اقتصاد

المغرب يسعى لزيادة إنتاجه من “الكوبالت” لتصنيع البطاريات القابلة لإعادة الشحن

أفادت صحيفة “أتلايار” الإسبانية أن المغرب يهدف خلال الفترة المقبلة لزيادة إنتاجه من “الكوبالت” لتصنيع البطاريات القابلة لإعادة الشحن، مشيرة إلى أن المملكة بدأت في أعقاب جائحة “كورونا” عملية انتقال إلى الطاقات المتجددة.

ونقلت الصحيفة الإسبانية تصريحات لأحد المسؤولين من المكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم، الذي أكد أن المغرب يخطط لاستغلال احتياطاته من “الكوبالت” كعنصر يستخدم في تصنيع البطاريات القابلة لإعادة الشحن”.

وأشار عبد الله المتقي، الكاتب العام للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، إلى أن “المغرب يحتل المرتبة 11 من حيث احتياطيات “الكوبالت”، وفي العام الماضي احتل المرتبة التاسعة كمنتج لـ 1900 طن من هذا المعدن”.

وأعلنت شركة “مناجم” المغربية للتعدين، الشهر الماضي، عن شراكة مع شركة “جلينكور الأنجلو” السويسرية لتطوير مشروع تكرير بمنجم بوعزير قرب مراكش، وقال المتقي إن المكتب الوطني للهيدروكربونات هو المسؤول عن التنقيب قبل منح امتيازات التعدين لمستثمرين من القطاع الخاص، بينما يقوم المكتب، على حد تعبيره، “باستكشاف احتياطيات أخرى من الكوبالت في منطقة “سيروا” مع شركة المناجم المغربية للتعدين”.

وحسب صحيفة “أتلايار” فيوجد في المغرب رواسب كبيرة من الكوبالت والفلور والفوسفاط، وهي مواد أساسية لإنتاج أي نوع من المنتجات الكهربائية، مشيرة إلى المملكة في خضم تحول بيئي حيث تقوم بتطوير صناعات أكثر نشاطًا بهدف تعزيز نموها الاقتصادي، معتبرة أن إنشاء دولة مستدامة قادرة على مكافحة آثار الاحتباس الحراري وانبعاثات الغازات الضارة أولى خطوات هذا التحول.

ويعتبر “الكوبالت”، تؤكد الصحيفة، معدنًا رئيسيًا للانتقال البيئي حيث إنه مادة أساسية في تصنيع البطاريات القابلة لإعادة الشحن لأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف وبطاريات “الليثيوم أيون” للسيارات الكهربائية، كما يرفع “الكوبالت” من جودة البطارية ويطيل عمر صلاحيتها.

وإلى جانب المملكة المغربية، تمتلك دول مثل جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية احتياطيات كبيرة من الكوبالت، حيث يرغب المغرب في أن يكون رائدا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، ولهذا فهو يستعد، حسب الصحيفة، لتركيب أول مصنع سيارات لها في منطقة الدار البيضاء مخصص لتصنيع هذا المنتج، وبذلك تصبح واحدة من الدول القليلة القادرة على تصنيعها.

ويساهم الكوبالت في المغرب بـ36% من رقم معاملات الفاعل الأساسي في المعادن، وتنتج المملكة سنويا معدل ألفي طن من معدن الكوبالت، ويبلغ احتياطها منه 17 ألفا و600 طن.

ويحتل المغرب المرتبة التاسعة في الإنتاج، والـ11 دوليا في الاحتياطي العالمي، وهو ثاني بلد في أفريقيا بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية، غير أن هذه الأخيرة، حسب الصحيفة الإسبانية، ينتهك حقوق الإنسان عند استخراج المعدن الخام لأنه يستخدم عمال المناجم كقوى عاملة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن المغرب يرغب في زيادة إنتاجه من “الكوبالت” في السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع زيادة الطلب على هذا المعدن، مشيرة إلى أن الطلب سيستمر في الارتفاع بسبب نمو سوق السيارات الكهربائية، علما أن معظم “الكوبالت” المستخرج في العالم يستخدم كمنتج ثانوي لإنتاج النحاس، غير أن “الكوبالت” المستخرج من المغرب يتميز بنقاوته العالية، مما يجعله معدنا ثمينا للغاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *