منتدى العمق

حفيظ دراجي .. “ببغاء” بقبعة رجل إطفاء!

حفيظ دراجي، صحافي تخرج من كلية الآداب دون أن يتمكن من لغة سليمة تيسر له بالموازاة مع ثرثرته التلفزيونية، ممارسة هواية استرزاقية بئيسة بتملق المتزلفين وإطناب المداحين الطبالين.

الأمر هنا لا يتعلق بصحافي مثقف، أو إعلامي مهني يشتغل على الأجناس الصحافية الكبرى كالتحقيق، بل على جنس ذاتي آخر أقرب إلى “الإستمناء”، نتحدث عن كائن انتعش في قمامة السب والقذف، أوهمته الدهماء أنه فارس لا يشق له غبار، كأنه يصنع لنا رأيا عاما، ويكون لنا أجيالا من المبدعين و المفكرين، أو يساهم في ثورة تنويرية… أن تعلق على مقابلة كروية، وتصف لنا ما تشاهده بأم عينيك، بلغة بسيطة مدرجة، ليس إنجازا، ولا إبداعا، وكلنا نعرف شبابا لم يكمل دراسته يستطيع القيام بمثل هذه المهمة السهلة.

إننا أمام ببغاء حفظ عن ظهر قلب بعض “التعابير” و “الجمل المبتذلة”، يتقيؤها مع كل مقابلة بطعم إيديولوجيا قروسطية، وجبات بئيسة تجد إقبالا مهما لدى جماهير “الغوغاء” الخالدة مؤخراتهم فوق كراسي مقاهي رديئة، و طوابير ممن تمكنت عصابة المرادية، من مسح ذاكرتهم و تعطيل عقولهم، حتى صاروا غير قادرين على التفكير السليم وإعمال المنطق، فاصبحوا يتلذذون باستهلاك التفاهة.

عادي جدا أن يصير هذا الببغاء رمزا في الجزائر، ما دام الأمر يتعلق بطوابير من المعتوهين (لا أعمم) ممن يثقون في قدرة فقيه بلحية كريهة، على تمكينهم من ألقاب وبطولات إفريقية ودولية… عادي جدا أن ينتعش أمثاله في قمامة نظام لعب كل أوراقه، ولم يتبقى له سوى الرهان على “نظرية المؤامرة” و على جِلْد قلبه من هواء!

عادي جدا أمام نظام يعلق كل انتكاسة على مشكاة دولة جارة تتلمس طريقها بثبات نحو المستقبل، لقد نجح فعلا في صناعة عدد غير يسير من مستهلكي البروباغاندا الساذجة بنهم، لذلك لم يتوانى في ربط حرائق الغابات، و ارتفاع أسعار البطاطس، ونفاذ الزيوت، و تقرير قاتم للبنك الدولي، وربما الجفاف، ببلد عريق يسعى لاستعادة أمجاده، كان يعرف تماما أن مثل هذه النكات والأساطير التافهة ستجد جمهورا يدمن عليها، كما أدمن (العسكر) على صناعة أعداء غير موجودين، وعلى استعمال قضية إنسانية (فلسطين) كسلاح يليق في كل السياقات، بدون شفقة، للمزايدة على شعوب ودول تعرف ماذا تريد، ألن ننتظر من مثل هذا النظام أن يجعل لنا من أشباه صحافيين ثرثارين رموزا في المجتمع!

إن الركوب على الدين والقضايا الإنسانية و الرياضة والفن، وتلويثها بجعلها أدوات لبروباغاندا مقيتة، هي تحصيل حاصل بالنسبة لنظام لا أخلاقي صار على شفا جرف هار، بعدما خسر جل أوراقه، بما فيها ورقة “عصابة إجرامية” مسؤولة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فوق أرض صارت جزائرية، لقد شاهد ويشاهد “الكابرانات” أحلامهم ومشاريعهم التي خسروا فيها الملايير على حساب كرامة شعبهم، يشاهدونها تنهار يوما بعد يوما، وهم متيقنون أن الرهان قد تلاشى، فما كان منهم سوى اللجوء إلى السب والقذف والضرب تحت الحزام… كما سعوا إلى تلويث القضايا الإنسانية، وعقول عدد من الشباب، ينكبون حاليا على إفساد منطق الرياضة، والروح الرياضية، والأخلاق الرياضية. لقد استباحوا كل شيء، في طريق انتقامهم من دولة عريقة لها رب وتاريخ وشعب وملك يحميها.

بئس نظام عسكري أوليغارشي يعول على “ببغاء” حاصل على بكالوريوس في الآداب، لتصدير أزماته القاتلة اللامتناهية!

إذا كنتم تراهنون على “جِلْد ممتلئ بالهواء” و”ببغاء” يصيح على الأثير، ويسب في الفضاء الأزرق… فيا له من مجد!!!

* صحافي وفاعل سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *