منوعات

من بينها مدة الدراسة .. هذه توصيات مجلس عزيمان لمراجعة نظام البكالوريوس

كشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عن توصياته ومقترحاته لمراجعــة وتدقيــق وإغنــاء نظام “البكالوريوس”، إضافة إلى اقتــراحات تتعلـق أساسـا ببعـض محـددات التنظيـم البيداغوجــي، والتــي يمكن اسـتثمارها من أجل تدقيق واسـتكمال التصور المتعلق بالإصلاح البيداغوجــي لهذا الطور مـن التعليـم العالـي.

جاء ذلك ضمن تقرير للمجلس اسـتجابة لطلـب الـرأي الـذي أحيـل علـى رئيـس المجلـس الأعلـى للتــربية والتكويــن والبحـث العلمــي، مـن طـرف رئيــس الحكومــة فــي 13شتنبـــر،2021 بشــأن «مشــروع المرســوم رقــم 2.21.125بتغييـــر وتتمـــيم المرســوم رقــم 2.04.89 الصــادر فــي يونـــيو،2004 بتحديــد اختصاصــات مقتضـــيات مشــروع المرســوم.المؤسســات الـــجامعية وأســلاك الدراســات العليــا وكــذا الشــهادات الوطنـــية المطابقــة».

وأشار المجلس إلى أن مشـروع المرسـوم يقترح إضافـة سـلك جديـد فـي هيكلـة التعليـم الــجامعي، سـلك «البكالوريـوس»، إلـى جانـب سـلك الإجـازة فـي هيكلـة موازيـة ومزدوجـة للسـلك الأول مـن التعليـم العالـي. وإن كان يسـتخلص مـن ذلـك أنـه ســيستمر العمـل بالإجـازة إلـى حيــن تعويضها كليا بالسلك الــجديد، إلا أن مشروع المرسوم لا يتضمن مقتضــيات تنظيمــية تفيد بذلك، ولا يحدد المدة القصـوى للمرحلـة الانتقاليـة وشـروط نقـل المكتسـبات مـن الإجـازة إلـى البكالوريـوس بالنسـبة للطلبـة الراغبيــن فـي تغييــر مسـارهم الدراســي، أو فـي حالـة الانتقـال الكلـي مـن نظـام الإجـازة إلـى نظـام البكالوريـوس.

في هذا الإطار، أوصــى مجلس عزيمان بإدراج مقتضــيات تنظيمــية، من جهة، تحدد تــرابط وتكامل أسلاك التعليم العالي، ومن جهة أخــرى، تنظــم المرحلــة الانتقاليــة بيـــن ســلك الإجــازة والســلك الـــجديد الــذي ســـيعوضها بتحديــد المــدة الزمنـــية التـــي سـتعتمد من أجل تعمــيم الإصلاح، وشـروط نقل المكتسـبات بالنسـبة للطلبة الراغبيــن في تغييــر مسـارهم الدراســي، والشـروط الضروريـة للانتقـال الكلـي إلـى النظـام الــجديد.

وأبرز التقرير الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، أن مذكرة تقديم المرسـوم نصت على إحداث هذا السـلك بجمــيع المؤسسـات الــجامعية سـواء ذات الولوج المفتوح أو الولوج المحـدود. هـذا التغييــر الـذي يشـمل كذلـك المؤسسـات ذات الولـوج المحـدود، والتــي تتوفـر علـى أسـلاك خاصـة بهـا، يثيــر تسـاؤلات حول أسـباب ودوافع هذا التوســيع.

واعتبر المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أن مشـروع المرسـوم لم يقدم أسـبابا واضــحة تفسـر الهدف من إرسـاء هـذا السـلك بهـذا النـوع مـن المؤسسـات غيــر المعنــية بالإجـازة الأساســية والتــي لا تعـرف ضعفـا فـي مردوديتهـا، وعليه، فقد أوصى المجلـس بتحديـد الأسـباب والحيثيـات والأهـداف التــي تؤسـس لهـذا التعديـل فـي هيكلـة هـذا النـوع مـن المؤسســات.

ويرى المجلس أن مباشرة إصلاح سلك الإجازة لا يمكن أن يتم دون أن يشــمل التصور مخرجات ســلك الثانوي التأهيلـي فـي إطـار عمليـة بيداغوجــية منســجمة، باعتبــاره عمليــة مســتمرة تســتند إلــى نظــام توجـيهــي متــين ومتــدرج، بناء على ذلك فقد أوصى المجلـس بالأخـذ بعيــن الاعتبـار عدد من المحددات فـي مشـروع إصـلاح سـلك الإجـازة.

حيث أوصى بتحديــد أس مشتـــرك مــن المعــارف والكفايــات التـــي يجــب اكتســابها فــي ســـلك الثانــوي التأهيلــي، والتـــي تنبنـــي عليهــا المســالك الـــجامعية، والاســتناد إليهــا فــي تحديــد المواصفــات اللازمــة لولــوج مســالك البكالوريــوس، وإرساء ضوابط تحدد المواصفات اللازمة لولوج مسالك البكالوريوس حسب المجالات المعرفية والتـي تشكل قاعدة عمليات الانتقاء والتوجـيه.

فيما يخص مدة الدراسة بنظام البكالوريوس، فقد أشار المجلس ضمن إلى أن مشروع المرسوم يمدد مدة الدراسة بالسلك الأول من التعليم لـجامعي من ثلاث إلى أربع سنوات. غيـر أن هذا التمديد، الــذي تـــرِجم فــي غــلاف زمنـــي إضافــي خصــص حصريــا لتدريــس الكفايــات الحياتـــية والذاتـــية ووحــدات الانفتــاح، يطــرح تســاؤلات حــول فعاليتــه فــي الرفــع مــن مســتوى اكتســاب المعــارف والكفايــات لــدى الطلبــة وجــودة التعليــم بهــذا الســلك ومــدى تأثيـــره علــى المردوديــة الداخليــة والخارجـــية للمنظومــة.

وشدد على أن إعادة النظر في مدة الدراسة في السلك الأول َ من التعليم العالي تحتاج الاستناد إلى تصور متكامل واستثمار مرجعيات مواصفـات الخريجــين ودراسـة التكلفـة الماليـة والتنظيمــية، ليفضــي إلـى نمـوذج تنظيمــي يتوافـق والأهـداف المنتظـرة مـن
تحســين الــجودة بارتباط مع مؤشـرات نجاعة منظومة التعليم العالي.

كمــا يقتـــرح مجلس عزيمان بنــاء هــذا التصــور باعتبــار مجهــود التكويـــن الــذي يـــنبغي إعمالــه لبلــوغ أهــداف مواصفــات الخريجـــين المنتظـرة انطلاقـا مـن مواصفـات حاملـي الباكالوريـا، مـع التحقـق مـن نجاعـة الهيكلـة والتنظيـم وتحديـد توزيـع أصنـاف الوحــدات والأغلفــة الزمنـــية بمــا يفيــد تحســـين جــودة التكويـــنات.

وأوصى المجلـس بتدقيـق تنظيـم السـنة الدراســية وفصولهـا بتجانـس مـا بيــن مقتضــيات المرسـوم والضوابـط البيداغوجـــية، وكذا بـإدراج مقتضـــيات تنظيمـــية تحــدد هيكلــة لأســلاك والشــهادات الوطنـــية تتضمــن بوضــوح محــددات وضوابــط تمكــن مــن ضمـان ملاءمـة مواصفـات تكويــن خريجــي المنظومـة مـع متطلبـات سـوق الشـغل، والاسـتجابة للحاجـات التنمويـة للبــلاد، وتســتحضر مبــدأ الملاءمــة المســتمرة بيـــن التكويـــنات التحــولات الاقتصاديــة والاجتماعيــة للبــلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *