اقتصاد

وزارة الفلاحة و”القرض الفلاحي” تعلنان عن آليات جديدة لتشجيع ومواكبة الشباب والمقاولة الفلاحية والقروية (فيديو)

تصوير: ياسين السالمي

قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، إن الشباب بالعالم القروي الراغبين في الاستثمار في المجال الفلاحي يواجهون إكراهات متعددة منها صعوبة الولوج إلى العقار الفلاحي وصعوبة الولوج إلى التمويل والمواكبة، إضافة إلى بطء الاجراءات الإدارية فضلا عن نقص مهارات التدبير والتسيير لدى حاملي المشاريع الذي يرتبط أساسا بضعف التكوين وعوامل ذاتية أخرى مرتبطة بروح المقاولة لدى حاملي المشاريع.

وعلى أساس ذلك، أكد وزير الفلاحة في كلمة له خلال مناظرة نظمتها مجموعة القرض الفلاحي اليوم بالرباط، حول موضوع  تشجيع الشباب على الاستثمار والمقاولة في المجال الفلاحي والقروي، أن مقاربة تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر، تنطلق من نظام مواكبة يعتمد على عرض مندمج ومتكامل يعتمد على عنصرين. العنصر الأول يتمثل في المواكبة المالية للمشاريع من خلال تمكينها من الدعم المالي الذي يهم التحفيزات الاستثمارية عبر صندوق التنمية القروية وخدمات الشباك الوحيد الخاص بإيداع ملفات الاستثمار الفلاحي.

ويتمثل العنصر الثاني، وفق الوزير، في مواكبة مجموعة القرض الفلاحي بخبرتها الواسعة في تمويل المشاريع الفلاحية من خلال شبكتها البنكية الشاسعة وبرنامجها الطموح المستثمر القروي. هذا إلى جانب،  الدعم المالي المستمد من المبادرة الملكية “انطلاقة” والذي يتكون من عرض تمويلي غير مسبوق من تحفيز مزدوج لفائدة حاملي المشاريع بنسبة فائدة جد مشجعة لا تتجاوز 1.75 في المائة وغير شاملة للضرائب في العالم القروي، زيادة على ضمان القرض الذي توفر صندوق الضمان المركزي.

وأكد صديقي، أن مجموعة القرض الفلاحي في هذا العرض تعتبر رائدة في تنويل هذه المبادرة الملكية في العالم القروي عبر عروض متنوعة حسب الفئات المستهدفة. وأضاف الوزير، أن هذه الآليات الثلاث مجتمعة بتناسق ستساهم لا محالة في إزالة العقبات الرئيسية أمام الاستثمار والمقاولة لدى الشباب في المجال القروي، ألا وهو التمويل والمواكبة.

أما فيما يخص المواكبة التقنية للمشاريع، أوضح المسؤول الحكومي، أنه في إطار مواكبة ريادة الأعمال توضح التجارب السابقة أنه على الرغم من وجود برامج تستهدف حاملي المشاريع إلا أنها تبقى غير معروفة لدى شريحة واسعة من الشباب حيث تبين أن كان لهاته الفئة دراية أكثر بوجود الحوافز المالية للاستثمار إلا أنها تجهل في غالب الأحيان وجود آلية المواكبة. ولهذا الغرض أنشأت الوزارة في إطار تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر ووفقا للممارسات الفضلى لريادة الأعمال نظام مواكبة جديد خاص بحاملي المشاريع الفلاحية.

وقال صديقي، إننا نتطلع إلى الدفع بالنشاط الفلاحي والأنشطة الموازية له حتى يكون أكثر جاذبية للمستثمرين الشباب باعتباره مجالا استثماريا وليس فقط فلاحة معيشية، بالإضافة إلى خلق فرص الشغل من قبل المستثمرين وإتاحة الفرص لتكوين مهارات شباب العالم القروي من خلال دعم قيم المقاولة بالقطاع. وستمكن هذه المقاربة، يضيف صديقي، من تسريع تغيير الأنماط الإنتاجية في العالم القروي من خلال عصرنة واعتماد تقنيات حديثة وتوسيع استعمالها.  ولهذا الغرض تعتمد استراتيجية الجيل الأخضر في الشق المتعلق بريادة الأعمال نهجا مبتكرا وعمليا يأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة سواء التي عرفت نجاحا كبيرا أو التي شهدت بعض الإكراهات.

من جانبه أكد الرئيس المدير لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، طارق السجلماسي، في كلمة له بالمناسبة، أن المجموعة التي يترأسها تولي اهتماما بالغا لمواكبة شباب العالم القروي وإنشاء المقاول، مشيرا إلى هذا التوجه يوجد في قلب استراتيجيات السياسة الفلاحية والتي ترتكز على أهداف من أبرزها خلق طبقة فلاحية وسطى بالعالم القروي.

وأبرز السجلماسي أن التمويل وتعبئة الدعم المالي ليس إشكالا بقدر ما أن الإشكال هو المواكبة التي تعتبر ركيزة أساسية في إنشاء المقاولة الفلاحية بما يخدم شباب العالم القروي بالأساس.  وأشار إلى أن هذا التوجه هو روح استراتيجية الجيل الأخضر التي ترتكز على مضامين النموذج التنموي الجديد. وإلى جانب ذلك، اعتمدت مجموعة القرض الفلاحي جملة من الإجراءات العملية من أهمها الرقمنة التي من شأنها تذليل العقبات التي تواجه الشباب المقاول، والتي من شأنها أيضا أن تشجعه على الاستثمار والمقاولة في المجال الفلاحي والقروي.

وخلال المناظرة التي شارك فيها، إلى جانب وزير الفلاحة والرئيس المدير العام لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، مسؤولون في المؤسستين وممثلين عن فيدراليات قطاعية، تمت الإشارة إلى تدابير أخرى من شأنها أن تدعم وتحفز الاستثمار في المجال الفلاحي والقروي وتعزز ريادة الأعمال، من بينها إنشاء مراكز جهوية لتأطير ومواكبة الشباب المقاول من خلال المراكز الجهوية المتواجدة في ست جهات والتي من شأنها أن تقدم خدمات التوجيه والإرشاد إلى جانب مراكز للقرب من خلال مراكز الاستشارة الفلاحية، وهي تدابير من شأنها أن تزيد من استقطاب الشباب المستثمر وإدماجه وتدليل العقبات التي تواجهه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *