أخبار الساعة، أدب وفنون

“زيارة”.. شريط وثائقي يسلط الضوء على الحراس الحقيقيين للذاكرة اليهودية بالمغرب

أسدلت سينما “الريف” بالدار البيضاء مساء اليوم الثلاثاء فاتح مارس 2022 الستار عن  الشريط الوثائقي “زيارة” لمخرجته سيمون بيتون، ومن إنتاج مشترك بين القناة الثانية و “La Prod ” و “Ciné Sud Production”. حيث حضر هذا العرض ما قبل الأول الذي دام ساعتين، ثلة من الشخصيات الفنية والثقافية، منهم مخرجين وكتاب وشخصيات ظهرت في الشريط الوثائقي وبعض الشخصيات من اليهود المغاربة.

واختارت المخرجة سيمون بيتون عنوان “زيارة” باعتبارها كلمة عربية تعني الرحلة أو الحج، وفي المغرب يستعمل المصطلح في سياق ثقافة “الأولياء” بالأضرحة التي يذهب إليها الناس  للزيارة وطلب الشفاء أو البركة  أو للشكر على الدعاء.

خلال شريطها الوثائقي الذي سيعرض قريبا على القناة الثانية، سلطت بيتون الضوء على الموروث العقدي والثقافي والإنساني بين المسلمين واليهود، خاصة الذين كانوا يقيمون في المغرب قبل رحيلهم، إذ أبرزت بيتون كيف يسهر المسلمون المغاربة على حراسة وحماية هذا الموروث اليهودي في المغرب من أضرحة ومتاحف وكنائس ومكتبات ومدارس تحولت إلى مدارس مغربية لكن مسيروها يوصلون للنائشة من التلاميذ أنها موروث تركه اليهود.

ومن خلال “زيارة”، تسافر  بيتون بالمشاهد في جولة سينمائية حول بقاع المغرب، بدأته من مدينة ساحلية ومرت عبر الدار البيضاء والعاصمة الرباط ومراكش ودمنات، عابرة بالمشاهد إلى مناطق نائية بين الجبال، حيث يتواجد الملاح والكنائس والمقابر وأضرحة الأولياء اليهود، والتي من خلال شهادات حراسها، يزورها يهود ومسلمون. واعتبرت المخرجة هذا الشريط الذي يرسخ لمشترك  مغرب المسلمين واليهود، تحقيقا راقيا وحميميا يربطها بتاريخ المغرب وحضارته.

وسلطت بيتون في زياراتها للموروث الذي خلفه اليهود ببقاع المغرب الضوء على شابة مغربية حاملة شهادة في اللغة الانجليزية ورثت رفقة أمها مهمة والدها في حراسة مقبرة يهودية، وشاب أنشأ في الجبل متحفا للثقافة اليهودية ورجل وقور يتحدث الدارجة والأمازيغية والفرنسية ورث هو الآخر عن جده ووالده حراسة مقبرة يهودية، وهي الفرصة التي أبرزت من خلالها بيتون حقائق هادئة ومتناغمة لخصتها في أن الحراس الحقيقيون للذاكرة اليهودية هم مسلمون بعيدا عن التراشقات.

كما جسدت سيمون من خلال شريطها الوثائقي التسامح مع اليهود على أرض المسلمين بشكل مثالي، من خلال تقريبها تاريخ طوائف وجماعات مختلطة تشترك في الذاكرة. معترفة من خلال الشريط الذي عرضته باللغة الدارجة المغربية، أنه عمل مكنها من التصالح مع هذه اللغة المغربية العامية التي حرصت على التواصل بها مع حراس الأضرحة خلال زياراتها.

وقالت سيمون عن شريطها “ليس الأمل في أن يعود اليهود ولكن في أن يتوقف اليهود والمسلمون عن التراشق فيما بينهم. توجد تجربة أخرى غير تجربة المأساة المتواصلة“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *