وجهة نظر

العدالة والتنمية: سياسات الفشل

انتخب السيد بن كيران امينا عاما لحزب العدالة والتنمية الجديد. اقول الجديد لأنه حزب ولد بعد مسار انتخابي وعر وصعب اختبر فيه الحزب قوته ،فخارت وأنزلق الحزب الى مراتب احزاب الاتحاد الدستوري و الحزب الليبرالي وفيدرالية اليسار .

تعود اسباب الهزيمة او الإنتكاسة لما تعرض له الحزب من هجمة وهبة شعبية لردعه ورفض مخططاته التي أسهمت في ضرب القدرات الشرائية للمواطن المغربي .
كان المواطن جد سعيد بوجود وجوه مثل بن كيران والعثماني والداودي ،لكن مالبث المواطن ان يئس من سياسات الحزب التي لم تكن صائبة ولم يترجم شعاراته على الواقع بل اختار صناعة سياسات اهتمت بمصالح الحزب الضيقة .

اذكر هنا كيف عمل الحزب على توطين مؤيديه داخل الادارات العليا وفي جنوب المغرب يكفي ان تتعرف على الوجوه التي تتواجد بمراكز التربية والتكوين لتتعرف على خدع الحزب وحركته ونقابته.

شعارات الحزب التي رفعت عام 2011 وشكلت ورقة للضغط على الدولة ،تخلى عنها الحزب وعاد ليردد شعار “للضرورة احكام ” وهو الشعار الذي سيولد شعار بن كيران ” عفا الله عما سلف” .

على ذكر بن كيران لم يكن واضحا كما يزعم بل استخدم أسلوب التهريج لكسب المزيد من التعاطف داخل حزب وخارجه. ومع ذلك لم يوفق، إذ خرج الى العيان صراعات داخلية مثيرة واصوات تدعو للتغيير .

من يحارب التغيير داخل الحزب ؟

استمر العثماني على نهج سلفه مع وجود فارق بسيط هو الصمت الذي طبع سياسات العثماني وكأنه التزام منه بعدم البوح او التكلم أثناء ممارسته للوزارة الأولى .

لم يكن من عادات العثماني الصمت .فلا الحزب يقبل الساكت ولكن آلية السلطة واعرافها ببلادنا تتطلب ابتعاد رئيس الحكومة عن اصدار التصريحات مع زهد في علاقته مع الاعلام .وهذا لم يكن من ابجديات بن كيران الواقع تحت تأثير الخطابات الديماغوجية التي يتقنها ويسعى دائما لاستحضارها لدغدغة مشاعر أبناء الحزب والشعب معا.

أدرك الشعب الان أن خطابات بن كيران فقدت ذلك البريق ولا أمل له الآن سوى مراجعة حساباته ولو بخطوات عملية واخلاقية منها الاعتراف بمغازلة الشعب لاهداف إنتخابية لا غير.

يقل الاهتمام الحزبي بالتغيير .فلا وجود لمناضل يملك القدرة على حمل لواء المواجهة والمراجعة وعودة بن كيران ستسهل عملية عودة الكل للنضال .نضال يعيد نفس الوجود وبنفس الخطابات والسلوكيات، فلا يمكن للحزب ان يتغير ولن يقدر على ممارسة التغيير او إحداثه طالما سيطرت فكرة حركة الإصلاح والتوحيد على زمام السلطة .

محمد الاغظف بوية كاتب وباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *