مجتمع

الأمم المتحدة: المغرب على السكة الصحيحة للقضاء على “السيدا” بحلول 2030

كشف مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية بالمغرب، كمال العلمي، أن المملكة المغربية تسير على السكة الصحيحة من أجل القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية “السيدا” بحلول سنة 2030.

وقال المسؤول في الأمم المتحدة خلال حوار مع القناة الإخبارية “إم 24” التابعة لوكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة “السيدا”، إن المغرب يُعد دولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكافحة “السيدا”.

وأوضح العلمي أن هذا الأمر يأتي بفضل “سنوات عديدة من الالتزام السياسي، وشراكة نشطة للغاية بين الحكومة ووزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن تبني مقاربة قائمة على حقوق الإنسان بمشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان”.

وأضاف المتحدث أن المغرب الذي نجح في تقليص الإصابات الجديدة وحالات الوفاة إلى حوالي 50 في المائة بين سنتي 2010 و2020، يعتبر من ضمن الدول التي تحرز تقدما كبيرا في الاستجابة لمحاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة.

ويقدم برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس “السيدا”، الدعم والمواكبة للشركاء الوطنيين في مختلف البرامج التي يضطلع بها المغرب، بما في ذلك وقاية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وخارطة الطريق للقضاء على انتقاله من الأم إلى الطفل، وبرنامج الحد من الضرر على متعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

وبلغ عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات ضد “السيدا”، 17 ألف مغربي في يونيو 2021، وذلك ضمن جهود يدعمها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية “السيدا” بشراكة مع وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني.

وفي هذا الصدد، أوضح العلمي أن العالم حقق تقدما كبيرا في مجال مكافحة السيدا، منذ سنة 2010، حيث تبرز أحدث التقديرات انخفاضا بنسبة 30 في المائة في عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية وانخفاضا بنسبة 47 في المائة في عدد الوفيات منذ عام 2010.

ورغم أن الأرقام تظهر تطورا إيجابيا ملحوظا، إلا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما زالت متأخرة في هذا المجال. وبالتالي ارتفع عدد الإصابات الجديدة بنسبة 7 في المائة خلال هذه الفترة، وانخفض عدد حالات الوفاة بنسبة 17 في المائة فقط.

وأشار إلى أن جائحة كورونا أثرت سلبا على الجهود المبذولة لمكافحة “السيدا”، خصوصا خلال الأشهر الستة الأولى من الحجر الصحي العالمي، كما امتدت آثار الجائحة إلى خدمات الوقاية للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وحدت من الولوج إلى العلاج المضاد للسيدا، وكذلك الفحص، مع انخفاض بنحو %40 في عدد الاختبارات التي تم إجراؤها.

وبخصوص التقرير العالمي الجديد الذي صدر مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة فيروس “السيدا”، قال مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية بالمغرب، إن هذا التقرير يدق ناقوس الخطر بشأن “تصادم الأوبئة”.

وتابع: “هذا يعني أن العديد من الأوبئة تتجمع في نفس الوقت. ويؤكد التقرير على الحاجة إلى تسريع الإجراءات واستئناف برامج محاربة فيروس نقص المناعة البشرية. وتتوقع التقديرات بأن يرتفع عدد وفيات السيدا بحلول سنة 2030 إلى 7.7 مليون، إذا لم يتم استئناف برامج محاربة فيروس نقص المناعة البشرية بشكل فعال”.

ويوصي التقرير بالإنخراط في رؤية الاستراتيجية العالمية الجديدة لمكافحة السيدا 2021-2026، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2021، والتي تهدف إلى تسريع الجهود لتحقيق هدف تغطية 95 في المائة من الأشخاص الذين يحملون فيروس نقص المناعة البشرية.

وتقترح هذه الاستراتيجية خمسة محاور ذات أولوية للتدخل، يتعلق المحور الأول بالبنية التحتية المجتمعية، مع الإشارة إلى منظمات المجتمع المدني التي تلعب دورا رائدا في إنجاز العمل الحكومي، من خلال تقديم الخدمات والمعلومات، ويتعلق الثاني بمنح الأدوية بشكل عادل والمنتجات الصحية للجميع.

أما المحور الثالث من الاستراتيجية فخصص للعاملين في القطاع الصحي، الذين ما زالوا يعانون من العمل الزائد ومعرضون مباشرة للأمراض، فيما الرابع يتناول حقوق الإنسان باعتبارها الشرط الأساسي لمكافحة الوباء، بينما الخامس والأخير فيهم نظم المعلومات الصحية التي توفر المعطيات الدقيقة جدا، مما يسهل توطين عدم المساواة بشكل أفضل.

“و م ع” بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *