سلسلة النباتات الزيتية .. الأهمية والإنجازات لهيكلة القطاع

خلال سنتي 2019 و 2020 ارتفعت حاجيات المغرب من الزيوت ومنتجاتها إلى 606 ألف طن من الزيوت وإلى مليون و80 ألف طن من منتجات البذور الزيتية. وتغطي الواردات من البذور الزيتية نحو 95 في المئة من حاجيات المغرب.

بحسب معطيات الفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية، يكلف الاستيراد لتغطية الحاجيات نحو 750 مليون دولار أمريكي، مما يؤثر على الميزان التجاري و يعرض المغرب إلى مخاطر ندرة المواد الخام في الأسواق العالمية وتقلبات الأسعار. و لقد انعكس تزايد الطلب العالمي على زيوت بذور الكولزا وعباد الشمس والبروتين النباتي على ارتفاع أسعار البذور الزيتية.

وخلال الفترة ما بين 2009 و2019 ارتفع الاستهلاك العالمي من زيوت الكولزا وعباد الشمس بنسبة 38 في المائة، كما ارتفع استهلاك منتجات بذور الكولزا وعباد الشمس بنسبة 43 في المائة خلال  الفترة ذاتها.

زراعة البذور الزيتية

وفي المغرب، بحسب معطيات الفيدرالية ذاتها، تهيمن زراعة الحبوب على مناطق إنتاج البذور الزيتية، بحيث تغطي زراعة الحبوب حوالي 6 ملايين هكتار وتتعلق بشكل أساسي بالمناطق البورية في الغرب وسايس وزعير والشاوية ودكالة وتادلة.

و بحكم هذا النمط الزراعي شبه الأحادي للحبوب تواجه المحاصيل البورية  صعوبات منها بالخصوص التقلبات المناخية، وصعوبات إدارة المخاطر الحيوية من قبيل الحشرات والأعشاب الضارة و الامراض الطفيلية ، بالإضافة إلى مخاطر فقدان خصوبة التربة.

وهكذا فإدخال البذور الزيتية يعتبر فرصة ليس فقط للمزايا الخاصة بالسلسلة (التسويق, التجميع…) ، ولكن أيضا لتحسين ودعم زراعة الحبوب والبقوليات.

مخطط المغرب الأخضر والزراعات الزيتية

في اطار برنامج المغرب الأخضر، تم توقيع العديد من الاتفاقيات من أجل تحسين شروط زراعة البذور الزيتية. بداية بتوقيع اتفاقية إطار بين وزارة الفلاحة و الفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية في سنة 2015 من أجل تقوية البحوث التطبيقية والتأطير التقني للمنتجين.

كما تم توقيع اتفاقية خاصة بين الفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية والمعهد الوطني للبحث الزراعي ضمن الاتفاقية الإطار متعلقة بالبحث والتطوير.

وفي سنة2014 ، تم توقيع اتفاقية بين الفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية وبين المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وأكروبول والتي تهدف إلى تعزيز تأطير الفلاحين.

إلى جانب اتفاقية بين الفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية والقرض الفلاحي، تم توقيعها في سنة أبريل 2014  وذلك بهدف التمويل المسبق للموسم الفلاحي من خلال منح قروض بشروط تحفيزية للمنتجين في السلسلة، ومع أن هذه الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ إلا في موسم 2016  – 2017، فإن تمويل الفلاحين بعوامل الانتاج الضرورية منذ توقيع عقد البرنامج الي الان  قد قامت به الفدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية. وفي موسم 2014 – 2015 تمت أجرأة التأمين متعدد المخاطر لسلسلة الزراعات الزيتية.

وفي خضم ذلك كله، تم الاعتراف بالفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية كفيدرالية فلاحية للزراعات الزيتية في مارس 2017. ومولت الفيدرالية ، تطوير وانطلاقة السلسلة. وفي نهاية يناير 2017، حصل تجمع مصنعي الزيوت بالمغرب على صفة المجمع الوطني بعدما كان مجمعا جهويا لجهات مكناس الغرب والشاوية منذ 2015.

وبالإضافة إلى الاتفاقيات السابقة، تم توقيع اتفاقية بين وزارة الفلاحة و المكتب الوطني للحبوب وبين التعاونية الفلاحية المغربية مكناس، من أجل عملية جمع البذور الزيتية. كما تم توقيع اتفاقية أخرى  بين الفيدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية وبين مركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني سنة 2015 والتي تهدف إلى تطوير المكننة والقيام بأيام تحسيسية لفائدة فلاحي سلسلة النباتات الزيتية.

تحسين أداء السلسلة

من أجل مواكبة تطوير سلسلة الزراعات الزيتية على المستوي الصناعي، قام المصنعون باستثمار نحو 117.1 مليون درهم على مستوى وحدات التثمين. تم القيام بمجموعة من الخطوات من أجل تحسين أداء السلسلة على المستوي الفلاحي، بحيث تم تشجيع البذور المختارة ذات مردودية عالية، وتفاوضت الفيدرالية مع شركات البذور من أجل أسعار تفضيلية.

كما عملت الفيدرالية على التمويل المسبق للموسم الفلاحي بالإمكانيات الذاتية من خلال تمويل اقتناء البذور والأسمدة، والأدوية لمحاربة الأعشاب الضارة، والتأمين متعدد المخاطر وغيرها.

ورخص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على اعتماد مبيدين خاصين ببذور الكولزا، وتسجيل عدة أنواع من بذور الكولزا (السلجم) وعباد الشمس.

وعلى مستوى تطوير المكننة، تم إنشاء شبكة تضم مقدمي الخدمات من القطاع الخاص حسب الجهات من أجل القيام بأعمال الزراعة والحصاد لحساب الفيدرالية ولفائدة  فلاحي البدور الزيتية، إلى جانب اقتناء العديد من الآليات والمعدات المناسبة في زراعة البذور من قبل تجمع مصنعي الزيوت بالمغرب.