منتدى العمق

رسالة دافئة لكل أنثى

تعلمين أن الجمال صفة تتجلى في كل المخلوقات وقد حباك الله بقسط من الملاحة.  ولكل معاييره في تصنيف ذلك تختلف حسب العادات والمعتقدات والرؤى وطبيعة المجتمعات…

وأكثر ما يؤثر في الأمر، تلك الأفكار النمطية المتوارثة من جيل الى آخر.  ويحتد ذلك في المجتمعات الميكانيكية المغلقة التي تحكمها القوانين القمعية والأفكار السائدة البائدة…

بشكل أو بآخر ستدركين في لحظة من لحظات العمر أن معايير الجمال لديك قد اختل توازنها ولم تعد مسايرة لركب الحداثة. فيحدث الشرخ وينطفئ وهج الوجدان وربما يصيب النفس خواء آيل للإنكفاء…

فتغدو صورتك الذاتية متدنية تغشاها الضبابية وتخذلها الوسامة…

ويرحل عنها التوهج ويركن إليها الذبول وتغيب عنها القسامة…

حينذاك، وجب عليك أن تعقدي النية بالتغيير والأمر يحتاج إلى عمق روية وصفاء سجية وحسن تدبير…

وأن تعي أن ذلك لا يتحقق بين الدقيقة والثانية  ولا في اللحظة الآنية…

وإنما هو عزم على التجديد ووعد بالتنفيذ…

والانضباط الذاتي والإصرار على المواصلة حتى في أحلك الأوقات…

وهو الإقرار على وضع خطة سوية تبتدئ من الغذاء السليم والعناية الشخصية…

وتنتهي بالعبادة والالتزام بالأذكار في الليل والنهار…

فإذا كان الاهتمام بالجسد ونحت الأبدان واضحا للعيان…

فكذلك الاستقامة سبيل للوسامة…

وطهارة الروح وتنقية الجنان، تضفي أنوارا متلألئة على محيا الوجه فيبدو صافيا نقيا لا يحتاج الى صباغة أو ألوان…

ولا ضير أن تدللي نفسك وتبرزي أنوثتك التي حباك الله بها دون إفراط ولا إجحاف ولا مبالغة ولا إسفاف…
وكما أن الاستقامة سبيل للوسامة فكذلك الابتسامة. .

فمتى ما صاحبت البسمة الصادقة الواثقة ثغرك الباسم الأليق استنار محياك ببهائه الأنيق. .

فيبلغ كنهه ضياء الدرر ويصل مداه سناء القمر. .

ولا بد أن تعي أن الجمال الحق ينبعث من دواخلك ويتربع عرش حناياك. .

ويبدو ويخبو كلما زاد تقديرك لذاتك ولأنوثتك أو أدرك النقص ثناياك. .

وأول خطوة لذلك، أن تنظري للأمور بمنظار الإتزان والتبصر والتدبر وتحيدي عما يمكن أن يسقطك في هوى التنمر والتذمر والتقهقر…

وأن تبتعدي عن المقارنات السافرة التي لن توقعك إلا في درك المشاعر السيئة القاهرة ومركبات النقص المقيتة الذميمة الغير الظاهرة…

فينحو بك الإفراط نحو الإحباط. .

فتركني للإختفاء والإختباء والإنكماش على الذات…

ولن تدركي ذلك إلا بعد فوات…

و من بين مظاهر البهاء، أن تجزلي بالعطاء وأن تمدي أكف السخاء وأن تشيعي البهجة لحظات التوهج والإنطفاء في السراء والضراء.

وأن تثقي في قدراتك ومهاراتك دون السقوط في مغبة الغرور…

وأن تترفعي عن سفاسف الأمور…

وأن تلتزمي بالتنحي عن كل خلق وضيع وتحتكمي للتحلي بالتواضع الرفيع. .

وأن تشحذي النفس بسنان التأديب وتصقليها بلمسة التهذيب. .

وأن تترقي سلم المجد بالإصرار على تعلم الجديد. .

وأن تعملي بموجب الإقرار على الخلق والإبتكار والتجديد. .

ولن يتسنى ذلك إلا بالمجاهدة والمثابرة دون شراسة ولا شكاسة أو مكابرة. .

وتزكية ذلك بإشاعة روح التقاسم والتعاون ونشر ثقافة الإشراك والتضامن. .

دون تكاسل أو تغافل أو تماطل أو تهاون. .

وبذلك، تبلغي مراتب الأخيار ذوي الرأي السديد وتدركي مدارك الأطهار ذوي الفكر المجيد والخلق الحميد. .

ثقي بإيمانك العميق أنك خلقت لتكوني أنثى سامية قادرة على إشاعة البهاء في الكون وترك الأثر الجميل العظيم…

ثقي بتفردك، بتميزك، بإنسانيتك بعشقك للجمال وللدلال وللكمال وللحياة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *