منتدى العمق

من بيع “هربل هربلو” إلى إجازة في علم الاجتماع وفنان مسرحي

“أردت أن أثبت لنفسي ولكل شخص آخر، أنني يمكن أن أحقق نجاحا كبيرا، “هكذا بدأ الملقب ببائع “هربل هربلو” حديثه معنا، ياسين مساعد من مواليد 1987 بالدار البيضاء، نشأ وترعرع في كنف مدينة بنسليمان ،زاول المسرح مند نعومة اظافره بدار الثقافة بنسليمان مع الاستاذ المسرحي والممثل سليمان الطلحي في مرحلة الابتدائي حيث كان يتابع دراسته بمدرسة الجولان،ثم انتقل الى اعدادية يوسف بن تاشفين.

أصبح تعلقه بالمسرح أكبر ،الشيء الذي دفعه إلى المشاركة في العديد من المهرجانات المسرحية إقليميا وجهويا ،لكن للأسرة رأي أخر في الموضوع ،ليتم منعه من مزاولة أبو الفنون حتى يتمكن من الحصول على شهادة الدروس الاعدادية،وفعلا كان له ما أريد لينتقل بعد ذلك للثانوية التأهيلية الحسن الثاني،تخصص علوم فيزيائية،لكن رغبته وحبه للمسرح كانت اقوى فبدأ في تأسيس نادي المسرح رفقة مصطفى قرافي وقدم عروض مسرحية داخل المؤسسة،ثم عرض عليه الانضمام لفرقة اضواء المسرح،الفرقة التي جال معها المغرب بعدة عروض مسرحية ومشاركات في مهرجانات كبرى،رغم الصراع الدائم مع الاسرة الذي تأجج بعد رسوبه في الباكالوريا لسبب تخليه عن هذه الشهادة التي كانت لا تمثل له الا ورقة لولوج المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي،لكن مع رفض الاسرة رفضا تاما تخليه عن البكالوريا التي هي بالنسبة له لا قيمة لها ان لم تساعده على تحقيق حلمه، ليتلاشى الحلم ولو بعد حين .

وبعد اجتماع عائلي قُرر ان يدخل مؤسسة الفندقة والسياحة مرغما،وبعد عامين حصل على شهادة معتمدة تخصص الطبخ،بدأ الاشتغال في المجال في مدينة الرباط،وكل يوم يراوده ذاك الحلم المتلاشي الى ان اصيب بمرض “سياتيك ” الذي تراكم بعد سنين كان فيها في كل صيف يحاول العمل كبناء او صباغ ثم منشط تربوي في شمال المغرب مند صيف
2008الى صيف 2015.

ليعود الشاب ياسين مساعد الى مدينته مبتعدا عن فن أو بالأحرى مهنة الطبخ التي لم تكن ابدا شغفه،واحدث فرقة للتنشيط التربوي لضمان قوته وبقائه اقرب بمجال الفن كانت بداية العودة للحلم،حيث شارك في مجموعة من المسلسلات المغربية كسلسلة ‘ساعة في جحيم’ الحبيبة امي’ مسلسل “ولادي” وسيت كوم جديد سيطلق قريبا ،ثم بعد التجربة المتراكمة وعدد الدورات التكوينة في مجال المسرح قرر الولوج الى المؤسسات التعليمية الخاصة حيث عمل كاستاذ لمادة المسرح ومنشط تربوي بعدة مؤسسات في مدينة بوزنيقة وبنسليمان،ثم بدأ ضخ دماء الحياة ليعيش على حلمه،اجتاز باكالوريا حرة علوم انسانية حصل من خلال على الشهادة التي كانت الأسرة تطالبه بهاّ، لكن هذه جاءت متأخرة فالسن حال دون ولوجه المعهد العالي للمسرح،بحث عن شعب قريبة لحلمه وقريبة لمدينته دون جدوى فقرر ان يتابع دراسته بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية تخصص علم الاجتماع،ومع اجتياح وباء كورونا للمغرب وللعالم وتأثر الاقتصاد فقد عمله كاستاذ فقرر البحث عن بديل،اشتغل كنادل و معد رياضي ..

ثم حاول أن يستقل بمشروعه الخاص بعد الحجر الصحي واشتغل كبائع متجول للملابس ثم بعد ذلك قرر ان يصمم عربة مجرورة لمشروع جديد كان اول من ادخله لمدينة بنسليمان مأكولات “هربل هربلو” جهد وعمل ودراسة في ذات الآن الى ان حصل على شهادة الإجازة في علم الاجتماع بميزة حسن “سنوات من العمل الجاد والبحث المضني عن القوت اليومي دون أن أطلب مساعدة من أحد لكن يبقى شغفي و ولعي بأبو الفنون كبيرا وسأعمل على تكريس كل جهدي على مواصلة تقديم كل ما أملك للرقي بأدائي المسرحي والتمثيلي “يقول ياسين مساعد.

ويختم حواره بقوله: “بامكانك انت ايضا ان تصل إلى ما تصبو إليه اذا امتلكت الفكرة والعزيمة والقوة والاصرار على النجاح ولكل مجتهد نصيب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *