مجتمع

لا أبناك ولا طيران .. العقوبات الغربية تطوق عنق الطلبة المغاربة في روسيا

أبدى طلبة مغاربة تخوفهم من العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، ردا على غزوها لأوكرانيا، حيث يجد معظمهم صعوبة في سحب الأموال من الصرافات الآلية بعد عزل أبناك روسية عن نظام “سويفت”، إضافة إلى ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، والزيادات الصاروخية في أسعار تذاكر الطيران.

وقالت طالبة مغربية في السنة الثالثة طب عام، بجامعة “سان بترسبورغ”، في تصريح لجريدة “العمق”، إن الطلبة المغاربة يجدون صعوبة كبيرة في سحب أموالهم من بعض البنوك، مضيفة أن بعض الأبناك التي لم يتم عزلها بعد عن نظام “سويفت” هي التي لايزال بإمكان تقديم خدمات لزبنائها.

وأضافت المتحدثة، أنه بدل التركيز على الدراسة، بات الهم الوحيد للطلبة هذه الأيام هو سحب أموالهم من الأبناك بعد العقوبات الغربية على روسيا، مشيرة إلى أن رحلة البحث عن الشبابيك الأوتوماتيكية لسحب الأموال منها تستغرق ساعات، إذ أن العديد من الأبناك تم فعلا فصلها عن نظام “سويفت”.

في السياق ذاته، قال طالب مغربي بسلك الماستر تخصص كمياء، بجامعة “سان بترسبورغ”، يدعى “عصام”، في تصريح مماثل للجريدة، إن المعلومات المتداولة بروسيا، هي أن بعض الأبناك تم عزلها عن نظام “سويفت” العالمي، ونتيجة لذلك لا يمكن استلام الأموال خارج روسيا.

وأشار المتحدث، إلى أن بعض الطلبة استلموا فعلا حوالات مالية أمس عن طريق “ويسترن يونيون”، لكن تطبيق الشركة، اليوم تم حظره على روسيا، وبالتالي يصعب تسلم أية حوالة مالية، لافتا إلى أن هناك حلول بديلة متداولة لحد الساعة وهو تحويل الأموال عند طريق العملات الرقمية، إذ ليس هناك أي قانون يمنعها في روسيا.

وزاد الطالب المغربي، أن هناك حلا آخرا يلجأ إليه بعض الطلبة في ظل صعوبة سحب الأموال من الأبناك الروسية، وهو “تحويل الأموال بالوساطة، أي أن يتوفر الطالب على حساب بنكي هنا في روسيا والمغرب، وعندما يستلم الأموال من حسابه بالمغرب، يحولها داخليا في روسيا، لأن التحويلات داخل سوريا سارية وتعمل دون أية مشاكل”.

وأبرز، أن الدفع بالبطاقة البنكية لا زال شغالا داخل روسيا، لكن بالخارج غير ممكن، مشيرا إلى أنه في حالة عزل روسيا بالكامل عن نظام “سويفت”، فإن هناك نظاما روسيا-صينيا يدعى SpFS وهو نظام عالمي أيضا طورته روسيا بعد تهديدات أمريكا عن عزل روسيا اقتصاديا في 2014، وهذا النظام يعمل في عدة دول موالية لروسيا وفي الصين أيضا.

ويطالب عدد من الطلبة المغاربة من السلطات المغربية التدخل من أجل إجلائهم، مخافة أن يتكرر معهم، ما حدث لزملائهم في أوكرانيا. وقالت طالبة مغربية لـ”العمق”، في هذا الصدد، إن إدارة الكلية التي تدرس بها لم تسمح لهم بمغادرة البلاد، وهو ما يعني أنهم قد يتعرضون للطرد إن هم انقطعوا عن الدراسة.

وأشارت الطالبة إلى أن تذاكر الرحلات المباشرة من روسيا نحو المغرب، مرتفعة جدا إذ تصل إلى 10 آلاف درهم، على اعتبار أنه لا توجد رحلات إلى دول أوروبية بسبب حظر المجال الجوي الأوروبي في وجه الطائرات القادمة من روسيا، مطالبة السلطات بتمكينهم من تذاكر بأثمنة مناسبة من أجل العودة إلى المغرب إلى حين نهاية هذه الأزمة.

وهو ما أكده أيضا الطالب المغربي “عصام”، حيث وصف أسعار التذاكر في ظل هذه الأزمة بـ”الفلكية”، بسبب قلة الرحلات الجوية، عقب إغلاق أوروبا لمجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، لافتا إلى أنه حتى لو قرروا العودة إلى الوطن، فإن بعض الجامعات تحجز جوازات سفر الطلبة لتجديد التأشيرة، وبعضها يهدد الطلبة بالطرد إنهم غادروا السلاد

فيما يخص أسعار المواد الأساسية، فقد أشار مجموعة من الطلبة إلى أن هناك ارتفاع مسجل في السلع التي يتم استيرادها، مشيرين إلى أن البنك المركزي الروسي رفع نسبة الفائدة كحل للتضخم الذي يتعرض له “الروبل الروسي”، وهو ما تسبب في ارتفاع بعض الأسعار.

*صورة تعبيرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *