أخبار الساعة، مجتمع

إغلاق سوق القرب “البويتات” بالرباط لإصلاحه يدفع التجار لعرض سلعهم بالطرقات

أسماء مرزاق – صحافية متدربة

يعرف حي “البويتات” بجماعة يعقوب المنصور بالرباط حاليا، نوعا من الفوضى والعشوائية على مستوى جنبات الطرق، وذلك راجع إلى ما أحدثه إغلاق سوق القرب، من ارتباك لدى معظم البائعين والتجار المستغلين للمكان، الذين لجؤوا إلى الشوارع القريبة لعرض سلعهم.

فمن هؤلاء التجار من قصد شوارع حي “G5” واغتنم فرصة اكتظاظه الدائم بالزبناء، ومنهم أيضا من سارع للالتحاق بشارع “القواس”، لأن فيه مساحة كافية للعرض، أما فئة أخرى فقد جعلت من أبواب المساجد (خاصة مسجد أُحُد) أسواقا صغيرة، يمر عليها المصلون في كل موعد صلاة.

قرارُ إغلاق سوق القرب من أجل إصلاحه، ووجه بوابِل من التعليقات وردود الفعل، من قبل القاطنين ومستغلي الفضاء على حد سوا، حيث اعتُبِر المكان منذ سنين خَلَتْ، مصدرَ عيش المئات من ساكنة الحي، حيث يجتمع فيه بائعو الخضر والمواد الغذائية، وعاملو النظافة وحتى الحَمَّالون أو ناقلو السلع وغيرُهم.

في هذا الصدد، عبّر أحد البائعين لجريدة “العمق” عن ترحيبه بمبادرة إصلاح وتهيئة السوق، واعتبرها “وسيلةٌ لتطوير محيط الحي وتحويل السوق من عشوائي إلى آخر نموذجي، لكن هذا الإصلاح على حد قوله شكل عائقا أمام مزاولة مهامه التجارية”.

وقال بائع آخر “إن المدة التي سيتم فيها إنجاز المشروع (أربعة أشهر) طويلة جدا بالنسبة لنا نحن الباعة، ومن يدري ربما تطول أكثر من المدة المصرح بها، وهنا نجد أنفسنا أمام خيارين أحلاهما مر، فإما أن نفترش جنبات الطريق وبين الأزقة فتحدث فوضى عارمة، وإما أن نواجه البطالة لشهور.

في حين رَدَّدَ شخص ثالث “أنا أعمل هنا منذ سنوات، وبعد تَرْكِه ليس لدي محل أو مكان بديل أعرض فيه مبيعاتي، أو أحقق منه دخلا يضمن استقراري الاجتماعي”.

أحد السكان عبر، على موقع “فيسبوك”، عن تفاؤله بما سيكون عليه السوق الجديد، وما سيشمله من مرافق جديدة وملائمة للعمل ولمتطلبات الساكنة، ودَوَّنَ آخرون عبارات تصب في نفس الاتجاه.

المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس مدينة الرباط ، فاروق مهداوي، أوضح في تصريح لـ”العمق” أن “السوق استُغِلَّ منذ سنوات بشكل غير منظم وغير مهيكل (عشوائي)، وطالما شكل مصدر إزعاج للساكنة حيث أُصدِرَت مجموعةٌ من الشكايات بهذا الشأن”.

واسترسل المتحدث “لذا كان من واجب المجلس الجماعي للرباط إضافةً إلى السلطةِ المحلية، أن يفكرا مسبقا في بدائل اقتصادية لهؤلاء العاملين، وإلا فإن التبعات ستكون كارثية، تماما مِثلَما يقع الآن، حيث تم استبدال فضاء السوق بفضاءات الشوارع المجاورة، هنا تكون السلطة قد حلت مشكلا بآخر أكبر منه”.

رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة الرباط ، لحسن العمراني، ذهب في الاتجاه ذاته، مشيرا في تصريح لـ”العمق”، إلى “الظروف غير المريحة التي يتم فيها الاشتغال هناك، حيث سبق للمجلس الجماعي السابق ليعقوب المنصور، (كان يرأسه العدالة والتنمية)، أن طالب مرارا بتهيئة المكان، لتكون ظروف العمل فيه مناسبة”.

وتابع العمراني “كما سبق أن اقترح مكانا بديلا ومؤقتا، لا يبعد كثيرا عن منطقة البويتات، ويتعلق الأمر بممر شاسع نوعا ما قرب مقبرة الدايمة، يربط ما بين شارع السلام وشارع الشبانات)، وأيضا لا يعج بالساكنة وبالتالي لن يشكل التجمع هناك مصدر إزعاج لأي جهة، لكن لم يؤخذ أي قرار بشأن ذلك الاقتراح حتى الآن”.

مشاريع تهيئة أسواق القرب بالعاصمة الرباط، محور مهم ضمن مَحاور برنامج “الرباط مدينة الأنوار.. عاصمة المغرب الثقافية”، والتي تتكلف شركة “الرباط الجهة للتهيئة” عادة بتنفيذها، لكن المشكل الأساس الذي يطرح نفسه، هو مدى إمكانية استفادة جل التجار والشغيلة وذوي الحق، من مرافق هذه الأسواق ما بعد الإصلاح.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *