مجتمع

باحثون من المغرب وخارجه يثيرون قضايا “الاستدلال عند المتكلمين” في ندوة دولية بتطوان (فيديو)

انطلقت بكلية أصول الدين بتطوان، اليوم الأربعاء، أشغال ندوة علمية دولية في موضوع “الاستدلال عند المتكلمين”، بمشاركة دكاترة وباحثين من جامعات مغربية وخارج المملكة، وهي الندوة التي تستمر إلى غاية يوم غد الخميس، بتقديم 30 عرضا علميا يعالج موضوع الندوة من مختلف أبعاده.

الندوة التي تنظمها شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بكلية أصول الدين، بشراكة مع مركز دراسات الدكتوراه “الدراسات العقدية والفكرية” بالكلية ذاتها، يحاول خلالها المتدخلون معالجة إشكالات وقضايا الاستدلال عند المتكلمين قديما وحديثا، ومدى إمكانية الانفتاح على الآليات الاستدلالية المستحدثة.

ويشارك في الندوة دكاترة وباحثون من جامعات عبد المالك السعدي، شعيب الدكالي، المولى إسماعيل، محمد الأول، محمد بن عبد الله، ابن طفيل، دار الحديث الحسنية، إلى جانب كلية الشريعة في قطر، وجامعة العلوم الإسلامية بموريتانيا.

وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على آليات الاستدلال العقدي ووظائفه قديما وحديثا، وإبراز جهود الباحثين وما تم التوصل إليه في هذا الموضوع، مع إتاحة الفرصة للباحثين في المجال للتفاهم حول تأسيس أرضية مشتركة للاشتغال حول موضوع الاستدلال الكلامي وتطوير مناهج البحث، ومواكبة المستجدات العلمية.

وبحسب منظمي الندوة، فإنه من أصل 70 ملخصا تم التوصل بها، استقبلت اللجنة العلمية 50 بحثا، وانتقت منها 32، حيث سلكت اللجنة في تحكيم الأبحاث مسلكا متمثلا في سرية التحكيم وسرية البحوث المحكمة، عبر إخفاء أسماء الباحثين واستبدالها بأرقام من أجل تحقيق الحياد وتحري الموضوعية.

وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور كل من نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، عميد كلية أصول الدين، رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة، رؤساء المجالس العلمية بكل من تطوان والمضيق الفنيدق، إلى جانب أساتذة جامعيين وباحثين من المغرب وخارجه.

أحمد الفراك، رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بكلية أصول الدين بتطوان، أوضح أن هذه الندوة العلمية الدولية تمت عملية الاستكتاب حولها السنة الماضية، حيث تم تحكيم بحوثها من طرف لجنة علمية متخصصة، قبل أن يتم انتقاء 30 بحثا من أجل إعداد كتاب الندوة.

وقال الفراك في تصريح لجريدة “العمق”، إن الباحثين جاؤوا اليوم لعرض نتائج أبحاثهم وتتويج هذا العمل الذي استمر أكثر من سنة من الإعداد والبحث، مشيرا إلى أن الندوة تجيب عن أسئلة كثيرة تتعلق بالاستدلال عند المتكلمين في تاريخ الثقافة الإسلامية العربية.

واعتبر المتحدث أن اختيار هذا الموضوع راجع لأهميته القصوى باعتباره من صميم تخصص كلية أصول الدين المتخصصة في الدراسات العقدية والكلامية وما يتربط بها من حقول ومعرفية وعلمية، موضحا أن هدف الندوة هو الإسهام في تطوير آليات الاستدلال الكلامي والانفتاح على الآليات الاستدلالية المستحدثة حاليا في العالم.

زين العابدين الحسيني، أستاذ القانون الدستوري بكلية أصول الدين ونائب العميد المكلف بالبحث العلمي والشراكات والتعاون، شدد في تصريحه لـ”العمق” على أن الكلية، ومن خلالها الجامعة، تهدف بتنظيم مثل هذه التظاهرات إلى العمل من أجل دمج الجامعة في محيطها الاقتصادي الاجتماعي.

ويرى الحسيني أن المؤسسات الجامعية لها دور في التكوين وتأهيل الطالب لكي يتحمل مهاما في المجتمع، إلى جانب مسؤوليتها في تخريج مواطنين متكاملي المعرفة حتى تكون رؤيتهم للحياة أعمق وأشمل.

وأضاف نائب العميد أن من بين أهداف مثل هذه الندوات العلمية الوطنية والدولية، أيضا، الرفع من مردودية الكلية على المستوى الثقافي والفكري، والرفع من مستوى الجامعة عبر إشراك كثير من الفعاليات من خارج الكلية والجامعة في هذا الجهد العلمي والبحثي.

من جانبه، قال الزبير درغازي، أستاذ بشعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بكلية أصول الدين بتطوان، إن الندوة تعالج مجموعة من القضايا، من ضمنها طبيعة الاستدلال في علم الكلام، والمميزات والخصائص التي يتميز بها الاستدلال في علم الكلام عن سائر العلوم.

وقال درغازي في تصريح للجريدة، إن الندوة تحاول الإجابة عن سؤال “هل لا زالت طرق الاستدلال القديمة تؤدي وظيفتها؟ أم هي في حاجة إلى التقويم والإصلاح والتجديد؟”، مشيرا إلى أن محاور اللقاء تتوزع بين الأسس النظرية للاستدلال عند المتكلمين، ومناهج البحث والمناظرة، ثم منهجيات تدريس علم الكلام.

وفي نفس السياق، يرى عبد الغني يحياوي، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية أصول الدين بتطوان، أن الاستدلال لا يختص بعلم الكلام فقط، وإنما مرتبط بجميع العلوم والمعارف، مشددا على أن الندوة تحاول استثمار الماضي لتجيب عن إشكالات الحاضر واستشراف المستقل.

وأشار يحياوي في تصريحه لجريدة “العمق” على هامش هذه الندوة الدولية، إلى أن طبيعة تخصص الكلية جعل اللجنة العلمية تختار موضوع الاستدلال عند المتكلمين، خاصة في ظل وجود إشكالات حقيقية تحتاج إلى إجابات آنية في الواقع المعاصر.

بدورها، قالت كريمة نور عيساوي، أستاذة حوار الأديان بكلية أصول الدين بتطوان، إن هذه الندوة تأتي في إطار الأنشطة الثقافية التي درجت الكلية على تنظيمها، وفي إطار انفتاحها على مجموعة من المواضيع العلمية الجادة.

وأضافت عيساوي في تصريحها للجريدة، أن كلية أصول الدين بتطوان التي تعتبر واحدة من أقدم وأعرق الكليات، تعرف في الآونة الأخيرة إشعاعا عليما ومعرفيا وفكريا نتيجة تطرقها لمجموعة من المواضيع المهمة، ومن ضمنها موضوع الندوة الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *