سياسة

الخليفة: انتخاب بنكيران أثبت قوة تنظيم البيجيدي .. والحزب قادر على استرداد مكانته بسهولة

اعتبر القيادي الاستقلالي مولاي امحمد الخليفة، أن انتخاب عبد الإله ابن كيران أمينا عاما جديدا لحزب العدالة والتنمية، أثبت أن الحزب “بقيادة مجلسه الوطني استطاع أن يقدم الدليل والبرهان إن كان يحتاج الأمر إلى دليل على أنه حزب منظم كأقوى ما يكون التنظيم”.

وأبرز الخليفة في تصريح خاص لجريدة “العمق”، أن “من يتتبع مسارات الحقل السياسي المغربي لم يكن واردا كمنقذ ما بعد 8 شتنبر ولم شتات هذا الحزب إلا شخص في مثل كارزمية عبد الإله بنكيران”، معتبرا أن الأخير “تحمل ما لم يتحمله سياسي مغربي، فيما أعلم، طيلة 4 سنوات من الجلوس في بيته لا يتدخل إلا عندما تصل السكين إلى العظم من الناحية السياسية”، وفق تعبيره.

وأضاف أنه “شخصيا كان يساورني شك في هزيمة العدالة والتنمية يوم 8 شتنبر، وكان يساورني شك في هل هذا الحزب بإمكانه أن يخرج من هذا القمقم الذي وُضع فيه. ولكن ما تتبعه أمس في المجلس الوطني والنتائج التي أظهرها تكشف بأن هذا الحزب لا يزال في عنفوانه ولا يزال على مبادئه ولا يزال يتشبث بشخوصه الأقوياء الذين يحتاجون إليهم”.

وفيما يلي نص التصريح الكامل:

بكل صراحة لم يكن في الإمكان أبدع مما كان. حزب العدالة والتنمية بقيادة مجلسه الوطني استطاع أن يقدم الدليل والبرهان إن كان يحتاج الأمر إلى دليل على أنه حزب منظم كأقوى ما يكون التنظيم، برجالات يقدرون مسؤوليتهم، ولكن اليوم قدروا مسؤولية تاريخية، فإما أن يذهبوا لإعادة مجد حزبهم، أو إما أن ينهوا مسار حزب سيكون للأسف لم يعمر طويلا في الخريطة السياسية.

وهكذا بكل موضوعية لمن يتتبع مسارات الحقل السياسي المغربي لم يكن واردا كمنقذ ما بعد 8 شتنبر ولم شتات هذا الحزب إلا شخص في مثل كارزمية الأخ عبد الإله بنكيران. واعتقد بأن الأستاذ عبد الإله بنكيران تحمل ما لم يتحمله سياسي مغربي فيما أعلم طيلة 4 سنوات من الجلوس في بيته لا يتدخل إلا عندما تصل السكين إلى العظم من الناحية السياسية، وبالتالي هذا النوع من الصبر بالنسبة لقائد سياسي هو وحده يفسر لنا لماذا كان هذا ما يشبه الإجماع من المجلس الوطني على كارزمية لا يتوفر عليها أحد في الحزب غيره.

ومن هنا أنا أقول أن هذا الحزب لم يكن يستحق المصير الذي وصل اليه في 8 شتنبر. والأكيد أن هذا الوعي الصارم والصادق الذي برهنت عليه القيادة التي تفصل نهائيا في كل ما يتعلق بمسار الحزب، دفعتهم إلى أن يُوفّقوا اليوم في انتخاب قيادة جديدة قادرة وفاعلة ومتمكنة وعارفة بأن استعادة المسار الجميل والقوي للعدالة والتنمية يقتضي أن يكون عبد الإله بنكيران في القيادة وذلك في مستوى الحدث الأليم الذي عرفه الحزب في 8 شتنبر، وكذلك أيضا في مستوى تطلعات هذا الحزب.

هل بإمكان الحزب أن يتصدر المشهد السياسي من جديد بعدما مر به من ظروف؟

شخصيا كان يساورني شك في هزيمة العدالة والتنمية يوم 8 شتنبر، وكان يساورني شك في هل هذا الحزب بإمكانه أن يخرج من هذا القمقم الذي وُضع فيه. ولكن ما تتبعه أمس في المجلس الوطني والنتائج التي أظهرها تكشف بأن هذا الحزب لا يزال في عنفوانه ولا يزال على مبادئه ولا يزال يتشبث بشخوصه الأقوياء الذين يحتاجون إليهم.

وبالتالي فأنا أرى أنه إذا توفرت قيادة قوية إلى جانب عبد الإله بنكيران، يمكن القول بأن هذا الحزب إذا توفرت لهذه القيادة الشجاعة الأدبية الكافية ولطف وصنع في التدبير وكذلك التماسك القوي، بمعنى أنه يجب أن نطرد لعنة الماضي وأن نحاول جمع الصف للجميع. ويجب أن نتوسم بأنه الكل في العدالة والتنمية لم يكن يعمل إلا لمصلحة الحزب ولكن وقعت الأخطاء وبالتالي جمع الشمل وأن نقول بأننا أبناء اليوم.

بطبيعة الحال يمكن استعادة قوة الحزب عبر وضع خريطة طريق لاستعادة المبادرات داخل البرلمان بتأطير قوي للبرلمانيين الذين يحتاجون إلى تأطير فكري وثقافي وسياسي من أجل أن يظهر بأنه لم يفقد أحد من أعضائه، وكذا إذا استطعنا داخل المجتمع، وهذا لابد له من برامج، الاتصال المباشر مع الشعب المغربي وشرح ما وقع. أعتقد بأن الحزب قادر على استرداد مكانته بسهولة لأنه بين الانتخابات والانتخابات 5 سنوات، 3 منها هي التي تمارس فيها الحكومة أشغالها بأريحية وبهدوء، ولكن السنة الأخيرتين تكون كلها حملة انتخابية، والعدالة والتنمية المطلوب منها في السنتين الأوليتين ليس استعادة أو استرداد الثقة، بل أن تشرح ما وقع باللغة اللازمة والتبصر اللازم للشعب المغربي، الذي ولو كانت فيه الأمية الأبجدية إلا أنه شعب مسيس من أخمص قدميه إلى قمة رأسه.

وبالتالي فإنه واع بالظروف التي مرت فيها الانتخابات وسيكون واعيا عندما تُقدم له الشروح وبالتالي فإن استرداد الحزب مكانته هو بأيدي أبناء الحزب اليوم. أما الشعب المغربي فهو واع سياسا بكل شيء ولكن يجب الشرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *