منوعات

باحثون يكشفون أسرارا “غريبة” لفرس البحر

قال باحثون دوليون، إن حيوان فرس البحر يتفرد بعدة خصائص منها أن الذكور هي التي تحمل بالإضافة إلى أنها ليس لها أسنان، مشيرين إلى أن هذا الحيوان طور عبر آلاف السنين عدة صفات وراثية للتكيف مع البيئة المحيطة.

وأضاف الباحثون تحت إشراف أكسل مِيَر من جامعة كونستانس بولاية بادن فورتمبرج جنوب ألمانيا بالتعاون مع باحثين من الصين وسنغافورة في دراستهم التي تنشر اليوم الأربعاء في مجلة “نيتشر” البريطانية “حاولنا العثور في الصفات الوراثية لهذه الحيوانات على دلائل أو تفسيرات على الأسباب التي أعطت هذه الحيوانات شكلها المعروف وأسلوب حياتها الخاص بها”.

وتبين للباحثين من خلال الدراسة على سبيل المثال أن فرس البحر ليس له أسنان لأنه لا يمتلك العديد من الجينات الموجودة لدى أسماك أخرى أو التي يمتلكها الإنسان والتي تساهم في تطور نمو الأسنان، موضحين أن هذا الحيوان فقد بعض الجينات خلال تطوره وضاعف جينات أخرى.

غير أن هذه الحيوانات لا تحتاج لأسنان أيضا حسبما أوضح مير حيث إنها لا تمضغ غذاءها بل تشفطه بالضغط السلبي الذي تستطيع توليده في خرطومها الطويل.

كما أشار الباحثون إلى أن هذا الحيوان البحري فقد موروثات تسهم في حاسة الشم وأن فرس البحر يمتلك حاسة إبصار قوية من خلال عينين تتحركان بشكل مستقل عن بعضهما البعض مما يجعل دور حاسة الشم ثانويا.

وأوضح الباحثون أن فقدان أحد الجينات الأخرى مسؤول عن خاصية أخرى فريدة لفرس البحر ألا وهي عدم امتلاك زعنفة بطنية والتي توازي الساقين الخلفيتين لدى الحيوانات الأخرى مخالفا بذلك الحيوانات العادية التي لها ساقين أماميتين وساقين خلفيتين وذلك لغياب الجين المسؤول عن هاتين الساقين.

وأثبت الباحثون هذه العلاقة بين هذا الجين المفقود وعدم نمو الساقين الخلفيتين من خلال تعطيل الجين المسؤول عن نمو الزعنفة البطنية لدى سمكة أخرى لها زعنفة بطنية في العادة فوجدوا أن هذه السمكة فقدت هي الأخرى زعانفها البطنية.

كما أوضح الباحثون أن تناسخ بعض الجينات ساهم أيضا في هذا التطور الفريد لفرس البحر، فعندما يتضاعف جين فإن أحد هذين الجينين يمكن أن يقوم بوظيفته الأصلية في حين يصبح الآخر حرا ومتفرغا لقبول عملية التحور ووظائف جديدة، وهو ما جعل الباحثين يرجحون سبب حمل الذكور حيث تجمع ذكور فرس البحر البويضات والحيوانات المنوية في كيس صدري يخرج منه النسل.

وأشار الباحث الألماني، إلى أن هذا الحيوان يحرص قدر الإمكان على عدم الظهور، فهو لا يكاد يهيم سباحة بحثا عن الطعام بل يظل مختبئا في الأعشاب البحرية أو الشعاب المرجانية منتظرا فرصة مرور شيء ما أمامه وقدوم الغذاء إليه. وبحسب مير، فإن فقدان فرس البحر زعانفه البطنية يجعله أقل تأثرا بحركة الأمواج.