مجتمع

بعد ظهورهما مع سائحتين.. وزارة الفلاحة تدعم “المكي والصالحي” وتشيد بأخلاقهما

أشرف المدير الجهوي للفلاحة بدرعة تافيلالت سعيد اقريال، أمس السبت، على تسليم كمية مهمة من الأعلاف للمواطن محمد المكي وصديقه إسماعيل الصالحي المنحدرين من دوار ايت موسى ويشو بالجماعة الترابية تلمي بإقليم تنغير، بعد ظهورهما في شريط فيديو وهما يقدمان خدمات لسائحتين فرنسيتين أخذتهما رحلة استكشافية للمنطقة.

وقالت المدير الجهوي في تصريح له، إن هذه المبادرة تأتي في إطار الدعم المخصص للكسابة وتحسين المجال الرعوي، مشيرا إلى أن هذه العملية تمت بتكليف من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد الصديقي الذي يهدف من خلال هذه الالتفاتة إلى الإشادة بأخلاق المواطنين.

وفي نفس السياق، وعد المدير الجهوي للفلاحة بدرعة تافيلالت الراعيين ببناء مأوى لماشيتهما في أيام الشتاء والبرد، وكذا حفر تقبين مائيين وتجهيزهما بالطاقة الشمسية وكافة التجهيزات الأخرى لسقي ماشية الرحل بالمنطقة.

من جانبه، عبر محمد المكي عن شكره للقائمين على هذه المبادرة، مشيرا في نفس الوقت أن ما قام به تجاه السائحتين كان شيئا عاديا وطبيعيا ويتميز به كل سكان المنطقة.

وكان إسماعيل ومحمد قي ظهرا في شريطي فيديو مع سائحتين فرنسيتين، “شارلي واوليفا”، اختارتا اكتشاف دول إفريقية عبر سيارة رباعية الدفع ومقابلة السكان المحليين وإعداد التقارير عن ثقافات لا يعرفها الجميع، وذلك في إطار مشروع ظلت اوليفيا ورفيقتها تفكران فيه لشهور.

وفي هذا الإطار، اختارت الفتاتان اثناء حلولهما بالمغرب المرور عبر ممرات دادس بإقليم تنغير للوصول إلى علو يصل إلى 3000 متر، هناك حيث كان اللقاء مع رحل أمازيغ وصفتهم “اوليفيا” بالكرماء والذين يرفضون أخذ مقابل على عطائهم.

وقالت “أوليفيا” وهي تتحدث عن تجربتها مع هؤلاء الرحل “إنها السابعة صباحًا، المنبه يرن. كنا متحمستين للاستيقاظ مبكرًا للاستمتاع بضوء النهار الأول على الجبال من حولنا”.

وزادت “أخرجت رأسي من السيارة التي اتخذناها مكانا للنوم ورأيت رجلاً كان يجلس بجوار حماره، ويرحب بنا من بعيد ويسألنا إذا ما كنا بحاجة إلى خبز، اعتقدنا أنه بائع متجول مثل الكثيرين، لكنه مختلفا تماما، إنه محمد الذي يرفض أموالنا بشكل قاطع ويريد ببساطة أن يقدم لنا خبزه، وفق تعبيرها.

وقالت أوليفيا إن محمد الذي يبلغ من العمر 35 سنة كان قد وصل للتو بعد رحلة استغرقت حوالي 3 ساعات من قرية في أسفل الجبل لإحضار ما يلزمه هو ووالده إبراهيم البالغ من العمر 55 سنة والذي يعيش بمفرده أسفل الوادي مع قطيع من الأغنام.

وقد قررت الفرنسيتان بعد لحظات مرافقة الشاب الأمازيغي إلى المكان الذي يعيش فيه والد والذي يبعد عن مكان اللقاء بحوالي كيلومترين لاكتشاف المزيد عن حياة الشاب مع والده.

قبل مغادرة السائحتين المكان، جاء إسماعيل، وهو شاب يبلغ من العمر 26 سنة ويعيش في المرتفعات ذاتها، لمساعدة محمد على حمل بضائعه.

تعرف اسماعيل على السائحتين وعرض عليهما تناول كأس شاي، على طريقة الرحل، وهو ما رحبت به “شارلي واوليفيا”، إذ ظلتا تراقبان إسماعيل الذي لم تفارقه الابتسامة وهو يحضر الشاي من البداية إلى النهاية.

وما أثار إعجاب السائحتين هي القيم النبيلة التي مثلها كل من محمد وإسماعيل اللذين تقاسما ما يملكانه معهما دون انتظار المقابل، حتى ان إسماعيل تقاسما معهما ما يملكه من طعام رغم تواجدهما في هذا المكان البعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *