها حقها في التحليل .لقد تحاشيت الكتابة حول هذه الاخطاء لكن يبدوا ان اصحابها وكانهم يستغفلون المناضلين والمناضلات بل يستغفلون حتى المغاربة .السكوت للمناضلين هو من دافع التقدير والاحترام وعدم الاحراج لاي شخص . لكن معذرة بالنسبة لي وكما حللت عنصرا له علاقة بالفشل فاني اجد نفسي امام العنصر دون تردد ودون التعرض الشخصي لاي احد . بما ان هذه القيادات هي شخصيات عمومية فيهمني فيها التذكير باخطاءها  مستغنيا في ذلك بالاشارة عن العبارة ، وبالتلميح عن التصريح :

١- قرقري او لا تقرقري : صاحب هده العبارة ، كان كالاسد في المعارضة ، وهو يترافع  على المواطنين وضد برامج الحكومة ، موجها اياها  كل التهم وانها لا تهتم بالطبقة الفقيرة وكم مرة طلب اعادة  النظر في التقاعد للوزراء . لكن هذا الكلام كله سيجد المواطن نفسه وكانه امام شبح الشخص المعني وليس هو من كان يقول قرقري اولا تقري . الشخص بدا يناقش تقاعده ويصرح انه لا يملك اي شيء ، وتطورت المسالة الى ان تم تخصيص 7مليون تقاعدا له . لا يهمنا مصدرها او حيثياتها . المواطن يتفاجى وخاصة الفئة المتوسطة التي تحملت اصلاح التقاعد ،وتساؤل كيف له ان يمرر هذا القانون عليها وهو يستفيد بهذا التقاعد السمين بعد خمسة اعوام من الشغل فقط . شخصيا دار بيني وبين الكثيرين نقاشا كان ينتهي في الاخير ان نقول جميعا 7 مليون بزاف . 2 مليون كافية وتفوت . صورة الحزب هنا تصدعت عند المواطن ،بل حتى عند ابناءه وان كانوا لا يجرؤون على الكلام بذلك ، نعم تصدعت الى ابعد الحدود في ما يخص الانتماء الى الشعب .

‏ ٢-le moulin rouge : هنا يستفيق المغاربة على فلم وكانه لعارضة ازياء ،او متمردة على الهوية التي عرفها بها المغاربة وكانت  محط صدمة كبيرة تناقلت اخبارها كالنار وسط الهشيم. خلع تام للحجاب وصور في العلن بكل جراءة وثقة ، وكان المغاربة الناخبين شعب ذو اصول فرنسية سوف يتقبلها بل يبارك لها هدا التحرر وهدا التحول . نعم الصور كانت فضيحة كبرى بما يسميه الحزب بالمرجعية . وهنا لا انظر الى الشخص من حيث هذه الصور ولكن من حيث انتماءه الى هذه المرجعية التي يسوقها ابناءه ولا زالوا يدافعون عنها ويؤكدون عليها . الشخص صاحب الصور احرج الحزب بشكلٍ كبير ، وظهرت لافتات النفاق ، وانفصام الشخصية على جبين المناضلات وتصدعت صورتهن ، وهن المرشحات لقيادة الحزب والاستحقاقات مستقبلا .le moulin rouge لا زال لحد الساعة عائق كبير لاقناع المواطنين انه محط خيال ومؤامرة ، لان الذي شاهدوه بكل بساطة كثير .وهنا حق لنا ان نقول ، ان جزءا من المصداقية للحزب تبخرت في هذه المحطة .

٣- المدلكة: نعم انها بطلة  فيلم رومانسي ، بكل عناصره . فيلم يكون فيه البطل من اقوى القيادات البارزة للحزب . في ضرب لكن الاعراف التي تشكل هوية المغاربة ، وبكل جراءة وفي اماكن عمومية يسميها البعض جامع الفنا  ، لكثرة وجود المغاربة هناك ، حيث ان عيونهم حاضرة من قريب او بعيد . القيادي وكانه في لقطة فلم تركي يمسك بيد المدلكة ويتجول  معها دون ان يعلم الراي العام عن اي شي من هذا . لايهمنا هنا خصوصية الاشخاص ، لكن من اراد ان يتقلد الشان العام ، لابد له ان يتخلص من هذه الاهتمامات رغم اكراهاتها.نعم هذه القصة بالذات وان استطاع الحزب احتواءها ، لكنها لازالت لحد الان تتداول في النقاشات حتى بين المناضلين ، بل ان بعضهم يحمل بطل القصة جزء من تلاشي سمعة الحزب ، ويستغرب البعض الاخر كيف ان الامانة العامة تكافؤه وتحتضنه بل وتمنحه مسوولية كبير وهي الاعلام . وكان الامانة العامة تدعم هذا السلوك وتتحدى ما تداوله الراي العام . هذه القصة قصمت ظهر الحزب بشكل كبير .

٤-CNCS: هنا يبرز بطلين احدها من اعرف القياديات الحزبية ، عرف بصدقه ، نضاله ومؤازرته لاصحاب الحقوق ، والثاني حديث عهد بالتدبير العام ويمثل الرمز للشباب . الاول ، اثيرت حوله الشبهة التي ملات صفحات الجرائد، حيث ان موظفة عنده توفيت ولم يكن لها ضمان اجتماعي طيلة مدة اشتغالها ، رغم ان القيادي يؤكد ان الشخص المتوفى هو القاىم على كل الاجراءات وهو المكلف بالادارة . لكن هذا اعتبره الشان العام سذاجة ، من مسؤول سامي ينافح عن الموسسات والالتزام بقواعدها وعدم تجاوزها  باي حال من من الاحوال . مسوول وضع الثقة للناخبين محط الشك عندما ( ينظر الناخب ) يتملص هو وامثاله من تطبيق القانون . ورغم شهادة عاىلة المرحومة ، والمقربين منه على حسن اكرامه ، الى ان عدم التسجيل كان من اكبر الاخطاء التي عرضت صاحبها الى النقد . ويتبعه في ذلك ايضا الشاب الي استدرك الامر بالتسجيل وهو الذي كان يراس المكتب  المكلف بذلك . الشاب حاول الدفاع  لكنه كان موضوع صفحات وتدوينات شغلت الراي العام اياما عديدة .

٥- اللهطة في المعاشات :مبادرة الحزب كان في صميم تطلعات المواطنين ، والشكر لامينه العام الذي رفض دعم صندوق معاشات البرلمانين. لكن تبخر كل ذلك المجهود بعد اصرار ابناء الحزب من استخلاص المستحقات حتى التي تتعلق بمساهمة الدولة . هذه القنبله التي تفجرت في وجه الحزب ، رغم انه حاول التفسير والشرح لكنه فشل في مواجهتها  ، لان الراي العام لم يقتنع كيف ان يحرص هولاء على مساهمة الدولة في وضع اضطرت فيه هده الدولة الى انشاء صندوق كورونا لجمع التبرعات . هنا اتحدى اصحاب المدافعين عن التصفية ، ان يسالوا الراي العام هل بقي في ذهنه استباقية الحزب في التصفية ، ام بقيت اللهطة والترامي على المال العام . المسالة ليس كما تشرحها انت ولكن هل استعطت ان تقنع الاخر بشرحك ، ما تبقى كذاك هو ان ابناء الحزب شانهم كجميع المغاربة اذا وجودا الفرصة للاستفادة من المال العام لا يترددون ، فهل بهذه العقلية كانت قد اقتنع المواطن من قبل ؟

٦- البليكي وتعدد التعويضات : نعم هدا المصطلح الجديد الذي  يلقي به احد القيادات البارزة في ساحة التدافع السياسي ، اصبح رمزا عاما لاهتمام المنتخب في حصوله على التعويضات دون اي نقصان بل ولا بد ان تكون بشكل كبير يتجاوز احيانا منطق المسوولية التي هي انتدابية تطوعية ، الى مستوى التوظيف السريع والاستفادة السريعة . القيادي  ظن انه انه يدافع على مكانة المنتخب لكنه جر الحزب الى خانة ان ابناءه لا يعترفون بشي اسمه النضال والتضحية والانتداب . بل دفاعه حتى على تعدد التعويضات جعل من البيليكي هدا كابوسا لدى الناخبين . كيف هذا القيادي يفكر بهذا المنطق وهو الذي كنا ننتظر منه شيءا من التعفف والقناعة . البيليكي اصبح يجر الحزب من داىرة الانتماء الى الطبقة المتوسطة الى داىرة النخبة على اقل تقدير .انتشر شعور  عند الراي العام ان ابناء الحزب ، ليسوا اناس يتطهرون وانما سباقون لكل منصب ولكل تعويض . وكم لاحظنا انتشارا في الراي العام حول لهطة تعدد التعويضات لبعض المناضلين ، بشكلٍ اهتزت فيه مصداقية الحزب احببنا ام كرها .

٧- التصريح الارعن للذهاب لاسرائيل :

هنا المصرح تكلم وكان له سيادة على القطاع ، وكان الشعب المغربي بكل اطيافه لا تهمه القضية الام ، قضية فلسطين، تكلم بكل استباقية رغم ان امر التوقيع امام رئيس الدولة شيء وابداء الرغبة في السفر شيء اخر . هدا التصريح جر انتقادا كبيرا على الحزب، ادخله في خانة التطبيع بكل المقاييس. الراي العام استقبل هدا بكل امتعاض ، وخاصة المجتمع المدني المناهض للاحتلال ، وبشكل اخص التوجه الحركي وما يضم من مناصرين للحزب . التصريح كان زلزالا اعلاميا لم يستطع صاحبه ولا من معه مواجهته وتبرير دوافعه .الذي لا يحترم هوية الشعب المغربي يلقى دون شك العقاب المستحق .

هناك نمادج اخرى من هذه المحطات التي تسببت في اضعاف المصداقية . تعرضت لهذا دون غرض مني للانتقاص من الاشخاص المعنيين ، لكن لابد ان يعرف كل حامل   لهذا المشروع يدخل التدبير ، انه تحت مجهر الناخب بشكل دقيق ، الناخب المغربي بكل تجلياته المعرفية والسياسية والقبلية وكل ما يتعلق بالهوية . الناخب المغربي كان يتعامل مع الحزب انه متميز في كل شيء حتى يتفاجأ بهذه السلوكيات فيصاب بالصدمة . لذلك اقول ان المسوولية  جماعية ولايمكن تحميل طرف واحد فيها .

* أحمد شعباني / متابع الشان للسياسي في المغرب وألمانيا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *