مجتمع

تطوان: مراكز صحية بدون طبيب وإنهاك كبير للأطر.. أطباء يروون معاناتهم ويطالبون بالتدخل

وزير الصحة خالد أيت الطالب مدير مستشفى سانية الرمل

كشف أطباء بإقليم تطوان، معاناتهم اليومية بسبب الخصاص الكبير في الموارد البشرية على المستوى الإقليمي، خاصة بمستشفى “سانية الرمل”، مشيرين إلى أن هناك مجموعة من المراكز الصحية بدون أي طبيب، في حين تواجه مصلحة المستعجلات الضغط الحاصل عليها بطبيب واحد لأزيد من 600 ألف نسمة.

وبحسب طبيب يعمل في تطوان، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى وجود حيف كبير بخصوص المناصب المخصصة لإقليم تطوان من حيث الأطباء والممرضين خلال السنوات الأخيرة، منتقدا ما أسماه سياسة “تفضيل جهة على أخرى، وتفضيل إقليم على آخر داخل نفس الجهة”.

وفي هذا الصدد، راسل المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، المندوب الإقليمي للصحة بتطوان، من أجل طلب لقاء عاجل للنظر في “النقص الخطير” في الموارد البشرية على مستوى الإقليم، مطالبا بإيجاد حل جذري وعاجل لهذه المعظلة “تفاديا لانفجار للوضع الصحي”.

وقالت النقابة المذكورة في مراسلتها إلى المندوب الإقليمي للصحة، تتوفر “العمق” على نسخة منها، إن النقص الخطير في الأطباء والممرضين بإقليم تطوان، يحول دون السير العادي للعمل بالمؤسسات الصحية، مشيرة إلى أن ذلك تجلى في “الإقصاء” الذي يتعرض له الإقليم منذ سنوات ولازال مستمرا إلى الآن.

أمين الوالي، عضو المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتطوان، قال إن هناك مراكز صحية عديدة على مستوى الإقليم تعمل بدون طبيب، ومراكز أخرى مخصصة لأكثر من 30 ألف نسمة تعمل بطبيب وحيد.

وأشار الوالي في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن الحركة الانتقالية المجمدة بسبب عدم وفود أطباء جدد، ضاعفت من حجم معاناة الأطر الصحية، وجعلت أطباء يعملون بمناطق نائية لأكثر من 15 سنة، ولا يستطيعون الانتقال والالتحاق بذويهم.

وروى الطبيب الوالي معاناة الأطر الصحية في ظل الخصاص الكبير في الموارد البشرية على مستوى الإقليم، لافتا إلى أن مراسلة النقابة للمندوب الإقليمي للصحة تأتي بعد انتظار دام سنوات عديدة لحل مشكل الخصاص، تنظاف إليه مشاكل أخرى بالجملة يعرفها القطاع الصحي بتطوان.

وأوضح المتحدث أنه طيلة السنوات الأخيرة، قامت النقابة بعقد عدة اجتماعات مع المندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية للصحة، لمناقشة “الحيف الكبير الذي يتعرض له الإقليم بخصوص حرمانه من الموارد البشرية من أطباء وممرضين، عبرنا فيها عن رفضنا لهذا الحيف بوقفات احتجاجات ومراسلات وبيانات”.

وأضاف: “انشغلنا بعدها بفترة الوباء وحملة التلقيح، حيث أبانت هذه الأطر عن روح المسؤولية رغم قلتها، حيث عمل كل إطار بعمل 4 أطر، بالرغم من ضغط العمل الكبير وغياب ظروف الاشتغال التي تحترم الشروط العلمية، دون الحديث عن غياب التحفيزات”.

ولفت الطبيب ذاته، إلى أن هذا الوضع تسبب في إنهاك وظيفي ونفسيوبدني كبير للأطر الصحية، أطباء وممرضين، في ظل تناقص كبير في عددهم دون تعويضهم أو تدارك الوضع ولو بشكل تدريجي، وهو ما أثر ويؤثر على السير العادي بجميع المؤسسات الصحية، حسب قوله.

واعتبر أن هذه الأوضاع دفعت النقابة إلى طلب عقد لقاء عاجل مع المندوب الإقليمي “لتدارك ما يمكن تداركه بخصوص النقص الخاص في الموارد البشرية، والذي يؤثر على المواطن مباشرة من خلاله تأثيره على الخدمات المقدمة له، وعلى الأطر من خلال ضغط عمل كبير يؤدي إلى إنهاك يؤثر على مردوديتهم”.

وشدد على أن الاجتماع سيكون عبارة عن مساءلة للإدارة المحلية حول الخصاص الكبير للموارد البشرية الذي يعاني منه إقليم تطوان أكثر من غيره من الأقاليم، مردفا بالقول: “نتمنى أن تجد الإدارة حلال عاجلا في الاجتماع القادم، وليس ككل مرة برمي الكرة في ملعب الوزارة أو المديرية الجهوية”.

ويرى الوالي أن المتضرر الأول يبقى هو الطبيب ومعه باقي الأطر الصحية، لكن المتضرر الأكبر هو المواطن عندما يجد المؤسسات الصحية تتناقص ويتناقض عدد أطبائها وممرضيها، وتزداد في المقابل مهامهم في ظل تخاذل غير مفهوم للمندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *