منتدى العمق

الدريوش مهدد بالسكتة القلبية.. وأصحاب القرار في خبر كان !

أزمة خانقة خيّمت منذ شهور مضت على القطاع التجاري والخدماتي الدريوش، وجعلت الكثير من الأنشطة التجارية الصغيرة والسلاسل الخدماتية المرتبطة بها،تعرف تراجعا وركودا غير مسبوقا،وصل إلى حد إعلان الكثير ممن لم يستطيعو الصمود في وجه العاصفة إفلاسهم، وتسريح مئات العاملين معهم، في حين لا زال أصحاب الرساميل المتوسطة والكبيرة يراوحون أمكنتهم، يجابهون الأزمة بكل ما أتيح لهم من حلول للخروج بأقل الأضرار؛

ويتفق جل الفاعلين في المجال على أن السبب وراء هذه الانتكاسة غير المسبوقة؛ يعود بالدرجة الأولى لغلاء السلع بأسواق التوزيع بالجملة، نتيجة تضرر سلاسل التوريد والنقل الكبرى؛ مما جعل التدفق غير منتظم وغير متزن مع حاجيات السوق المحلية، فأصبح الطلب يفوق العرض، مما أدى إلى ارتفاع صاروخي في أثمنة السلع، وأصبح لا يقوى سوى القلة القليلة على المغامرة باقتنائها، خاصة وأن القدرة الشرائية تراجعت كثيرا هي الأخرى نتيجة فقدان مناصب الشغل وعدم استقرار الوضعية الوبائية التي تعتبر المحرك الأول لهذه السلسلة من المشاكل؛

ويتوقع العارفون بخبايا التجارة المحلية استمرار الأزمة، بل وحصدها للكثير من الضحايا في الأيام القليلة المقبلة، خاصة الذين باتوا يؤخرون إفلاسهم باعتماد طريقة الأداء والدفع عبر الكمبيالات أو عن طريق”الشيكات”؛ التي أصبحت هي الأخرى مشكلة تقض مضجع العديد من أرباب المحلات والأنشطة المتضررون الذين يجدون أنفسهم اليوم، معرضون للمتابعات القانونية؛ لعدم قدرتهم على توفير السيولة والأرصدة المطلوبة في حساباتهم البنكية.

وعن تدخل الحكومة والقطاعات المعنية،ي ؤكد المتضرورن بأن هذه الأخيرة لم تأخذ مطالبهم وتنبيهاتهم المتكررة-عبر الهيئات التي تمثلهم-مأخذ الجد، و ماطلت في تقديم المساعدات والحلول الممكنة لتفادي الأزمة، التي يبدو أنها ماضية في التفاقم أكثر فأكثر-كما يشير أحد الفاعلين-مع إصرار الحكومة على إغراق سفينة الإقتصاد المحلي بقراراتها الأخيرة المجانبة للمنطق ولتوصيات منظمات الصحة العالمية وهيئات التجارة الدولية؛ التي حذرت من عواقب اتخاذ الحكومات لإجراءات غلق الحدود!

وفي ظل هذا الواقع المرير الذي عطل عجلة الحركة التجارية بإقليم الدريوش، يبقى التشاؤم هو سيد الموقف… ويبقى معه السؤال المطروح: إلى أين يتجه الدريوش؟ وإلى متى سيبقى أصحاب القرار مختبئين وراء تحويلات مغاربة العالم التي أصبحت عاجزة هي الأخرى عن مسح البؤس عن وجه الدراويش؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *