سياسة

بعد عودته لقيادة المصباح.. هل يصلح ابن كيران ما أفسدته انتخابات 8 شتنبر؟

أعاد انتخاب عبد الإله بنكيران عل رأس حزب العدالة والتنمية خلال المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد السبت الماضي،  النقاش حول مدى قدرته على إعادة بناء الحزب وتجاوز ما أفسدته انتخابات الثامن من شتنبر الماضي، خاصة بعد الاتهامات المتبادلة بين قياديين داخل الحزب بخصوص النتائج المتدنية التي حصل عليها حزب المصباح.

وفي الوقت الذي يرى العديد من مؤيدي “الزعيم” أن هذه العودة جاءت في الوقت المناسب، خصوصا بعد ولايتين حكوميتين أفقدتا الحزب قاعدة انتخابية كبيرة، يرى متتبعون أن الرهان على شخصية بنكيران وخطابه “الشعبوي” رهان خاسر، لأن هذا الطريقة أصبحت متجاوزة، وفق تعابيرهم.

وفي هذا السياق، أوضح  أستاذ القانون العام بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، رشيد عدنان، أن إعادة انتخاب بنكيران على رأس الأمانة العامة للحزب تعبير عن عدم الرضا داخل مكونات هذا التنظيم على المرحلة التي قاده فيها العثماني والذي تعتبره، ضمنيا، المسؤول عن الوضع الحالي للحزب.

وبالرغم من ذلك، استبعد المحلل السياسي رشد عدنان أن تكون لعودة بنكيران نتائج إيجابية على الحزب، رغم ما يعتقده مناصرو بنكيران، كونه هو وحده القادر على إعادة بناء الحزب، بالنظر إلى الشخصية الفريدة التي يتمع بها، والتي تجعله مؤهلا أكثر من غيره على الدخول في مواجهات مع خصومه ومنافسيه السياسين.

وقال عدنان في تصريح لجريدة “العمق”: “لا أظن أن اعتقاد مناصري بنكيران ستكون له نتائجه التي ينتظرونها، بل إنني أعتبره آخر مسمار يدق في نعش هذا الحزب على اعتبار أن عددا من الاجراءات “السيئة” التي طبعت مغرب ما بعد دستور 2011 قد أصبحت لصيقة بالرجل، والتي نجح الاعلام “الشعبي” في تكريسها والترويج لها على أوسع نطاق”.

وأضاف المتحدث سببا ثانيا هو عدم القدرة الحزب، الذي ادعى الديمقراطية الداخلية، على إفراز نخبة سياسية متميزة قادرة على خلق الفارق، أي لها القدرة على تولي زمام هذا الحزب في الوقت الحالي وفي المستقبل، وهو ما أمكن معه القول إن النموذج السياسي للعدالة والتنمية قد أصبح متجاوزا، وعلى مناصريه البحث عن بديل سياسي آخر إذا رغبوا في البقاء.

وفي سياق متصل، أشاد الأستاذ الجامعي باستقالة الامانة العامة السابقة التي عبرت بذلك عن تحمل مسؤولية ما آل إليه الحزب بعد انتخابات 8 شتنبر، وفي الوقت نفسه جاءت كتعبير عن نضج سياسي لدى تلك القيادة، بغض النظر عن أي نقاش جانبي، بل بالنظر إلى التجربة في سياقها السياسي العام.

بدوره، قلل المحلل السياسي أمين السعيد في تصريح لجريدة “العمق” من تأثير عودة بنكيران على الحزب.

وعزا السعيد ذلك إلى مجموعة من الأسباب، أهمها تصدع بنية الحزب نتيجة الاحتكاكات الداخلية المرتبطة بعلاقة الحزب بالقواعد وكذا حصيلته الانتخابية الأخيرة وخطابه على مدى الفترة التي كان يقود خلالها الحكومة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري أن الأداء المتواضع للأحزاب “الإسلامية” التي تولت تدبير الشأن العام بالعديد من الدول بيما فيها المغرب، يؤكد أن عودة بنكيران هي عودة عادية جدا “ولا ينبغي أن نتعامل معها بنوع من الانبهار أو الإعجاب أو الانتظارية”.

وأشار السعيد إلى أنه من الصعب أن يعود حزب العدالة والتنمية لتصدر المشهد السياسي، لكنه استبعد تذيله نتائج الانتخابات مع عودة بنكيران، وسيكون في مراتب وسطى، ولن يظل مؤثرا كما كان في السابق، بحسب تعبيره.

أما المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بلال التليدي، فقد صرح بأن من منحوا أصواتهم خلال المؤتمر الأخير لعبد الإله بنكيران فإنهم يؤملون في الأخير القدرة على إخراج الحزب من هذه “الورطة” والرجوع بالحزب للعب دوره في الساحة السياسية، ولما لا تحقيق نتائج انتخابية مهمة في الانتخابات المقبلة.

وأوضح التليدي في تصريح لجريدة العمق أن “انتخاب عبد الاله بنكيران هو انتخاب سياسي بحكم أن هناك تقييما عاما حول طبيعة المرحلة السابقة وأسباب الفشل الانتخابي، وهذا التقييم ترتب عنه تصويت واعي في اتجاه الأستاذ بنكيران لأنه لم يتلبس بحيثيات المرحلة السابقة بل كان منتقدا لها، وفق تعبيره.

وفي سياق متصل، أبرز التليدي أن المؤتمر الاستثنائي للحزب دليل على أن الحزب حافظ على وحدته وتماسكه الداخلي وأن جوابه التنظيمي لا زال يراهن عليه في تجاوز الإشكالات التي تتهدد بيته، مضيفا أن الديمقراطية الداخلية لا زالت تتمتع بمنسوب عال من الصلابة وأنها تسعف الحزب في تقديم الإجابات الضرورية للخروج من الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *