خارج الحدود

موجة جديدة من “كورونا” تدفع دولا أوروبية نحو تشديد الإجراءات الاحترازية

فطامة الزهراء العرش – صحافية متدربة

شهدت العديد من الدول الأوروبية ارتفاعا في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بفعل موجة جديدة تجتاحها، حيث اقترب عدد الإصابات إلى حدود أمس الخميس من 256 مليون إصابة، مما دفعها لتشديد الإجراءات مرة أخرى ووصفها للوضع بالمأساوي.

وحسب وكالة رويترز الأمريكية، فإن أوروبا تمثل أكثر من نصف الإصابات في متوسط 7 أيام على مستوى العالم، ونحو نصف الوفيات في الفترة نفسها، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020 عندما اجتاح الفيروس إيطاليا أول مرة.

ويعزى ذلك حسب الوكالة، إلى ضعف الإقبال على تلقي اللقاحات، حيث أنه لم يحصل سوى 68 في المائة من مواطني دول أروبا الأكثر سكانا على اللقاح بالكامل، وهو ما يقل عن المتوسط في أروبا الغربية بسبب التردد الذي يعرقل حملات التطعيم ، بينما لم يتلقى سوى 5 في المائة من السكان جرعة معززة.

ووفقا لموقع “ورلد متر” المتخصص في رصد كل الإحصاءات الخاصة بالفيروس، فإن عدد الوفايات قد بلغ أكثر من 5 ملايين و142 ألف وفاة، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح التي جرى إعطاءها أكثر من 7 مليارات و562 مليون جرعة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تضرب فيه موجة جديدة عددا من الدول الأوروبية، وفي هذا الإطار قررت العديد من الدول الأروبية تشديد الإجراءات وحث مواطنيها  أخذ اللقاحات والالتزام بمجموعة من التدابير الاحترازية، بعدما كانت الوكالة الأوروبية لمحاربة الأمراض قد حذرت الجمعة الماضي نحو 20 دولة أروبية من انتكاسة جديدة للوباء، ووصفت الوضع فيها بالمقلق، ومن هذه الدول، روسيا، بلجيكا، ألمانيا وفرنسا.

إصابات جديدة وتدابير احترازية

مع استمرار تفشي الجائحة ورفض المواطنين تلقي اللقاح، سجلت روسيا حصيلة قياسية جديدة حيث تم تسجيل 1251 وفاة جديدة بفيروس كورونا، خلال 24 ساعة الماضية، وهو مستوى قياسي لم يسبق له مثيل مند بداية الجائحة.

وجاء في بيان مقر عمليات مكافحة فيروس كورونا المستجد في روسيا، أمس الخميس، أن فريق العمل الحكومي المعني بفيروس كورونا سجل 37 ألفا و374 حالة إصابة على مستوى البلاد. وحسب البيان يعتبر هذا أقل عدد مسجل مقارنة بعدد الإصابات التي بلغت 41 ألفا و335 حالة في السادس من نونبر الجاري.

وذكر البيان أن العاصمة الروسية موسكو قد سجلت العدد الأكبر في عدد الإصابات حيث بلغ 4062 و 94 حالة وفاة  خلال 24 ساعة الماضية. كما يشار إلى أن روسيا سجلت يوم السبت الماضي أعلى معدل وفيات يومية وذلك بإحصاء 1241 حالة وفاة.

وكانت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا غوليكوفا، قد أعلنت الجمعة الماضي، أن الوضع بخصوص تطور الجائحة في روسيا صعب للغاية. حيث فرضت السلطات الروسية عطلة رسمية عن العمل مدفوعة الأجر بدأت نهاية شهر أكتوبر الماضي وانتهت في 7 من شهر نونبر الجاري في مسعى منها للحد من تفشي جائحة كورونا.

في السياق نفسه  قررت الحكومة البلجيكية إعادة العمل بالعديد من القيود للحد من انتشار فيروس كورونا التي كانت قد رفعتها في الفترة الماضية وذلك بعد الموجة الجديدة التي شهدتها في ارتفاع حالات عدد المصابين التي تصل للمستشفيات.

ويشمل ذلك، ارتداء الكمامات في الأماكن العامة وكذلك عودة العمل عن بعد، وقالت الحكومة البلجيكية أن العمل بهذه الإجراءات سيستمر حتى منتصف دجنبر المقبل.

من جانبه قال “رودري فيلفورت” عمدة مدينة بروكسل، إن معدلات الإصابة تتزايد في كل أنحاء البلاد ، ومنه يستوجب على السلطات اتخاد عدد من التدابير الضرورية من بينها أخد اللقاح المضاد للفايروس، مضيفا بأن الأرقام الخاصة بالتلقيح ليست مرضية، مطالبا كافة المواطنين بالحصول على اللقاح حتى يتسنى الخروج من هذه الموجة.

وضع مأساوي

وبالنسبة لألمانيا، فقد وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وضع جائحة فيروس كورونا في ألمانيا، بالمأساوي، داعية إلى الإسراع في أخد الجرعات المعززة من اللقاحات، كما ناشدت المتشككين في اللقاح تغيير آرائهم.

وقالت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها في مؤتمر لرؤساء بلديات المدن الألمانية المنعقد الأربعاء المنصرم، “لم يفت الأوان بعد لأخد الجرعة الأولى من اللقاح” ، مضيفة بأن “الذين يحصلون على اللقاح يحمون أنفسهم والآخرين” ، مأكدة على أن المخرج الوحيد من الجائحة هو تطعيم عدد كاف من الناس.

وأفاذت بيانات معهد “روبرت كوخ” للأمراض المعدية ، بأن السلطات الصحية سجلت 65 ألفا و 371 إصابة جديدة بكورونا إلى حدود يوم أمس الخميس ، وهو مايعتبر قفزة بمقدار الثلث كأعلى حصيلة يومية مقارنة بالأسبوع الماضي، لتبلغ الإصابات اليومية رقما قياسيا. بينما توفي 294 شخصا ، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 98274. في الوقت الذي تشدد فيه الموجة الرابعة من الجائحة قبضتها على أروبا.

وتعد هذه المرة الأولى في ألمانيا التي يبلغ فيها عدد الإصابات أكثر من 60 ألف إصابة مند بدء تفشي الفيروس بالبلاد، في حين يحذر المعهد الألماني بأن هذه الأرقام يمكن أن تكون أكثر من ذلك فعليا، وفق ما نقلته صحيفة “دوتشه فيله” الألمانية.

فرنسا تنصح بالعمل من المنزل

وفق  وكالة “رويترز”، فإن الحكومات في مختلف أرجاء العالم قد استخدمت العمل من المنزل سبيلا للحد من انتشار فيروس كورونا، على الرغم من أن العمل من المنزل أثر على النشاط الاقتصادي بسبب تواجد أعداد أقل من الناس في المتاجر والشركات في المناطق التجارية.

وفي هذا السياق قال جان فرانسوا دلفريسي، كبير المستشارين العلميين للحكومة الفرنسية، إنه لا يمكنه استبعاد أن تطلب الحكومة من الشركات مرة أخرى التوسع في العمل من المنزل مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في فرنسا.

وقال دلفريسي، الأربعاء الماضي، لإذاعة “فرانس إنتير”، ردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة قد توصي أصحاب الأعمال مرة أخرى بأن يعمل موظفوهم من المنزل،” نعم في الأغلب..العمل من المنزل إحدى الأدوات المتاحة لدينا”.

ويشار إلى أن وزارة الصحة الفرنسية قد سجلت  19778 حالة إصابة جديدة، إلى حدود يوم الأربعاء الماضي ، وهي أعلى زيادة في 24 ساعة مند 25 غشت الماضي، ليصل إجمالي الإصابات بفرنسا مند بداية الجائحة 7.3 مليون إصابة، ويبلغ عدد الوفيات 91345 وفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *