أخبار الساعة

اللوز يطرب المكناسيين ويعد بمزيد من العطاء

كان الجمهور المكناسي ليلة أمس السبت على موعد مع سهرة احتفالية شعبية بدار الثقافة محمد المنوني، حضرت فيها ألوان موسيقية مختلفة، تراوحت بين الشعبي والعيطة وحمادشة والدقة العيساوية، وذلك بحضور فرقة مجموعة حمادشة الفاسية بقيادة عبدالرحيم العمراني وبمشاركة الأمريكي جون فيا، إلى جانب الطائفة العيساوية الأخوين بقيادة عبد الصمد الهادف، وأيضا فرقة مكرم هذه الدورة، مجموعة الفنان محمد اللوز.

واختارت المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بمكناس خلال الدورة الثانية من ملتقى مكناس للموسيقيين، الاحتفاء بالآلات الإيقاعية، وكرمت وجها من وجوه المشهد الفني المغربي الشعبي، محمد اللوز، الذي اعتبر أن “هذا الاحتفاء مؤثر للغاية، خاصة أن الملتقى اختار هذه السنة الاحتفاء بالإيقاع وجعل شعار الدورة “الإيقاع… نبض الحياة” وهو فعلا ما أحسه اتجاه كل الآلات الإيقاعية خاصة تلك التي لا تفارقني”، يقول المكرم.

ويضيف اللوز قائلا “صحيح أنا أغني وأمثل في المسرح والتلفزيون وأقوم بأشياء عدة في المجال الفني، لكن أحب الأعمال الفنية إلى قلبي هو العزف على الآلات الإيقاعية، وأسعدني كثيرا احتفاء الجمهور المكناسي بي، وفرحته العارمة بلقائي بعد طول غياب، كما أني فرح للغاية بتجاوبه مع موسيقاي وأغاني القديمة منها والجديدة، وهو ما يدفعني لمزيد من العطاء”.

الاحتفاء باللوز، جاء حسب المدير الإقليمي للثقافة بمكناس، عبد الرحيم البرطيع، “بعد تخصيص الدورة الثانية من ملتقى مكناس للموسيقيين للاحتفاء بتراثنا المغربي الأصيل، خاصة منه ذلك الذي يعتمد على الآلات الإيقاعية، وكان الاحتفاء باللوز إضافة خاصة جاءت بها هذه الدورة، إذ استحق هذا الإنسان الذي يعتبر فنانا شاملا تكريما من نوع خاص، إذ أنه غنى التراث المغربي وكتب كلمات أغانيه المغربية وعزف على مختلف الآلات الموسيقية، وهو أيضا ممثل مسرحي وتلفزيوني وسينمائي معروف، ألفه الجمهور المغربي”.

ومن لحظات السهرة الممتعة، دقائق طويلة استطاع خلالها اللوز رفقة فرقته التي أسسها بعد انسلاخه عن فرقته الأم تكادة، أن يقود الجمهور المكناسي صوب عالمه الذي لا يشفى غليله فيه سوى بقرع الدربوكة والكونكاس بطريقة تؤكد لمتتبع السهرة أن هيامه بهما أزلي، مؤديا مقطوعات موسيقية أحيانا، ومنغمسا في ترديد كلمات أغانيه الشعبية القديمة والحديثة، المستوحاة من تراث العيطة الشعبي.
كما اختار المنظمون استدعاء فرق شعبية تحمل هم التراث وتحافظ عليه في ليلة تكريم اللوز، ومنها فرقة الطائفة العيساوية الأخوين، بقيادة عبدالصمد الهادف، بالإضافة إلى مجموعة حمادشة فاس التي يقودها عبد الرحيم العمراني ويشاركه في ذلك الأمريكي جون فيا، الذي أبهر الجمهور باندماجه في الفرقة التراثية وأدائه لمقطوعات موسيقية غريبة عبر آلته الأسترالية الأصول والشبيهة بالغيطة المغربية.

جون اعتبر أن لقاء الجمهور المغربي دائما ما يشكل له مناسبة مفرحة، وأن لقاءه برئيس الفرقة العمراني منذ سنة 2007 عند قدومه للمغرب من أجل إجراء بحث حول الموسيقى هو من اقتاده لاحترافها إلى جانب الفرقة، وهو ما سيقوده لإنهاء بحثه الأكاديمي وتقديمه بأمريكا ليعود بعد ذلك لحياة الموسيقى الحمدوشية التي يسعى العمراني للحفاظ عليها عبر فرقته التراثية، الحاضنة للكثير من الأجانب الباحثين في الموسيقى بالإضافة إلى جون الأمريكي.