مجتمع

حسن أوريد يقترح أربعة مداخل لإصلاح قطاع التربية والتعليم بالمغرب (فيديو)

قال الكاتب والمؤرخ حسن أوريد، إن التعليم من أهم الحقوق الاجتماعية للمواطن، ومن الأدوات الأساسية للارتقاء الاجتماعي، وجزء من المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الدولة.

واقترح أوريد، في محاضرة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، أربعة مداخل لإصلاح قطاع التعليم، قائلا إن هذا الأخير من وسائل استحداث نخبة، ومن الأمور الأساسية فيما يسمى العقد الاجتماعي.

وفي المدخل الأول، قال أوريد، إنه “لا يمكن أن نتحدث عن إصلاح التعليم أو التربية عموما بدون طموح جماعي، المسألة ليست تقنية”، مشددا على ضرورة توفر رؤية “ماذا نريد أن نكون. لا ينبغي خلط الطموح الجماعي بالمشروع الاجتماعي”.

وتابع المتحدث أن هذا الطموح يجب أن يستحث كل مكونات المجتمع انطلاقا من سؤال “ما الذي نريده؟”، مستشهدا بمقوله للكاتب المصري طه حسين “من عرف الغاية عرف الوسيلة”.

وبخصوص المدخل الثاني، دعا أوريد إلى الخروج من البراديغم الذي ساد لعقود الزمن، والذي يعتمد على نظرية المثلث، حيث يعتبر أن التعليم يقوم على عناصر ثلاثة شبيه بأضلاع مثلث: متعلم ومعلم وعلم، موضحا أن “العملية التربية تقوم أيضا على عناصر أخرى: ما الذي ندرس وكيف ندرس، خصوصا مع الثورة الرقمية .. لا يمكن عمليا أن نقى حبيسي هذا البراديغم”.

ودعا أوريد، في المدخل الثالث، إلى إعادة النظر في الهندسة التربوية، حيث حث على إيلاء الأهمية للتعليم ما قبل المدرسي “كل المدارس التربوية الناجحة تركز على التعليم ما قبل المدرسي”.

وأضاف “درجنا على أن التعليم يقوم على الحفظ وعلى دفاتر ومقاعد وحفظ وصبور؛ هذه الهندسة أصبحت متجاوزة”، مضيفا أيضا أن التقييم والامتحان والتفتيش أصبح أمرا متجاوزا.

وفي المدخل الرابع، تحدث أوريد عن اللغة قائلا إن “قضية اللغة معقدة وينبغي أن نراجعها بموضوعية بدون أي مرجعية إيديولوجية، يجب أن نقرأ الواقع والتاريخ لكن أن ينصب نظرنا على المستقبل”.

وأشار إلى أن اللغة العربية تعد جزءا من النسيج الثقافي “وهذا لا جدال فيه”، مستدركا “ولكن من العسير أن نجري مطابقة مع ما عرفته أوروبا حيث قامت الدولة القومية على التطابق بين (الأمة واللغة)، هذا صعب جدا بالنسبة للمغرب”.

واسترسل “اللغة العربية بالمغرب ليست لغة وطنية ولكن كانت لغة حضارية باعتبار الحمولة الدينية، كما أن اللغة الانجليزية اليوم لغة حضارية”، ودعا إلى ضرورة “التفكير خارج القواعد التي امتزجت في أوروبا”.

وأضاف “لا يمكن التضحية باللغة العربية أو الأمازيغية لكن يجب أن نقرأ الواقع اللساني قراءة موضوعية. داعيا إلى التعامل مع للغات الأجنبية تعاملا نفعيا براغماتيا، وليس ليس إيديولوجيا”، وفي ما يتعلق باللغة الفرنسية، حث على “الانطلاق من واقع الحال أن الفرنسية جزء من النسيج الثقافي وجزء من بنية الدولة، يجب أن ننطلق من واقع الحال عالميا بهناك لغات أجنبية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *