سياسة

محلل سياسي: موقف المغرب من حرب أوكرانيا أثبت وقوفه على مسافة واحدة من الجميع

اعتبر المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة، أن الموقف الذي أصدره المغرب بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ينبثق من الثوابت التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة، مشيرا إلى أن المغرب مرتبط بالشرعية الدولية، لذلك أشار إلى أنه يقف على مسافة واحدة من أطراف النزاع.

وأوضح عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان في اتصال لجريدة “العمق”، أن بلاغ وزارة الخارجية يتماشى مع التوجهات العامة للسياسة الخارجية، وكان منتظرا أن يخرج بهذه الصيغة التي نصت على الثوابت المرتبطة بوحدة الدول وعدم اللجوء إلى استعمال القوة، وهما ثابتان في السياسة الخارجية للمملكة.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي، أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يعبر فيها المغرب عن مواقف مشابهة، مشددا على أن الوحدة الترابية للدول تُعد من المبادئ الأساسية في مواقف المغرب، مذكرا في هذا الصدد بالرفض الصريح للمملكة لانفصال كاطالونيا عن إسبانيا.

واليوم السبت، أفاد بلاغ لوزارة الخارجية بأن المملكة المغربية تتابع بقلق تطورات الوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن المملكة تجدد دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما أكدت تشبثها بمبدأ عدم اللجوء إلى القوة لتسوية النزاعات بين الدول، وتشجع جميع المبادرات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التسوية السلمية للنزاعات.

ويرى بوخبزة أن المغرب لطالما استنكر جميع الممارسات الرامية إلى تقسيم الدول، كما أنه لا يحبذ اللجوء إلى القوة لحل النزاعات الإقليمية والدولية، بل يدعم الحوار والحلول الديبلوماسية على اعتبار أن جميع المشاكل يمكن أن تُحل عبر هذا الطريق، وفق تعبيره.

البلاغ الذي تحدث عن دعم المغرب للوحدة الترابية، أشار بوخبزة إلى أنه لا يعني أن المملكة تنحاز إلى أوكرانيا، نظرا لأن روسيا تنفي نيتها لاحتلال أو ضم أوكرانيا، وتؤكد أن هدفها هو إقامة نظام حليف لموسكو ضمن سياستها في جعل الدول المجاورة تابعة لها في ظل محاولة الغرب تطويق محيط روسيا بأنظمة موالية لواشنطن.

وشدد المتحدث على أن المغرب ينأى بنفسه عن النزاعات دائما بحكم توجهه الحالي في تنويع شركائه الخارجيين، لذلك يحاول ألا يصطف مع طرف ضد آخر، لافتا إلى أن هذا التوجه يسمح للمغرب بالقيام بأدوار وساطة في نزاعات دولية كالملف الليبي على سبيل المثال.

وأضاف: “لا نتوقع أن المغرب سيتخذ مواقف ضد أي طرف، لأن مصلحته هي التنويع في علاقاته وشركائه، وهناك أشير إلى أن الممكلة لها شراكة استراتيجية مع روسيا، وفي نفس الوقت لها علاقات تجارية قوية مع أوكرانيا، وسيستمر المغرب في هذا المسار رغم الحرب”.

وتابع قوله: “هذه سياسة صعبة جدا وليست بالسهلة، لأنها تعتمد على التوزان وعدم الاصطفاف، فأسهل شيء هو دعم طرف على حساب آخر أو نهج سياسة الاصطفاف مع الغالب، وفي حرب أوكرانيا يبدو على الورق أن روسيا هي الأقوى ويمكن أن تسيطر بسهولة على أوكرانيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *