فقدان أزيد من 30 مغربيا في أعماق سواحل تونس.. وحقوقية تتساءل: غرقوا أم أغرقوا؟

فُقد الاتصال بأزيد من 30 شابا مغربيا في مقتبل العمر من حي الكرم والفردوس بسيدي مومن بالدار البيضاء، بعدما أفادت عائلاتهم بأنهم غرقوا في عمق البحر بتونس أثناء محاولة العبور عبر قوارب “الموت” نحو إيطاليا، فيما يُرجح أن يكون آخرون على قيد الحياة.
ووفق معطيات حصلت عليها جريدة “العمق”، فقد سافر الشباب المعنيون من الدار البيضاء نحو تونس بطريقة شرعية شهر دجنبر 2021، ومن تونس اختاروا الهجرة السرية نحو إيطاليا.
وكشفت المعطيات ذاتها، أن الشبان تواصلوا مع ذويهم منتصف دجنبر الماضي، وأخبروهم بعزمهم الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا بتاريخ 16 دجنبر 2021، ومن تم اختفوا وعجزت عائلاتهم عن التواصل معهم.
وقالت الناشطة الحقوقية بالمركز المغربي لحقوق الإنسان، فاطمة الزهراء الإدريسي بوغنبور المكلفة بملف هؤلاء المهاجرين، إنها تأكدت بأن نصف الشباب خرجوا من تونس نحو إيطاليا عبر قوارب “الحريك”، بينما ظل النصف الآخر في تونس.
وأشارت إلى أن العدد الأول من الشباب غرقوا، متسائلة “هل غرقوا أم تم إغراقهم بطريقة عمدية من قبل أشخاص مجهولين في تونس”، مضيفة أن هذا الأمر ستؤكده أبحاث السلطات في الأيام المقبلة.
وأضافت بوغنبور في تصريحها لجريدة “العمق”، أن معلوماتها أكدت إلى وقت قريب موت عدد من هؤلاء الشباب، بينما يرجح أن يكون الآخرون الذين لم يهاجروا على قيد الحياة.
وأوصت المتحدثة أسر الضحايا برفع شكايات للنيابة العامة لتتبع مصير أبنائها الأحياء لكي لا يتكرر مصير الشباب الذين ماتوا غرقا، بذريعة أن بعض الأباء قالوا إنهم مازالوا على تواصل مع أولادهم ولا داعي لرفع أي شكاية.
وشددت الناشطة الحقوقية على أنهم لم يتمكنوا من معرفة مصير نصف الشباب الذين ظلوا على قيد الحياة، في وقت رفضت فيه العائلات تقديم شكايات لتتبع مصيرهم، مضيفة أنهم لا يستطيعوا الجزم بأن البقية قد ماتوا أيضا غرقا، لأنهم لم يتوصلوا بأخبارهم على غرار المجموعة الأولى.
هذا وحاولت جريدة “العمق” التواصل من السلطات المعنية داخل المغرب وتونس للتأكد من أعداد المغاربة المعنيين وأوضاعهم، غير أن الجريدة لم تتمكن من الحصول على أي معلومات تكشف مصير هؤلاء الشباب أو مكان جثت الأموات منهم.
* الصورة من الأرشيف
اترك تعليقاً