مجتمع

اقتلاع أشجار معمرة لإقامة مشاريع سكنية يثير ضجة بالقنيطرة.. و”المياه والغابات” توضح (صور)

أثارت عملية اقتلاع أشجار معمرة بمدينة القنيطرة وضواحيها من أجل إقامة تجمعات سكنية، جدلا واسعا لدى الهيئات العاملة في الميدان البيئي، والتي اعتبرتها “جريمة في حق البيئة”، مطالبة السلطات المحلية التدخل من أجل وقف ما يقع.

ويتعلق الأمر بمناطق داخل المدار الحضري لمدينة القنيطرة، تشهد إنجاز مشاريع سكنية، حيث تم اقتلاع أشجار معمرة من نوع الأوكاليبتوس تم غرسها في ستينات القرن الماضي.

كما كشفت وثيقة رسمية، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، أن باشا القنيطرة وافق على اقتلاع 4 أشجار من نوع الأوكاليبتوس في حديقة مقابلة لمصحة خاصة، بناءً على طلب مدير المصحة.

غير أن المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للشمال الغربي بالقنيطرة، اعتبرت أن العقار الغابوي لغابة المعمورة، لا علاقة له بالتجزئات السكنية المعنية، كاشفة أن اقتلاع الأشجار تم في أراض سلالية.

“جريمة بيئية”

جمعية “أوكسجين للبيئة والصحة”، أوضحت أنها رصدت عمليات اقتلاع أشجار معمرة متواجدة بالحديقة الكائنة قبالة مصحة خاصة بالقنيطرة، معتبرة أن ما يقع مخالف للقوانين الوطنية والدولية المعنية بالبيئة والصحة والتنمية المستدامة.

وقالت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن اقتلاع الأشجار يعتبر “عملا جرميا في حق البيئة وتدميرا يسهم في المزيد من التدهور البيئي الخطير الذي تعرفه القنيطرة في عدد من المناطق الخضراء، ما يهدد بيئة وسلامة المدينة والصحة العامة ومستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية”.

وترى الجمعية أن الأشجار التي يجري قطعها تعتبر ثروة بيئية وجمالية للمدينة تعود إلى عشرات السنين، وهي تدل على العمق الحضاري لمدينة القنيطرة وجزء من هويتها البصرية والتاريخية.

والتمست الهيئة ذاتها، من المؤسسات المتدخلة بتراب مدينة القنيطرة، بالتدخل عاجلا لوقف قطع هذه الأشجار واتخاذ كل ما يلزم من تدابير للإنقاذ الفضاءات المتضررة من كل أشكال التدمير والتدهور.

توضيح “المياه والغابات”

من جهتها، نفت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للشمال الغربي- القنيطرة بناء تجزئات سكنية بالعقار الغابوي لغابة معمورة، مبرزة أن الأمر يتعلق بأراض سلالية.

وأوضحت المديرية، أن المناطق المعنية باقتلاع الأشجار توجد داخل المدار الحضري لمدينة القنيطرة، وتشهد بالفعل إنجاز مشاريع سكنية، إلا أن الأمر لا يتعلق بتاتا بالعقار الغابوي لغابة المعمورة بل بأراض سلالية تم غرسها في الستينات بالأوكاليبتوس، وليس بأشجار الفلين.

واعتبرت أنه نظرا للدور الأساسي الذي تلعبه الغابات الحضرية بالإقليم في المجال البيئي والاجتماعي والاقتصادي وعلى المستوى الجمالي، تحرص المديرية الجهوية للمياه والغابات على حماية وتدبير وتهيئة هذه الغابات وفق مقاربة تشاركية من خلال إبرام اتفاقيات شراكة مع جميع الفاعلين المحليين بغية ضمان تنمية شاملة وفعالية أكثر”.

وأعربت المديرية الجهوية للمياه والغابات للشمال الغربي عن شكرها الخالص للمجهودات المبذولة من طرف الفاعلين والناشطين في المجال البيئي بالمنطقة، مضيفة أنها تبقي أبواب المديرية مفتوحة في وجه الراغبين بالمزيد من المعطيات والتوضيحات إذا اقتضى الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *