مجتمع

حماية الصحة النفسية في أماكن العمل .. تحديات مرحلة “كوفيد 19”

تشير العديد من التقارير العلمية إلى التأثير الكبير الذي خلفته أزمة كوفيد 19 على الصحة النفسية بسبب انتشار الوباء. حيث تزايدت نسبة القلق والكآبة بحوالي 26 بالمائة خلال 2020 حسب دراسة أعدتها المجلة العلمية الشهيرة لانسيتLancet في 204 دولة. وهي وضعية تعيشها أيضا أماكن العمل.

وتشير الدكتورة ديفورا كيستل، وهي مديرة متخصصة في الصحة العقلية وتعاطي المخدرات بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على الصحة النفسية للموظفين مثل رداءة التواصل والممارسات الإدارية، ومحدودية المشاركة في اتخاذ القرارات، وطول ساعات العمل أو عدم مرونتها والافتقار إلى تجانس الفريق. إلى جانب مظاهر التنمر والتحرش النفسي وكذا العمل في وظائف تستلزم اتخاذ قرارات سريعة لإنقاذ حياة الناس في حالات الطوارئ مثل المستشفيات التي تطرح تحديات كبيرة على الجوانب النفسية للموظفين.

وتساهم التحولات التكنولوجية وانتشار الأنترنيت رغم إيجابياتها، بشكل من الأشكال أيضا في تفاقم هذه الأمراض النفسية. حيث تسجل منظمة الصحة العالمية أنه أصبح من السهل ممارسة العمل خارج مكان العمل في جميع الأوقات من النهار أو الليل؛ وهكذا أدت زيادة المنافسة عبر جميع أنحاء العالم إلى ضغط متزايد لتحقيق مكاسب على مستوى التكلفة ومعدلات إنتاجية أعلى.

ويشير موقع “بي بي سي عربي” إلى دراسة أعدتها مؤسسة “ويلابل” الأمريكية تفيد بأن 88 بالمائة من الشركات الأمريكية قررت في 2020 الزيادة في ميزانيتها من أجل مساعدة موظفيها على معالجة مظاهر القلق والتوتر النفسي لديهم بغرض حماية صحتهم والرفع من مردوديتهم.

في 2019 بدأت منظمة الصحة العالمية الاشتغال على وضع مبادئ توجيهية بشأن الصحة النفسية في أماكن العمل بتعاون مع مؤسسة “ولكام الاستئمانية” ومنظمة العمل الدولية ومنظمات أخرى لها تجارب كبيرة في هذا المجال. وحسب الدكتورة ديفورا كيستل، فإن هذه المبادئ التوجيهية ستتناول الإجراءات المطلوبة للمساعدة على الوقاية وإدارة أوضاع الصحة النفسية ومعالجتها. وترى أن من شأن ذلك أن يعطي “زخما جديدا من أجل سلامة مكان العمل وسيكون خطوة مهمة أخرى نحو صحة نفسية أفضل للجميع، في كل مكان”.

ومنذ ظهور الوباء، أصدرت منظمة الصحة العالمية عدة توجيهات للحفاظ على الصحة النفسية للناس بشكل عام مع نصائح وتوجيهات خاصة بالمصابين بالإمراض النفسيين. حيث دعتهم إلى عدم التوقف عن تلقي التطبيب والعلاج والتأكد من الحصول على إمدادات كافية من الدواء لضمان عدم انقطاعه خلال فترة كوفيد 19، مع البقاء على اتصال بالأشخاص الذي يمكن الاعتماد عليهم للحصول على الدعم والمساندة من الأقرباء أو الأصدقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *