منوعات

نصائح للتعامل .. لماذا لا ينبغي قمع غضب طفلك؟

الأطفال يغضبون مثل كل البشر، الغضب هو رد فعل طبيعي ليبقينا آمنين، وعندما نشعر بالتهديد أو يعتدي شخص ما علينا أو على حدودنا فإننا نغضب، حسب “الجزيرة نت”.

هذا ينطبق أيضا على الأطفال. ولأن الأطفال ليس لديهم سياق لردود أفعالهم، فإن خيبة أمل صغيرة قد تبدو كأنها نهاية العالم. والأسوأ من ذلك -نظرا لعدم امتلاكهم قشرة دماغية أمامية متطورة تماما لمساعدتهم على التنظيم الذاتي- يصبح الأطفال أكثر عرضة للهجوم على الآخرين عندما يكونون غاضبين.

ووفقا لموقع “آها بيرنتنغ” (Ahaparenting)، فإنه أحيانا يكون الهجوم على الآخرين منطقيا عندما نكون غاضبين، ولكن فقط عندما يكون هناك تهديد فعلي، وهذا نادر. وفي معظم الأوقات عندما يغضب الطفل، فإنه يريد مهاجمة أخيه الصغير الذي كسر اللعبة، أو والده الذي عاقبه بشكل غير عادل من وجهة نظره، أو معلمه الذي أحرجه، أو المتنمر في الملعب الذي أخافه.

مع تطور أدمغة الأطفال، فإنهم يكتسبون القدرة على إدارة غضبهم بشكل بناء، فقط إذا كانوا يعيشون في منزل يتم فيه التعامل مع الغضب بطريقة صحية.

وربما يبدو من الخطأ أن نتوقع من أطفالنا أن يتعاملوا مع الغضب بطريقة بناءة، في حين أننا الكبار لا نفعل ذلك كثيرا.

وفيما يلي بعض النصائح للتعامل البناء مع الغضب بالنسبة للأطفال أو حتى الكبار.

  • السيطرة على العدوانية

عندما يتقبل الوالدان مشاعر الطفل ويتعاطفان معها، فإنه يتعلم أن العواطف ليست خطيرة ويمكننا الشعور بها والتعبير عنها، بدون الحاجة إلى التصرف بناء عليها. وعندما نتقبل غضب طفلنا ونحافظ على هدوئنا، فإنه يرسم المسارات العصبية ويتعلم المهارات العاطفية لتهدئة نفسه والتعبير عما يشعر به بدون الإضرار بالناس أو الممتلكات.

  • الاعتراف بالغضب

إذا تمكنت من منع نفسك من الانفعال والاعتراف بأسباب انزعاج طفلك، فسيبدأ غضبه في التراجع. سيساعده ذلك على الشعور بالأمان الكافي ليشعر بالعواطف الأكثر ضعفا التي تقود إلى الغضب. مثل حزنه على اللعبة المكسورة أو خوفه عندما هدده زميله في الفصل. عندما تبدأ هذه المشاعر الضعيفة في التلاشي، لن يكون هناك حاجة إلى الغضب.

وإذا لم نساعد الأطفال على الشعور بالأمان فسوف يستمرون في فقدان أعصابهم، لأنه ليس لديهم أي طريقة أخرى للتعامل مع الاضطرابات بداخلهم.

  • الحل البنّاء للمشكلات

يجب أن يكون هدفك هو استخدام طفلك للغضب كحافز لتغيير الأشياء وفق الضرورة حتى لا يتكرر الموقف. مثل نقل ألعابه بعيدا عن متناول الأخ الصغير، أو الحصول على مساعدة الوالدين للتعامل مع الشخص المتنمر. وقد يشمل ذلك أيضا الاعتراف بمساهمته في المشكلة.

بمساعدتك، سيتعلم طفلك تهدئة نفسه عندما يكون غاضبا حتى يتمكن من التعبير عن احتياجاته ورغباته بدون مهاجمة الشخص الآخر، سواء جسديا أو لفظيا. سوف يتعلم أن يرى الجانب الآخر من المشكلة وأن يبحث عن حلول لها، بدلا من مجرد افتراض أنه على صواب والشخص الآخر مخطئ.

كيف يمكن للوالدين مساعدة الأبناء على تعلم إدارة غضبهم؟

  • ابدأ بنفسك

وفقا لموقع “أويرنس آكت” (Awarenessact)، فإنه إذا كنت معتادة على الصراخ في وجه أطفالك، فاعلمي أنك تقومين بسلوك سيقلده طفلك بالتأكيد. وقد يكون من الصعب منع نفسك من الصراخ في وجهه، ولكن إذا استسلمت لهذا الإغراء، فلا تتوقعي أن يتعلم طفلك التحكم في نفسه.

  • خفض التصعيد

تكمن وظيفتك عندما يكون طفلك غاضبا في استعادة الهدوء، لأن الأطفال لا يمكنهم التعلم وفهم كيفية التصرف بشكل أفضل إلا عندما يكونون هادئين. إن وجودك الهادئ -حتى عندما يكون الطفل غاضبا- يساعده على الشعور بالأمان. وهذا ما يساعده على تطوير المسارات العصبية في الدماغ التي توقف استجابة العراك وتسمح للقشرة الأمامية في الدماغ بالسيطرة.

  • كل المشاعر مسموح بها

عندما يغضب البشر لا يهدؤون حتى يستمع إليهم أحد. لذلك عندما يعبر طفلك عن غضبه، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو الاستماع والاعتراف بمدى حزنه والسبب وراء ذلك.

في تلك اللحظة، لا تخبري طفلك أن يهدأ أو يتصرف بشكل لائق. الأفضل أن تفتحي باب التواصل معه، قولي له “هل أنت غاضب جدا لهذه الدرجة؟ هل يمكنك إخباري ما حدث بدون الصراخ في وجهي؟”.

فيما بعد، بمجرد أن يهدأ طفلك، يمكنك التحدث معه عن النبرة أو اللغة المناسبة. عادة في هذه المرحلة، بما أن طفلك يشعر الآن بأن صوته مسموع، فسوف يعتذر تلقائيا.

تذكري أنت لا تشجعي السلوك السيئ. أنت تتقبلين كل المشاعر ولكن ليس كل السلوكيات.

  • منح الطفل طرقا للتعامل مع غضبه الآن

يحتاج الأطفال إلى مهارات لإدارة غضبهم في الوقت الذي يحدث فيه ذلك. عندما يكون طفلك هادئا، اكتبي معه قائمة بالطرق البنّاءة للتعامل مع المشاعر الغاضبة، اجعليه يضع هذه القائمة على الثلاجة.

يمكنه إيقاف الغضب مثلا عن طريق التنفس بعمق أو الضغط بيده على كرة إسفنجية. أو سماع بعض الموسيقى والقيام ببعض الرقص الغاضب.

  • وضع حدود للعدوان

السماح للمشاعر لا يعني أننا نسمح بالأفعال الهدامة. لا ينبغي السماح للأطفال بضرب الآخرين، إذا قاموا بذلك يجب عليك وضع حدود ومساعدتهم على احتواء غضبهم. “يمكنك أن تكون غاضبا كما تريد ولكن لا تضرب أحد أبدا”.

  • لن يهدأ بعيدا بنفسه

غالبا يكون هدفك عندما يكون طفلك غاضبا أو مستاء هو استعادة شعوره بالأمان، الأمر الذي يتطلب وجودك بجواره. تذكري أن الأطفال هم في أمس الحاجة إلى حبك في جميع المواقف والأوقات. عدم وجودك سيعطي طفلك رسالة مفادها أنه وحده مع هذه المشاعر الكبيرة والمخيفة.

ابقي مع طفلك وساعديه على تجاوز مشاعره. ستندهشين من الطريقة التي يبدأ بها طفلك في إظهار المزيد من ضبط النفس عندما تتبنين هذه الممارسة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *