سياسة

بلكبير: عودة بنكيران لقيادة البيجيدي لحظة فارقة في تاريخ العمل الحزبي بالمغرب

قال المحلل السياسي، عبد الصمد بلكبير، إن انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما جديدا لحزب العدالة والتنمية، خلفا لسعد الدين العثماني، “من حيث الشكل لحظة فارقة في تاريخ العمل الحزبي بالمغرب”، مضيفا أنها لحظة تاريخ الحزب والمجتمع والدولة المغربية.

وأضاف بلكبير ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن هذه المعركة تدخلت فيها عدد من الأطراف، فيها المجتمع والدولة، وانتهت بانتصار طرف على طرف، ولم يحل المشكل بالالتفاف عليه باسم التوافق، مضيفا أن وجوها فاضحة كشفت عن وجهها والمعركة حسمت بطريقة ديمقراطية.

وابرز المحلل السياسي، أن الذي انتصر بعودة بنكيران، هو العمل الحزبي، مضيفا أن الأحزاب الأخرى في وضعية فاضحة لأنها ليست لديها مثل هذه الصراعات، بل زعماؤها يأتون من الأعلى بـ”البارشوت”، أو تكون هناك مؤامرات داخلية وتكون فيها أصابع الدولة واضحة، أما في معركة عودة بنكيران فقد “كانت أصابع الدولة ولكن فشلت”.

وبحسب بلكبير، فإن الوضوح في العمل السياسي والتشبث بالمبادئ هو الذي انتصر على الانتهازية، مضيفا أن هذه هي خصوصية بنكيران لديه مبادئ ثابتة، وعودته لقيادة حزب العدالة والتنمية هو انتصار لقيمة الشجاعة على الجبن والانتهازية.

وتابع، أن عودة بنكيران، من المفروض أن تكون قدوة لباقي الأحزاب السياسية، مؤكدا أن هذه اللحظة أيضا مهمة في تاريخ علاقة السياسي بالدين والعقيدة والأخلاق، لأن التجربة السابقة للعثماني أظهرت بأن السياسة بدل أن تستفيد من الدين أصبحت مضرة به، بينما الآن استرجع الإسلام استقلاله عن أية سياسة.

بل يمكن له في المرحلة المقبلة، يضيف بلكبير، أن يعيد الاعتبار للأخلاق في العمل السياسي، مردفا بالقول: “نحن نلاحظ أن بنكيران في الخطابات السابقة دائما يركز على هذا الجانب، ولم يكن دائما مستعجلا، بل يقول دائما لإخوانه انتظروا وتذكروا كيف انطلقنا ومن أجل ماذا انطلقنا، وأنه كنا مرتبطين بقضية ربط الأرض بالسماء والحاضر بالماضي وربط المصالح بالمبادئ”.

وأردف أن “الفرق بين بنكيران والعثماني، هو أن الأول ينتصر للبعد الوطني في الدين على حساب البعد العولمي، فين حين أن العثماني عولمي، وذلك عندما كان وزيرا للخارجية كان ضد العروبة والعربية، في حين أن بنكيران جوهري، وسياسته قويمة لأنه ينطلق من الدفاع عن الوطن ويفهم الدين بأنه لا يتناقض مع الوطنية”.

وزاد، أن عودة بنكيران هو انتصار للأيديولوجية المؤولة للدين تأويلا وطنيا على الإيديولوجية المؤولة للدين تأويلا عولمي، وهذا الحدث، بحسب بلكبير، “مهم جدا وأتمنى أن يتسرب إلى الجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا والعراق لان للأسف الإسلام السياسي أسوء ما فيه هو البعد العولمي وهذا الجانب نجح بنكيران وباها في التخلص منه”.

قبل أن يشير بلكبير إلى أن “البعد العولمي استطاع أن ينتصر عليه مؤقتا وفشل فشلا ذريعا، وقال بأن الشعب لا يريد للإسلام أن يكون له دور في السياسة، ولكن باحترام قواعد العمل السياسي التي تعتبر اليوم بأن الاستعمار هو العدو، وبأن الإسلام يجب أن يعمل على وحدة الشعوب والدول والأراضي ولا يشتغل على حساب لمصلحة الرأسمال العولمي الامبريالي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • SALAH MARYAMI
    منذ 3 سنوات

    Entièrement ravi de votre retour au PJD ...!!!,

  • ALBERT المراكشي
    منذ 3 سنوات

    قال بلكبير:[ ..... زعماؤها يأتون من الأعلى بـ”البارشوت”، أو تكون هناك مؤامرات داخلية وتكون فيها أصابع الدولة واضحة، أما في معركة عودة بنكيران فقد “كانت أصابع الدولة ولكن فشلت” ] قلت: هذا كان واضحا أيضا لما حمل الأمين العام السابق على أكتاف أعوان/الدولة 2016 ليصبح أمينا عاما... رغم عجزه عن المنصب لكن كانت هناك ارادة لتخريب الحزب من داخله...