مجتمع

عبد السلام شوح: صانعوا حرفة الصحافة بالمغرب أغلبهم مشارقة وليسوا مغاربة

كشف الإعلامي عبد السلام شوح، قيدوم الصحافيين المغاربة، الذي واكب متغيرات المغرب والصحافة الوطنية، وهو المدير السابق للمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن الصحف المغربية في بداياتها، لم يصدرها مغاربة وإنما أصدر أغلبها أشخاص مشارقة.

وقال شوح خلال ندوة نظمتها النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، اليوم السبت بالدار البيضاء، إن أول جريدة صدرت في المغرب صدرت باسم المغرب سنة 1889 لصاحبها عيسى فرح وسليم الكسباوي، وهما ليسا مغربيين، ثم صدرت جريدة السعادة بإيحاء من المستعمر الفرنسي تحولت إلى جريدة رسمية في الدولة وتغير اسمها إلى جريدة الأنباء.

وشدد عبد السلام شوح في مداخلته، على أن ظاهرة الصحافة ظهرت في الشمال أكثر من أي منطقة أخرى في المغرب، لاعتقاد الصحافيين ومؤسسو الجرائد آنذاك، بأن المستعمر الإسباني سيحميهم، كما كانوا يفضلون البقاء بقرب مدن تطل على الحدود.

بعد عامين، من ذلك، يضيف شوح، أسس فرج الله نمور مجلة أطلق عليها اسم نساء المغرب، كما أسست جريدة الصباح على يد وديع كريم، وفي 1937 صدرت جريدة التقدم لصاحبها الحسين نجار، وتوالت إصدارات الجرائد بالمغرب، وآخر الجرائد  ظهرت  هي جريدة النبرس سنة 1957.

وفي 1946 أصدر الزعيم محمد بن الحسن الوزاني، جريدة عمل الشعب، وهنا فتح شوح قوسا، ليصحح خطأ ارتكب حسبه في حق الزعيمين بن الحسين الوزاني وعلال الفاسي، بتداول اسمهما مقتطعا من اسمهما الأول وهو محمد، ليصححهما بالقول ان اسمهما الكامل، هو محمد علال الفاسي، ومحمد بن الحسن الوزاني.

وتابع الصحافي المخضرم شوح، أن محمد علال الفاسي، أصدر جريدة صحراء المغرب، سنة 1956، مباشرة بعد الاستقلال، في وقت انتشرت فيه قناعة لدى المغاربة بضرورة استرجاع الصحراء المغربية إلى حوزة تراب الوطن، خاصة وأن حزب الاستقلال في تلك الفترة، كان له كبير ومهم في استقلال المغرب من  قبضة المستعمر الفرنسي.

وبالانتقال إلى الوقت الحالي، وعند تأكده بأن هناك أزيد من 700 جريدة الكترونية تخضع لقانون الملاءمة، عبر عبد السلام شوح، عن استغرابه كيف يمكن للشخص أن يقرأ كل هذه الجرائد.

وخلال مساره الصحافي، أقر عبد السلام شوح، بافتخاره بحوارين أجراهما خلال مساره ومازالا راسخين في ذهنه، الأول، هو  الحوار الذي أجراه  مع الذراع الأيمن للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اوهو لأستاذ هاني، والحوار الثاني عندما اتصل به الدكتور خطيب لزيارته في منزله، وعندما دخل وجد الزعيم الجزائري محمد بوضياف،  وعند رؤيته جالسا سأله الدكتور خطيب هل يعرفه فأجابه شوح، “اسأله هو هل يعرفني” فاستغرب خطيب من رده.

وتابع قيدوم الصحافيي المغاربة، أنه “عند تنظيمهم لمظاهرة بالجزائر وهم يصرخون بن بركة، مطالبين بحقيقة الزعيم المغربي المهدي بن بركة، فوجئوا بالشرطة تحيط بهم من كل جانب، واعتقلوهم، ثم حملوهم بأعين مغمدة إلى مكان يجهلونه، وعند تحريرهم من القيود وإزالة عصّابات الأعين، تفاجأ ببوضياف أمامه رفقة عدد من الزعماء الجزائريين.

اعتقالهم حسب ما أوضح لهم الزعيم بوضياف، لأنهم في الوقت الذي تظاهروا فيه وهم يرددون بن بركة بن بركة، كان خلفهم آخرون يرددون اسم “بن بلّة بن بلّة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *