مجتمع

بو علي: قاموس عيوش من عامية الخمارات ولا يستعملها الأسر

اعتبر فؤاد بو علي، رئيس الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية، أن قاموس عيوش “ليس من عامية المغاربة وليس عامية الملحون والطيب العلج والحراز وغيرها من التراث والكنوز المغربية، بل عامية الخمارات التي لا يمكن أن تستعمل عند الأسرة”.

وأضاف في حوار مصور مع جريدة “العمق”، أن ما قام به عيوش ليس تجميعا للدارجة المغربية، بل تجميع لبعض الأمور المطروحة في الشارع، وهو محاولة تجميع لكل ما يُلفظ، وهذه ليست دارجة، مشيرا إلى أن أخذ كلمة فرنسية وتقديمها على أنها دارجة مغربية “أمر غير منطقي في التمييز بين اللغات، فالعامية المغربية لها أصولها لكي نشتغل عليها”.

وتابع قوله: “المشكل ليس في المعجم بل في تصور عيوش الذي كان قد وعد بالصمت بعد فشله وهزيمته في الحوار مع الدكتور عبد الله العروي، لكنه الآن خرج بقاموس ووعود حول الدارجة، وهو ما يدل على أن الأمر لا يتعلق بالدارجة، بل بأمور أخرى التفسير السياسي هو الذي يجيب عنها”.

وأوضح أن “ما يقوله عيوش محاولة للتغطية والتستر على الأهداف الحقيقية لهذا المعجم”، مشيرا إلى أن “صحافيا طلب منه أن يقول الكلام الذي كتبه حواريوه في المعجم، ولم يستطع أن يلفظ به لأنه يعرف أن ما يقوله لا يمكن أن يكون جزءا من المعجم”، وفق تعبيره.

وشدد على أن مناقشة مسألة التلهيج من الجانب العلمي محسوم في أمرها، موضحا في هذا الشأن: “في أبسط الدراسات اللسانية نتحدث على نسقين لسانيين، النسق العالم الذي تمثله اللغة العالمة الرسمية في الاستعمال، وهي لغة الخطاب الديني والسياسي والتواصل الرسمي والتدريس والعلم والمعرفة، والنسق العامي وهو التواصل العامي واليومي عن طريق اللغة العامية، وعيوش لا يفهم هذا التمييز ولا يستوعبه عن وعي أو بدون وعي”.

وقال في نفس السياق: “عيوش لا يستوعب أنه لا يمكن أن نستبدل الوظائف بين النسقين العالم والعامي، وعليه أن يفهم أن التعليم في الدراسات اللسانية لا يكون إلا عن طريق اللغة العالمة”.

وأشار بو علي، أن ما قاله عيوش عن كون معجمه هو الأول في المغرب والعالم العربي غير صحيح، “فقد سبقه مستشرقون أبرزهم عراب الاستشراق الفرنسي كولن في المغرب ومجموعة من المجهودات التي فشلت في نقل العامية إلى أن تصبح لغة العلم والمعرفة”، حسب قوله.

واستدرك بالقول: “هذا لا ينفي قيمة العامية التي هي تراث المغاربة ويجب الحفاظ عليها وتطويرها والنقاش حولها، وجل المدافعين عن العربية لهم مجهودات طيبة حول العامية المغربية”.